16/05/2014 - 13:33

امتحان الحركة الطلابية/ ربيع عيد

تقف الحركة الطلابية العربية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية هذه الأيام أمام امتحان جدي وحقيقي متعلق بمدى قدرتها على تنظيم نفسها، وخوض نضال طلابي واسع ضد الممارسات القمعية التي تقوم بها الجامعات في قضية حرية العمل السياسي، بعد سلسلة التضييقات والتي تُوّجت في جامعة حيفا هذا الأسبوع بتجميد عمل ثلاث كتل طلابية: التجمع الطلابي الديمقراطي، الجبهة الطلابية وحركة أبناء البلد، بالإضافة إلى تقديم سبعة طلاب ناشطين من مختلف الأحزاب إلى لجنة الطاعة.

امتحان الحركة الطلابية/ ربيع عيد

تقف الحركة الطلابية العربية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية هذه الأيام أمام امتحان جدي وحقيقي متعلق بمدى قدرتها على تنظيم نفسها، وخوض نضال طلابي واسع ضد الممارسات القمعية التي تقوم بها الجامعات في قضية حرية العمل السياسي، بعد سلسلة التضييقات والتي تُوّجت في جامعة حيفا هذا الأسبوع بتجميد عمل ثلاث كتل طلابية: التجمع الطلابي الديمقراطي، الجبهة الطلابية وحركة أبناء البلد، بالإضافة إلى تقديم سبعة طلاب ناشطين من مختلف الأحزاب إلى لجنة الطاعة.

وفي عودة للحراك الطلابي الأخير والمتصاعد، الذي بدأ في الجامعة العبرية، نستنتج أمرًا أساسيًا ومركزيًا مما جرى هناك بعد منع عمل التجمع الطلابي وقمع الطلاب العرب بالقوة، ومن ثم التراجع عن التجميد وعدم إدخال قوات أمن من خارج الجامعة: عدم الخضوع للعقلية القمعية ينتصر على القمع.

فإصرار الحركة الطلابية هناك على التظاهر والاحتجاج وتحويل القضية من قضية تخص كتلة طلابية واحدة إلى قضية لكل الطلاب العرب بالإضافة إلى إشراك المحاضرين المتضامنين في هذا النضال، أفضى إلى تحقيق إنجازات ولو بسيطة لكنها فاتحة لإنجازات أخرى مستقبلية في حال وضعت استراتيجية نضال مشتركة، مع الإشارة إلى أن استمرار التظاهرات أدى إلى ازدياد المشاركة الطلابية.

أما جامعة حيفا المرشحة لتصاعد مجريات الأحداث فيها والمواجهة مع سياسات الجامعة، لا بد من توحيد كافة الكتل الطلابية على برنامج عمل نضالي ضد الإجراءات الأخيرة، ووضع الاختلافات الحزبية جانبًا، لأن القضية تمس جميع الكتل وجميع الطلاب العرب.

في جعبة الحركة الطلابية الكثير من الأوراق الرابحة التي لم تستغل بعد، مثل تنظيم اعتصامات صامتة يومية وتصعيدها تدريجيًا، فجامعة حيفا لا تستطيع تقديم عشرات أو مئات الطلاب العرب للجان الطاعة، بالإضافة إلى إثارة الموضوع في الرأي العام ووسائل الإعلام المحلية والإسرائيلية والأجنبية، خصوصًا وأن الأخيرة تشكل ورقة إحراج كبيرة للجامعة، التي تدعي وتسوق نفسها على أنها جامعة التعايش العربي - اليهودي وتجني أموالاً وتبرعات من وراء ذلك، خصوصًا في ظل تصاعد حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل.
ويبقى السؤال الأوسع لتنظيم الحركة الطلابية في كل الجامعات مطروحًا أمامنا والذي يتداول بين الفينة والأخرى فيما يتعلق بغياب لجان الطلاب العرب، التي شكلت تاريخيًا العنوان لهذا النضال. وبالرغم من كل النقاش الدائر حول لجان الطلاب العرب، فهو يجب أن يكون في سياق تنظيم الطلاب العرب قوميًا ومحاربة العنصرية والحفاظ على الهوية الوطنية، وليس نقاشًا انتخابيًا.

ممارسات الجامعات العنصرية تحتم علينا فتح هذا النقاش مجدّدًا لوضع قواعد عمل وأسس ننطلق منها لتحقيق منجزات للحركة الطلابية، وبالأحرى الحفاظ على منجزات الحركة الطلابية أيضًا، التي تقع تحت طائل التهديد بخسارتها بعد الممارسات الأخيرة في حال وقفنا مكتوفي الأيدي متفرجين أو متفرقين.

أمام الحركة الطلابية امتحان ما ندعيه كأحزاب أن سياسة الخوف كسرناها وأن هذا الجيل الشبابي يختلف. امتحان إحراج المؤسسة الأكاديمية وفضحها، امتحان تنظيم أنفسنا وتحقيق مكاسب جديدة تضاف إلى سجل الحركة الطلابية، وهذا يعتمد على نشطاء الحركة الطلابية بالأساس ويعتمد على وجود إرادة حقيقية لذلك، إرادة في التصعيد، فهل نملك هذه الإرادة؟

التعليقات