06/09/2014 - 13:46

ولى زمن الطباشير../ مراد حداد

على جميع المسؤولين من مديرين ومعلمين ومسؤولين وبلديات أن يعوا أن المدرسة مليئة بالتفاصيل، التي عبرها تُبنى القيادات الشبابية، ويعتادون على تحمل المسؤولية. ليست المسؤولية في الحفاظ على طباشير الصف المدرسي بقدر الحاجة إلى الحفاظ على كينونة الطلاب وإرادتهم وفسح المجال لتطويرها

ولى زمن الطباشير../ مراد حداد

ليس المنهاج كتابا مقدسا لا حياد عنه. للمنهاج جزء كبير في المسيرة التعليمية، لكنها لا تتحرك لوحدها. إنها تحتاج لمن تتعلم منه أيضا. وتبدأ المسيرة التعليمية في الاستفادة والتطور عندما تبدأ بالتعلم من الطالب. ولا يستطيع الطالب أن يدلي بخبرته ما دام خاملا. عليه أن يفعل شيئا إضافيا، ربما لم يعتد على فعله بالسابق.

يبدأ الفعل عندما يبدأ الطالب بالتأمل: إنه يدخل مدرسة، موجودة داخل بلد مليئة بالأحداث، تخرج الأفراد إلى المجتمع، من أكثرهم نجاحا حتى أكثرهم بؤسا. من قليلي المسؤولية، وحتى من هم على قدر كاف من المسؤولية.

مدرسة تعج بالصفوف، والحصص المدرسية المختلفة في كل دقيقة معطاة، طالب لم يحضر قلمه اليوم للصف المدرسي، وطالب آخر يملك كتابا ممزقا لا يؤهله لإنهاء الموضوع بنجاح، وآخر لا يملك مصروفا كافيا لشراء ما يحب من الدكان، وآخر يتغلب يوميا في المواصلات فيفضل أن يتأخر عن المدرسة في كل صباح. عالم كبير مليء بالتفاصيل.

إنها نظرة عامة على الطالب أن ينطلق منها، ليرى أن المدرسة لا تختصر فقط على أي كرسي سوف يجلس اليوم، أو ما هو لون حذائه، بل عليه أن ينظر إلى المدرسة كمجموع الطلاب، الذي هو جزء منها، ليدخل المجتمع من باب الاهتمام بالحيز العام وليس التنكر له.

يبدأ الدخول إلى الحيز العام المدرسي، عندما يبنى جسم –أي جسم –يتحدث باسم الطلاب ومصلحتهم. يتحدث عن طموحهم وآمالهم، ويشكل قناة وصل ما بين المدرسة والبلدية وبينهم. ولجنة طلاب مدرسية تعني العديد من المهام. وتشترط لتفاعلها وأخذ دورها الحقيقي احترام الكبار لها ولأهميتها، وعدم التعامل معها كمسؤولة الطباشير في الصف أو المحافظة على يوميات الغياب، بل على التدخل لحساب الطالب ولمصلحته حتى في المواضيع الاقتصادية، كأسعار وجبات الغذاء أو الساندويشات في المدرسة.

على لجنة الطلاب أن تكون حديثة، حتى في ظل نظام القديم. أو للدقة، هي الوحيدة التي تستطيع أن تكون نموذجا جديدا. فإذا كان الترتيب القديم للسلطات بشكل عام هو سلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية، فعلى لجنة الطلاب أن تتجهز لأن تكون أي سلطة ثانية. فعليها أن تراقب عندما يعمل الآخرون، وعليها أن تعمل وتُبدع حتى لو تابعها الآخرون.

على جميع المسؤولين من مديرين ومعلمين ومسؤولين وبلديات أن يعوا أن المدرسة مليئة بالتفاصيل، التي عبرها تُبنى القيادات الشبابية، ويعتادون على تحمل المسؤولية. ليست المسؤولية في الحفاظ على طباشير الصف المدرسي بقدر الحاجة إلى الحفاظ على كينونة الطلاب وإرادتهم وفسح المجال لتطويرها.

وفي الختام، لا يهدف هذا النص القصير إلى تحديد مهام اللجان، وتحديد دورها، بل إنه نقد على الكبار عامة، والذين يفترضون يوما بعد يوم أن الطالب في الثانوية غير مهيأ لإدارة مصيره. الان، علينا أن نشجع الفرص.
 

التعليقات