24/09/2014 - 11:34

اغتيال أبو عيشة والقواسمي ودفن الحقيقة../ سليمان أبو ارشيد

عملية خطف المستوطنين الثلاثة تم استغلالها من قبل القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية لتنفيذ حرب على عموم الشعب الفلسطيني

اغتيال أبو عيشة والقواسمي ودفن الحقيقة../ سليمان أبو ارشيد

اغتيال مروان القواسمي وعمار أبوعيشة اللذين تتهمهما إسرائيل باختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة في شهر حزيران الماضي، هو ليس فقط اغلاقا لحساب مفتوح معهما كماعقبت والدة أحد المستوطنين المختطفين التي قالت إن ذلك أفضل من أن نراهما يتحرران في إحدى صفقات التبادل، بل لدفن المخفي من حقائق رافقت عملية الاختطاف والقتل والاتهام إلى الأبد.

عملية خطف المستوطنين الثلاثة تم استغلالها من قبل القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية لتنفيذ حرب على عموم الشعب الفلسطيني، حرب بدأت في الضفة الغربية والقدس التي أصيبت بنيران حقد المستوطنين من خلال خطف وإحراق الشهيد محمد أبو خضير حيا، وامتدت إلى الـ 48 التي اشتعلت مدنها وقراها تضامنا واحتجاجا على هول الجريمة، وتواصلت بالحرب العدوانية المدمرة التي دامت أكثر من 50 يوما ضد قطاع غزة.

أسئلة كثيرة ظلت مفتوحة بانتظار التحقيق، مع من ادعت إسرائيل أنهما متهمون بخطف المستوطنين الثلاثة، ويبدو أن الإجابات عليها كان سيحرج ليس فقط أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية، بل القيادة السياسية التي اتخذت من العملية ذريعة للحرب على غزة. هذه الأجهزة وتلك القيادة كان من مصلحتها أن لا يفتح المتهمون أفواههم، وأن يتم إغلاق الملف بإعدامهما دون محاكمة.

أول هذه التساؤلات هي، لماذا أخفى جهاز الأمن العام (الشاباك) لمدة أسبوعين ونصف ما توصل إليه من معلومات عن قتل المستوطنين الثلاثة عقب اختطافهم؟ علما أن الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عرفتا بعد وقت قليل من وقوع الحادثة أن الأمر يتعلق بعملية قتل وليس باختطاف، وهو ما كشفته رسالة استغاثة مسجلة تلقتها الشرطة الإسرائيلية من أحد المستوطنين الثلاثة سُمع فيها أمر بخفض الرؤوس أعقبه إطلاق عشر رصاصات.

ولماذا أرسلت الحكومة الإسرائيلية التي كانت تعرف أن المستوطنين الثلاثة في عداد القتلى، أرسلت شرطتها وأجهزتها الأمنية لتشنا حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بالضفة الغربية بحثا عنهم، وكأنهم أحياء؟

وما يثير الشكوك أيضا حول الجهة الضالعة بقتل المستوطنين الثلاثة ودوافعها، هو العثور على بعد بضعة كيلومترات من مكان "الاختطاف" على بقايا سيارة محترقة بها آثار دماء.

ثم لماذا فرضت الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية بأمر من نتنياهو حظرا على المعلومات بشأن حادثة الاختطاف؟ ولماذا تم احتكار التحقيقات من قبل الجيش رغم أنها ليست من صلاحياته؟

أسئلة كثيرة أخرى كانت ستفتح لو تم التحقيق مع المتهمين، حول مكان دفن المستوطنين الثلاثة وخيط الدم الذي يوصل بين السيارة المحروقة وبين مكان دفن الجثث، والحجارة التي تمت مراكمتها فوق الجثث، ناهيك عن الاتهام المباشر ومن أعلى المستويات لحماس، الأمر الذي يوحي أن إسرائيل نفذت مخططا مبيتا ضد حركة حماس وضد قطاع غزة، ويضع علامات سؤال حول الرواية الإسرائيلية المتعلقة بعملية خطف وقتل المستوطنين.

إذا، المؤسسة الإسرائيلية أغلقت الدائرة ليس بحسابات الانتقام وتصفية الحساب مع الخاطفين وأهاليهم وشعبهم بل من باب دفن حقيقة عملية اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة عبر دفن الخاطفين.

التعليقات