22/12/2014 - 17:24

قائمة عربية مشتركة.. لماذا؟../ جورج شحادة

لا بد للقيادات السياسية أن تعي استثنائية هذه المرحلة، وتطرح ما هو جديد لتعطي للعمل السياسي بعدا قيميا يتجسد من خلاله مشروعاً مواجهاً

قائمة عربية مشتركة.. لماذا؟../ جورج شحادة

أبدأ كلماتي وعن غير عادة مستدلا بقول الله تعالى 'واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ' وقوله 'وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُم'، ونحن نرفع سقف آمالنا بأن تقوم جميع القوى السياسية دون استثناء بالعمل على توحيد الجهود، وتقديم مصالح الناس عامة وتطلعاتهم على المصالح الحزبية أو الشخصية الضيقة، وتشكيل قائمة عربية مشتركة، وأسمح لنفسي في هذه الظروف الاستثنائية بأن أقول قائمة 'وحدة وطنية' تتكون من كل الأطراف الوطنية، تخوض هذه الانتخابات بكل قوة، وليس اضطراراً بعد رفع نسبة الحسم، إنما وبالأخص لأننا جميعا بحاجة ماسة إلى تكاتف الأيادي ووحدة الصف ولمّ الشمل لمواجهة التمييز والقمع الممنهج الذي نعاني منه في هذه البلاد.

وليس جديدا أو خفيا على أحد، وهذا معطى أمسى معروفا للقاصي والداني، أن العنصريين قد تمادوا في عنصريتهم، وأن العنصرية في الآونة الأخيرة قد فاقت كل التصورات وهي في تصاعد، لذلك بات لا بد من التكاتف ورص الصفوف لمواجهة هذا المد الفاشي.

ولا بد أيضاً للقيادات السياسية أن تعي استثنائية هذه المرحلة، وتطرح ما هو جديد لتعطي للعمل السياسي بعدا قيميا يتجسد من خلاله مشروعاً مواجهاً، فالأحزاب العربية أو القوى السياسية التي تدعي تمثيل الأقلية العربية في هذه البلاد لم ولن تكون أبدا أحزاب سلطة، ولا حتى أحزاب معارضة، بل هي حالات استتثنائية في ظروفنا الاستثنائية، لذلك يتحتم عليها اتخاذ تدابير عمل غير عادية، وخاصة في هذه الآونة، والعمل بكل صدق وتفان لتوحيد الصفوف، وأقلها لتشكيل قائمة مشتركة تعي أيضاً مختلف الإشكالات والمشاكل التى تهم وضعنا كأقلية قومية في شتى مرافق الحياة ومنها الاجتماعي والسياسي. ومن هنا أصبح مشروع توحيد الجهود والإعداد الجيد للمحطة الانتخابية المقبلة أمرا في غاية الأهمية حتى نستطيع ولو بالحد الأدنى مواجهة الآتي .

عدا عن ذلك ومن يتابع المشهد السياسي العام لدى الجماهير العربية يلمس أن هناك رغبة حقيقيه لدى هذه الجماهير وبعفويتها لتوحيد الصفوف، خصوصا بعد اقتراح قانون قومية الدولة اليهودية، وأن هذه الجماهير وبأغلبيتها ترى حاجة في مواجهة هذا القانون وغيره من القوانين العنصرية. والمواجهة تعني وببساطة الحفاظ على الهوية القومية لهذه الجماهير، التي أصبحت مهددة بهذه القوانين. ونعتقد أن توحيد الصفوف إذ يعزز هذه الرؤية وأن الأحزاب قادرة على ذلك، وتستطيع أيضاً خوض الانتخابات ضمن قائمة مشتركة وموحدة تلبية لنداء الناس، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال صهر القوى السياسية ضمن هذه القائمة ، بل على العكس، فهذه القائمة تضيف وتقوي هذه القوى المختلفة، أي أن هنالك فرصة حقيقية لتوحيد الجهود وهي قابلة للتنفيذ الآن، وأن يبقى لكل تيار سياسي الخط العام الذي يميزه عن الآخر وبالتالي المنفعة على الجميع.

وأخيرا، وليس آخراً، نتوجه لجميع الأحزاب ونناشدهم باسم الله الحق العدل، وباسم الحرية والديمقراطية، وباسم كرامة الناس، وباسم الجماهير المتعطشة لتوحيد الصفوف، ونطلب منهم أن يقوموا بدورهم التاريخي وواجبهم الوطني فى استعادة الجماهير العربية في هذه البلاد لمكانتها وكرامتها وإرادتها ودورها، باسم كل هذه القيم، وإقراراً بحقائق التاريخ التي تؤكد على أن الوحدة الوطنية في ظروفنا هي السد المنيع أمام العنصريه والعنصريين. وهي بطبيعة الحال ليست سوى تجسيد لما كان يردده أبناء الحركة الوطنية وكل الذين حملوا مشاعل التنوير والاستنارة ودعوا للحرية والعدالة مستمسكين بمبادئ الديمقراطية والمساواة إلخ...

عليه وانطلاقاً من هذه القناعات، نطالب بتشكيل قائمة عربية مشتركة، نحو أكبر تمثيل برلماني عرفته الأقلية العربية في هذه البلاد.

التعليقات