31/12/2014 - 17:52

القائمة العربية المشتركة ومساعي نتنياهو لإفشالها /قاسم بكري

أثلج صدورنا تقدم المشاورات بين الأحزاب العربية، هذا التوافق الذي نريد أن يكلل بالنجاح ويتوج بإنجاز سياسي وانتخابي كبير يرتقى إلى مستوى ما تواجهه جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل، وهو خطوة هامة في مسيرة أقلية قومية تسعى لانتزاع حقوقها من حكومة إسرائيل اليمينية العنصرية.

القائمة العربية المشتركة ومساعي نتنياهو لإفشالها /قاسم بكري

أثلج صدورنا تقدم المشاورات بين الأحزاب العربية، هذا التوافق الذي نريد أن يكلل بالنجاح ويتوج بإنجاز سياسي وانتخابي كبير يرتقى إلى مستوى ما تواجهه جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل، وهو خطوة هامة في مسيرة أقلية قومية تسعى لانتزاع حقوقها من حكومة إسرائيل اليمينية العنصرية.

تقود ثلاثة تيارات (الإسلامي والقومي والشيوعي) نضال جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل، تتنافس فيما بينها، تختلف على أمور وقضايا وتتفق على أخرى، ولا ضير في ذلك، فالتعددية السياسية ضرورة ملحة وظاهرة صحية في مجتمع ديمقراطي، وما يجمع هذه التيارات أكثر بكثير مما يفرقها في معركة الصمود والبقاء ومواجهة سياسات ومخططات اليمين الصهيوني الفاشي.

لقد حان الوقت للوحدة، ويجب أن نسعى بكل قوانا ونبذل كل ما بوسعنا في سبيل تحقيق ما تصبو إليه جماهينا، ولا غضاضة أن هذه الوحدة لا تروق لعكاكيز السلطة وقواريطها الذين يخافون من القائمة العربية المشتركة وما ستحققه اجتماعيا وسياسيا وانتخابيا، وبطبيعة الحال سيسعون بكل قواهم لإفشال تشكيل القائمة العربية المشتركة، هذا الحلم الذي يريد تحقيقه الكبير والصغير في مجتمعنا، فتارة تسمع من بين ظهرانينا تصريحات محبطة ومحاولات لبث الفتنة والخلاف، وتارة يبثون استطلاعات وهمية موجهة وممولة لخدمة شخصية هنا أو فئة هناك دون احترام لخيار الشعب الأوحد وهو الوحدة ثم الوحدة وفقط الوحدة.

وحدة الداخل الفلسطيني تخيف نتنياهو وتجعل كرسيه يهتز، وهو يعي تماما أن قائمة عربية مشتركة واحدة وموحدة في البرلمان ستساهم في إسقاطه وإفشاله، ولهذا فهو يحاول مستميتًا العمل لمنع إقامة هذه القائمة، وفي الوقت ذاته فإن البعض ممن يشكك في إقامة القائمة العربية المشتركة لم يجد له فيها بدلة كان يريدها على مقاسه، فتجده يتماثل من حيث يدري أو لا يدري مع هذا النهج المعادي لشعبنا، لا بل ويقدم له خدمة مجانية ويدعم مشروعه بشرذمتنا وتقسيمنا، ولكن هيهات له هيهات، فشعبنا أكبر وأوعى من هذه الألاعيب والمخططات، وقد قال كلمته بأنه مع الوحدة، شعبنا أقوى بالوحدة.

إن نتنياهو يحاول إفشال مساعي الوحدة بين الأحزاب العربية، وقد أشارت مصادر صحفية إلى أنه أوكل هذه المهمة لأحد مستشاريه، وهو رئيس مكتبه السابق ناتان إيشيل.

نتنياهو ومن خلفه اليمين الصهيوني يريد أكثر من قائمة عربية تخوض الانتخابات البرلمانية وليس قائمة واحدة عربية موحدة ومشتركة تحصد ما يزيد عن 14 مقعدا، وهو ويمينه المتطرف يخشى من نسبة تصويت عالية في المجتمع العربي، خاصة وأن وحدة الأحزاب العربية في قائمة مشتركة ستقلص كذلك فرص الأحزاب الصهيونية الصغيرة من عبور نسبة الحسم بعد الضعف الذي أصاب حزب "شاس"، حيث تشير نفس المصادر إلى أن المراقبين يتوقعون ضياع مئات آلاف  الأصوات في المجتمع اليهودي، وأن نجاح المساعي لإقامة قائمة عربية مشتركة بين الموحدة والتجمع والجبهة والدعم الجماهيري الجارف لها والتهديد بمقاطعة الانتخابات في حال خوض الانتخابات بقائمتين، يقلق نتنياهو واليمين لأن الفرصة متاحة للقائمة العربية المشتركة بأن تكون القوة الثالثة أو الرابعة في الكنيست، وهي حتما ستكون قوة حيوية فاعلة ومؤثرة في تركيبة المعارضة وفي اللجان البرلمانية.

وترى هذه المصادر أن مساعي إفشال تشكيل القائمة العربية المشتركة ستستعّر وتتزايد بوتيرة كبيرة خلال هذه الأيام، وستشهد الساحة ضغوطات ومناكفات وتصريحات إعلامية لإفشال الوحدة، وأنه من غير المستبعد الضغط على جهات عربية معينة بهدف خوض الانتخابات في قائمة أخرى وليس ضمن القائمة العربية المشتركة.

‏لقد نجحت القائمة العربية المشتركة بهز نتنياهو واليمين الصهيوني قبل تشكيلها رسميا، ومن المؤكد أنها ستقض مضجعه بعد تحقيقها إنجازا كبيرا غير مسبوق بحصدها 14 أو 15 مقعدا كقوة ثالثة أو رابعة في الكنيست.

إن شعبنا طبعا وبكل تأكيد أقوى بالوحدة،‏ وإن تحقيق فكرة القائمة العربية الواحدة والموحدة، وزرع بذور العمل الوحدوي هو الأهم والأولى في هذه المرحلة الحساسة لتنظيم مجتمع عربي فلسطيني عصامي ومتكاتف في الداخل. 

التعليقات