11/02/2015 - 10:36

التمثيل النسائي: أكثر من السابق وأقل من المطلوب / رامي حيدر

تعد القائمة المشتركة إحدى أكثر القوائم المشاركة في الانتخابات البرلمانية تمثيلًا للنساء في الأماكن الواقعية بحسب الاستطلاعات

 التمثيل النسائي: أكثر من السابق وأقل من المطلوب / رامي حيدر

بعد مخاض عسير ومد وجزر، ولدت القائمة المشتركة التي يشارك فيها حزبان وحركتان (الجبهة، التجمع، الإسلامية، التغيير)، يمثلون بشكل أو آخر معظم المركبات السياسية الفاعلة لدى العرب في الداخل. وفي المواقع الأمامية المضمونة في القائمة (12-14 حسب الاستطلاعات) هناك تمثيل لكافة شرائح مجتمعنا، لكن يلاحظ الضعف في التمثيل النسائي، حيث تطرح القائمة مرشحتين في الأربعة عشر مقاعد الأولى، وأربع نساء من ضمن أول 20  مرشحًا.

منذ بدء خوض الأحزاب العربية الانتخابات البرلمانية، لم يحدث أبدًا أن دخلت امرأة عربية كممثلة في البرلمان عن حزب وطني عربي، حتى عام 2009 عندما اختار التجمع النائبة حنين زعبي في قائمته الانتخابية، لتكون أول امرأة عربية عن حزب عربي تدخل الكنيست. وفي الفترة التي تلتها بقي الوضع كما هو. في هذه الانتخابات انضمت عايدة توما كممثلة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في في الموقع الخامس في القائمة المشتركة، الذي يعتبر مقعدًا مضمونًا هذه المرة.

وفي القائمة المشتركة كاملة تبلغ نسبة النساء المرشحات نحو 19 في المئة فقط، بعد أن كان من المتفق أن تكون نسبة التمثيل النسوي 33 في المئة، ويتوجب تقديم عشر نساء على الأقل من الثلاثين مرشحًا الذين يقدمهم كل مركب من مركبات القائمة المشتركة. والتزم التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بهذا الاتفاق وطرح كل منهما عشر نساء، وللأسف لم تطرح الحركة العربية للتغيير سوى امرأتين في مواقع متأخرة جدًا، فيما لم تطرح الحركة الإسلامية أي مرشحة.

وتعد القائمة المشتركة إحدى أكثر القوائم المشاركة في الانتخابات البرلمانية تمثيلًا للنساء في الأماكن الواقعية (بحسب الاستطلاعات)، فتمثيل النساء في حزب الليكود الحاكم، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، يطرح أربع نساء فقط ضمن مرشحيه الـ24 الأوائل، وامرأة واحدة ضمن أول 6 مرشحين في حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، فيما لا توجد أي امرأة لدى أحزاب المتدينين الثلاثة (يهدوت هتوراه، شاس، هعام إيتانو)، فيما يتساوى التمثيل النسائي في قائمتي "يش عتيد" بزعامة يائير لبيد، و"البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينيت مع التمثيل النسائي في القائمة المشتركة، بحيث يرشح كل منهما امرأتين في الأماكن الـ11 المضمونة حسب الاستطلاعات. ويطرح حزب المعسكر الصهيوني ست نساء في الـ24 مقعدًا الأوائل، ويملك حزب "كولانو" الذي يتزعمه موشيه كحلون، وحزب "ميرتس" أكثر تمثيل نسائي في الأماكن المضمونة حيث تبلغ نسبته 33%، ويطرح "كولانو" أربع مرشحات من ضمن الأماكن الـ12 المضمونة، و"ميرتس" يطرح مرشحتين من ست أماكن مضمونة. 

ومنذ العام 2009، يسير التمثيل النسوي العربي بدالة تصاعدية، والسياسات النسوية باتت تأخذ حيزًا كبيرًا في برامج الأحزاب السياسية والاجتماعية، سواء على صعيد اقتراحات القوانين وتطبيقها أو على صعيد العمل على رفع مكانة المرأة في جميع مجالات الحياة المختلفة، فـ"السياسة النسوية" أهم وأفضل من نساء في السياسة، ففي الأولى تصبح الأهداف والخطط واقعًا والثانية مجرد أرقام وأسماء تضاف إلى الذاكرة دون بصمة تذكر.

التعليقات