12/03/2015 - 20:22

كي لا نبقى داخل علبة سردين/ وديع عواودة

فلينظر كل ولي أمر وأم وأب بعيون مئات الآلاف من الأبناء والبنات ممن لهم الحق علينا أن نورثهم ما يفيد ،يبعث الأمل ويساعد في العمل والتعليم والخدمات الصحة والرفاه والسكن.

كي لا نبقى داخل علبة سردين/ وديع عواودة

رغم كل مخاض الولادة العسيرة ومجمل ملابسات  تشكيلها  تبقى القائمة المشتركة أفضل الخيارات لمن لا يقاطع الانتخابات لاعتبارات مبدئية. هذه تجربة جديدة علينا رعايتها واحتضانها حتى لو طال انتظارنا لإنجاز لأنها ستنقلنا لحلبة سياسية جديدة  نكون فيها أكثر تأثيرا  في الكنيست  وصناعة القرارات  وقدرة على ترتيب بيتنا ومداواة جبهتنا الداخلية. منذ النكبة مارست إسرائيل سياسة التعامل مع العرب كطوائف وقبائل رافضة الاعتراف بهم أقلية قوية ولما اشتد ساعدنا أكثر لجأت مرتبكة لفكرة " الدولة اليهودية". في المعركة الهامة على الوعي نثبت بـ " المشتركة "  لأنفسنا ولهم أننا  جماعة  قومية  قولا وفعلا مع ما تعنيه من مستحقات ونعتق  ذاتنا  من قفص الهوامش لنكون في مركز الصورة ونضع عصاة صلبة بعجلة  " يهودية الدولة ".

علبة كبريت

بمشاركة كل منا بالتصويت هو ومن حوله يمكننا  استثمار فرصتنا فعلا.  فرصة توحيد الأحزاب  العربية وبعثرة الأحزاب اليهودية لبناء كيان سياسي جديد أكثر هيبة وفاعلية وتأثيرا على وعينا ووعيهم.  يلاحظ  التعامل الأكثر جدية واحتراما وندية  من قبل الآخر الإسرائيلي والدولي اليوم بل منذ أن ولدت المشتركة وبدأت استطلاعات الرأي تتنبأ لها بنتائج طيبة. على المستوى العملي ستحرز المشتركة بحال حازت على لقب القوة الثالثة نتائج فعلية مفيدة  على مستوى الحقوق المدنية : توسيع مسطحات البناء في المدن والقرى العربية بعدما باتت كـ " علب السردين أو الكبريت "، وقف جرافات الهدم في النقب ، تشغيل العرب في مرافق وشركات مغلقة حتى الآن أمامهم، زيادة ميزانيات الحكم المحلي وخدماته وتخفيف وطأة الضغوط الاقتصادية.

حق الأبناء والبنات

فلينظر كل  ولي أمر وأم وأب  بعيون مئات الآلاف من الأبناء والبنات ممن لهم الحق علينا أن نورثهم ما يفيد ،يبعث الأمل ويساعد في العمل والتعليم والخدمات الصحة والرفاه والسكن.

وحسب الأجواء والاستطلاعات كافتها هذا يبدو شبه مؤكد بحال فازت المشتركة بـ 14-15 مقعدا لأن هذه النتيجة  تعني  منع عودة حكومة يمينية فاشية  ستضاعف سياسات الاستعداء السافر  ولتشريع قوانين عنصرية ربما نراها اليوم مستحيلة   ومجنونة وبعد غد نراها على أرض الواقع.

وقت للتوصيل

لكن قيمة المشتركة أكبر من كونها مبادرة انتخابية وهي رافعة ستساعد في بناء المتابعة وبقية المؤسسات الوطنية  فكل  حزب بمفرده أعجز عن حمل همومنا المتنوعة وبالجهد الجماعي نخفف وطأتها.

في مناسبات كثيرة جدا وجهت سهام النقد الحرّاق لأداء الأحزاب العربية وللسياسيين وهذا مشروع ومفيد وكل شيء في وقته حلو  وهذه هي ساعة الدعم والمشاركة. هناك أوقات للتمزيق وهناك أوقات للرتق والتوصيل " يقول باولو كويلو في رائعته " الزهير " وهذا هو الوقت لنعطي " المشتركة "  وأنفسنا فرصة للتصرف بمسؤولية سربا واحدا لا يلغي تعددياتنا. المشتركة ليست ملكة جمال الكون وفيها وعليها ما يقال لكن الانتقادات والمثالب مجتمعة لا تبرر تركها فهي أخت وأم وابنة لكل منا بل بيت واحد يجمعنا نصلح ما يحتاج للتصليح ولا نهدمه أو نعيق استكمال بنائه بسبب مصباح  خافت  أو باب معطل.

حرق البيدر

وفي حكمتهم المكتسبة من تجارب الحياة قال الأجداد  "  جاهل من يحرق  البيدر بسبب خلاف على حفنة قمح " والعمل الجماعي تحدي وامتحان بيدنا أن ننجح به أما الفرقة والشرذمة والعودة للغناء كل على ليلاه فهو سهل ومريح لكنه قاتل للواقع وللحلم.  بأسوأ الأحوال أفضل للمرء أن يندم على ما فعله من أن يتحسّر على ما لم يفعله.

لن أفوت الفرصة للمشاركة ببناء هذا البيت الجديد ولن أحرم نفسي من مشاركة  المحتفلين ليلة الثلاثاء القادم  وفجر الأربعاء من خلال منح المشتركة صوتي.

التعليقات