16/03/2015 - 16:37

الانتخابات في ظل الشراكة../ منيب طربيه

.. نهيب بكم للخروج إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بأصواتكم الداعمة للقائمة المشتركة التي تعني أمور المستضعفين في البلاد وحمايتهم وهويتهم

الانتخابات في ظل الشراكة../ منيب طربيه

 الوحدة التي طالما نادى بها عرب الداخل تتحقق تحت راية مشروع بناء الإنسان وحق تقرير المصير كما يليق بشعب عانى الاضطهاد والملاحقة منذ عشرات السنين. كما لم يعد خفيا على أحد أن الشراكة أنجزت الكثير الكثير من الأهداف لتخطي أزمة التشرذم التي غذتها السلطة على مدار سنين طويلة.

نقف اليوم أمام إنجاز تاريخي يشهد له القاصي والداني رغما عن كل ما سلف من بعض التوجهات والاختلافات. إن نظرنا جيدا نرى أن الحركات الفاعلة على الساحة السياسية والاجتماعية المحليتين كانت وعلى الرغم من اختلافها تعمل لهدف واحد ووحيد ألا وهو حق تقرير مصير شعب في ظل ممارسات سلطوية نزقة لا تعترف بنا كشعب.

إن المرحلة حساسة، وتحتم على التيارات العمل وحدويا بعيدا عن الاختلافات التي تعد هامشية في مثل مرحلة كهذه، حيث ما زلنا نعاني من الاضطهاد والتهميش، ولم نتخطَ مرحلة بناء هيئة عليا تعنى بمصالح عرب الداخل والمحافظة عليها.

إن اختلاف الآراء والتوجهات صحي في مرحلة متقدمة من مراحل بناء المؤسسات الخاصة بشعبنا، وليس في الوقت الحالي والذي ما زال شعبنا مجهول المصير، ويمر بمراحل من تشويه الهوية العربية بشكل يومي، وفي ظل اقتراحات القوانين العنصرية.

نختلف أحيانا، ونحن لسنا أمام تحدٍ أو منازلة، إنما نحن أمام اجتهادات مختلفة لتخطي الأزمة وحالات التهميش المدروسة، والتي تعمل عليها السلطة منذ تقلدها مقاليد الحكم منذ اليوم الأول.

إننا اليوم أمام تحد تاريخي: إما نحن أو هم، كما يرددها اليمين المتطرف، فيوم غد يعني الكثير لمستقبل شعبنا في الداخل، فالمشاركة في الانتخابات، وبالرغم من الاجتهادات الكثيرة بشرعية المشاركة أو عدمها، هي ضرورة قصوى لوحدتنا ولإثبات تماسكنا ومتانتنا أمام الجميع.

إن الكنيست لم تكن إلا وسيلة، وهي كذلك اليوم أيضا، حيث أن مشاركتنا هذه المرة على غرار سابقاتها من حيث الممارسة، ومختلفة كليا عن سابقاتها من حيث الفحوى والمضمون الوحدوي. كما أن المشاركة في هذه الانتخابات ستذيب الثلج وسيبان المرج، وحينها نستطيع العمل ضمن البرلمان، في حال تعاملت معنا المؤسسة كأصحاب حق، وبدء العمل على بناء مؤسسات تعني الجماهير العربية، والعمل على المحافظة على القومية العربية من خلال مؤسسات تربوية تعليمية خاصة بعرب البلاد.

نحن أصحاب حق، وسنخرج إلى صناديق الاقتراع للتصويت للقائمة المشتركة ودعمها كل الدعم للحصول على الغاية المرجوة، وهي كتلة شرعية تمثيلية لجميع أطياف الشعب المضطهد. إن التعامل السلطوي النزق معنا منذ عشرات السنين يجب أن يتوقف، كما يجب على السلطة أن تبدأ بالتحضر للتعامل معنا كشعب شاءت أم أبت.

إن تغطرس اليمين المتطرف وسرحه ومرحه في مكاتب اتخاذ القرار لا يخدمنا بالمطلق، كما أن اليسار الصهيوني والذي يتعامل معنا ككتلة ليتغطى بنا لا يعول عليه، يضعنا أمام واقع يحتم علينا العمل الوحدوي والتعويل على شعبنا الذي له كل الحق بتقرير مصيره.

إن مصلحة شعبنا فوق النقاشات الهامشية المرحلية، وتلزمنا بالتكاتف لدعم القائمة المشتركة، والتغاضي عن بعض النقاشات التي يبادر إليها البعض في هذه المرحلة، فنقاشنا مع من يقاطع ليس وليد المرحلة إنما له جذوره المتينة وقناعاتنا التي تضعنا أمام حتمية المشاركة في الانتخابات لا تلغي فكر وتوجه البعض، حيث أننا في نهاية المطاف في ذات القارب، فنحن شعب حيوي وديناميكي، والديناميكية لها الفضل في الحفاظ على هويتنا ومشروعنا العروبي القومي. إننا اليوم أمام حالة من التهافت الشعبي الداعم على القائمة، الأمر الذي يعني أن شعبنا واع لحساسية وضرورة المشاركة في الانتخابات الحالية، فمشروعنا هو الحفاظ على شعبنا في ظل القمع والتهميش، وعلينا السير قدما لإيصال جماهيرنا إلى بر الأمان.

ولمن اتخذ المقاطعة موقفا أقول: إن المقاطعة وإن اردت أن تتبناها هي مشروع شعب وتداعياتة كبيرة، فمن المسؤولية الوطنية الحقيقية أن تسير بشعبك إلى بر الأمان لا إلى الهاوية وإلى المجهول. فمجرد تبني المقاطعة عبثيا بدون دراسة أو مشروع أو تصور لا يصب في مصلحة أحد. إننا اليوم أمام إنجاز تاريخي نحو تحقيق مشروع ورؤية ناضلت وعملت عليها شخصيات وطنية على مدار سنوات لتحقيق مصير عرب البلاد. لذا ومن باب المسؤولية الوطنية علينا دعم القائمة المشتركة كل الدعم للسير بشعبنا إلى بر الأمان.

إخوتي أخواتي.. بعد عمل مضن، سهرت عليه قيادات شعبنا للوصول إلى مبتغانا الأسمى القائمة المشتركة والتي هي العنوان لحماية أبناء شعبنا، والعمل على الحفاظ على حقوقه القومية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الحقوق، فإن يوم الثلاثاء 1732015 هو يوم الحسم أمام الاضطهاد، وهو تحد لنا جميعا للوصول إلى أكبر قوة تمثيلية لعرب البلاد، والتي تمثل جميع أطياف شعبنا وتعني مصالحه.

فلذا إخوتي أخواتي.. نهيب بكم للخروج إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بأصواتكم الداعمة للقائمة المشتركة التي تعني أمور المستضعفين في البلاد وحمايتهم وهويتهم. إن حصول القائمة على 15 مقعدا فما فوق فيه رسالة واضحة للسلطة وسفرائها بأننا قوة ووحدة، ويجب التعامل معنا كقوة شرعية لها حقوقها ولها مشروعها الذي لا تنازل عنه.

التعليقات