19/03/2015 - 17:18

لقاء “المشتركة” مع ريفلين: الاعتذار أولا

المطالبة بالاعتذار لا يعفي القائمة المشتركة وباقي المؤسسات والأحزاب من الاستنفار لفضح ومواجهة حكومة نتنياهو المقبلة على المستوى الدولي، فهو أعلنها علينا حربا مفتوحا ومن يهن يسهل الهوان عليه…

لقاء “المشتركة” مع ريفلين: الاعتذار أولا

استنكرت مصادر في البيت الأبيض أمس الحملة الانتخابية لبنيامين نتنياهو التي استخدم فيها التحريض على الناخبين العرب لتشجيع الناخبين اليهود على المشاركة في الانتخابات والتصويت لليكود.

كما تناولت وسائل إعلام غربية عديدة “خطاب الكراهية” الذي استخدمه نتنياهو ضد العرب خلال يوم الانتخابات، أول من أمس، وهو ما وصفته وسائل إعلام عديدة بأنه تجاوز فيه كل الخطوط الحمر بأن يحرض رئيس حكومة ضد فئة واسعة من مواطنيه.

في المقابل، لم تحظ حملة نتنياهو ضد العرب على الرد المناسب من قبل القائمة المشتركة والهيئات الفاعلة في المجتمع العربي سواء كانت أحزاب أو مؤسسات مجتمع مدني أو وسائل إعلام. مرت مرور الكرام على الرغم من خطورتها.

حملة نتنياهو خطيرة للغاية وهي تشبه تصريحات قادة بعض الدول الأوروبية الديكتاتورية مطلع وأواسط القرن العشرين عندما حرضوا مواطنيهم على المواطنين اليهود مستخدمين لغة عاطفية عنصرية وذلك بهدف الحصول على تأييدهم وحرف أنظارهم عن القضايا الهامة مثل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والفقر والفساد والبذخ وغيرها.

هذا الأسلوب في التحريض عرفه العصر الحديث وانتهى مستخدموه في الصفحات السوداء للتاريخ. لكن ليس هذا المهم، وإنما أن استخدام خطاب الكراهية وسياسة الهوية يهدف إلى سحب شرعية المواطنة لدى شريحة واسعة من المواطنين ويحولها إلى هدف شرعي للممارسات العنصرية والفاشية. والتاريخ يشهد على مئات الآلاف وحتى الملايين من ضحايا خطاب الكراهية في أوروبا.

إزاء ذلك، يتوقع ويرجى من القائمة المشتركة أن تطالب رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، خلال لقائهم معه مطلع الأسبوع المقبل لسماع إن كانوا سيوصون بتشكيل الحكومة على أي من المرشحين، بأن يعتذر بنيامين نتنياهو عن حملته ضد عشرين في المئة من المواطنين وأن يطالبوا ريفلين نفسه بأن يستنكر ويدين حملة رئيس الحزب الذي ينتمي له بشكل واضح وصريح وبلا مواربة.

هذا هو الحد الأدنى، ولا نتوقع أو نعول أن يستجيب نتنياهو لمثل هذا الطلب، ولن يرد لنا ذلك حقنا، لكن هذا أقل ما يمكن فعله حتى لا يمر تحريضه الدموي مرور الكرام وحتى لا تطوى هذه القضية وكأنها جزء من معركة انتخابية تنتهي صبيحة اليوم التالي للانتخابات.

المطالبة بالاعتذار لا يعفي القائمة المشتركة وباقي المؤسسات والأحزاب من الاستنفار لفضح ومواجهة حكومة نتنياهو المقبلة على المستوى الدولي، فهو أعلنها علينا حربا مفتوحة ومن يهن يسهل الهوان عليه…

التعليقات