31/03/2015 - 00:02

إعادة إنتاج معاني يوم الأرض

عدالة القضية لا تكفي وحدها للتغيير وتحتاج إلى قوة تحملها. لن يلتفت أحد إلى صاحب الحق الضعيف المستكين

إعادة إنتاج معاني يوم الأرض

يوم الأرض ليس يوم ذكرى بالمعنى التقليدي، قد يكون كذاك بالنسبة للشهداء، لكنهم استشهدوا من أجل قضية، وبما أن الأسباب التي قادت لاندلاع أول هبة شعبية لدى فلسطينيي الداخل بعد نكبة عام 1948 لا زالت قائمة بل تفاقمت وأصبحت أكثر شراسة فنحن بحاجة إلى إعادة إنتاج معاني يوم الأرض أكثر من حاجتنا لإحيائه كذكرى.

ومثلما النكبة ليست ذكرى لأن تداعياتها وانعكاساتها لا زالت تشكل مصدر الغبن والقهر الأساسي لكل الفلسطينيين، كذلك هو يوم الأرض. وبما أن الرابط بينهما مباشر ولا يمكن فصله، لا بد من إعادة النظر في شكل إحيائهما، ولا بد من سبيل لإعادة التوهج لهما ووضعهما في مسار جديد ومنحهما زخما جديدا.

تحويل ذكرى يوم الأرض ليوم نضالي يتطلب خلق وعي جماعي لقضايانا المصيرية، وربط اليومي بالقومي وتحديد الأهداف وأدوات النضال والوسائل من قبل قيادة منظمة تمثل الشعب لكي تكون قادرة على تحريكه. نحن قادرون على إعادة بناء لجنة المتابعة على أسس سليمة، وتوحد الأحزاب العربية في قائمة مشتركة يمنح دفعة وزخما في هذا الاتجاه ويهيئ السبل والأجواء للعمل النضالي الجمعي، ويؤسس لتنظيم الأقلية الفلسطينية على أساس قومي واستنهاضها وتوجيه قدراتها الهائلة.

اليمين الإسرائيلي هو الوجه السافر للصهيونية. وتشكيل القائمة المشتركة إلى جانب التحريض العنصري الأرعن الصادر من أكبر قيادات إسرائيل أسهم في لفت نظر العالم إلى وجودنا، لكن ليس لقضايانا.

 لدى فلسطينيي الداخل فرصة ذهبية لفضح الصهيونية ووضعها في مكانها  الطبيعي كمشروع عنصري سافر، ورفع قضاياهم في أيامهم الوطنية كيوم الأرض وغيره إلى كل محفل، وأن يخوضوا نضالاتهم بشكل يليق بهذه المرحلة ويرتقي إلى تحدياتها.

عدالة القضية لا تكفي وحدها للتغيير وتحتاج إلى قوة تحملها. لن يلتفت أحد إلى صاحب الحق الضعيف المستكين. فليشحذ هذا الشعب مكامن قوته وليحشد طاقاته ويستنهض هممه، ولينظم نفسه أولا، ثم يرسم طريقه ويمضي بعزم، مدركا أنه قادر على صنع الكثير، ربما أكثر مما نتخيل نحن وربما أكثر مما تتخيل إسرائيل نفسها.

التعليقات