11/05/2015 - 14:29

الطيرة موحدة تستطيع/ حنين زعبي

* الصوت الواضح على صورة مجتمعنا واحترام أفراده، كالصوت الواضح ضد القمع والكولونيالية والاحتلال الإسرائيلي

الطيرة موحدة تستطيع/ حنين زعبي

 * الصوت الواضح على صورة مجتمعنا واحترام أفراده، كالصوت الواضح ضد القمع والكولونيالية والاحتلال الإسرائيلي.

*  لا يمثل الدين من يهدد مجتمعه، أو أفرادا منه.

*  الطيرة موحدة تستطيع لجم عنف صبية مغرر بهم، المشكلة في صمت الأغلبية وخوفها من التعبير عن رأيها.

*  علينا توحيد كل الحركات السياسية، من أجل صوت واضح ضد العنف.

*  أؤكد كل كلمة قلتها في صفحتي الاجتماعية، لكنني قصدت بكلمة أوباش، تلك الزمرة الصغيرة التي تمارس الزعرنات على أهل بلدها.

تبوأت قضية العنف المجتمعي مركز أجندة عملنا الوطني داخل وخارج الكنيست، وتحديدا في السنوات الأربع الأخيرة. جرائم القتل، حوادث إطلاق النار، التهديدات، في سياق انتخابات السلطات المحلية وتوابعها، كما في سياق الحساسيات والهيمنة والتخويف باسم الدين وتعاليمه، التي لن تكون سوى سمحة.

استعملنا كافة الوسائل لنشر ثقافة مغايرة، ثقافة تنبذ العنف، والتهديد والتحريض، ضمن عمل تثقيفي يشمل ندوات للشباب، محاضرات ونشاطات جماهيرية، بيانات، تصريحات، مظاهرات، استجوابات للشرطة المتقاعسة، ووضعنا قضية العنف، كأولوية ثانية بعد مصادرة الأرض، وأحيانا كأولوية أولى، فكلاهما يصادران الحياة منا.   

تحت نفس المسميات التي لا تهدد الأفراد فقط، بل تهدد المجتمعات، تهدد سلامة وجودها، ونكهة حياتها، أتت محاولات البعض لإلغاء ماراتون الطيرة، بالقوة، بالتهديد، بالعنف، بشتائم توجه للصبايا، بمنعهم من التدرب في البلد، بفرض الرقابة على لباسهن، وعلى مسار الركض، وعلى مجرد التدرب، وعلى مجرد الركض، للحد، الذي وصل بنا الأمر  ووصل الخوف إلى درجة قامت بها المدربة والصبايا بإلغاء مشاركتهن في السباق.

ما يجري خطير، ولا نسمح لنفسنا أن نسكت عنه، والنجاح في منع الماراتون هو استمرار لنجاح لفئات ضيقة في بلداتنا العربية بمنع نشاطات أخرى، ثقافية ورياضية واجتماعية وغيرها.

نحن لا نسمح لنفسنا أن نكون أقوياء أمام إسرائيل، وضعفاء أمام من يريدون فرض قمع داخلي علينا، على بناتنا وأبنائنا. ولن نكون وطنيين تجاه الأرض والوطن، ومتخاذلين أو متهاونين تجاه أنفسنا وحرياتنا وحياتنا، فالحرية هي حرية الشعوب وأوطانها، هي حرية الإنسان والوطن الذي يحتضنه.

علينا أن نرشد الضجة التي يحدثها الماراتون في الطيرة، وأن نستفيد منها، وأن نخرج منها بعبر أعيد تأكيدها هنا:

مستقبل مجتمعنا وسلامته، منوط  بوحدة الطيرة، ومجتمعنا بكامله، ضد العنف، وضد زمرة من صبية لا ترتدع قامت بشن اعتداءات والمس بحرمات الناس وسمعتهم وأسلوب حياتهم، دون أن تجد من يلجمها. الخطاب الذي يستعمل العنف وسيلة له، مرفوض، وعلى أهالي البلد أن يثبتوا وحدتهم أمام الفساد الشخصي والمجتمعي ويطالبون بالمحاسبة.

المشكلة الأكبر هي في أغلبية، صامتة، لا تقبل ما يحدث، لكنها تخاف من التعبير عن رأيها، ومجرد خوفها هذا، خوفنا من الدفاع عن أبسط حقوق حياتنا، هو كارثة اجتماعية.        

والحل، هو صوت واضح، من كافة الحركات السياسية، ترفض ما يحدث، وتردع تلك التجاوزات، وتؤكد على حرية الفرد في التعبير عن رأيه، لكن انعدام حريته في فرض رأيه على الآخر.

الطيرة، كما كافة بلداتنا الطيبة، ستثبت أنها ضد زمرة تتحكم بها، وضد العنف، وضد الفساد، لكنها لن تفعل إذا بقي الطيبون العاقلون، خائفين وصامتين.

صمتنا جريمة بحق أنفسنا، وبحق أجيالنا القادمة...

التعليقات