06/06/2015 - 10:07

هل "ننضم" لنضال السلطات المحلية الدرزية؟../ خالد تيتي

على الأقلية العربية، قيادة وشعبًا، أن تعيد التفكير في أهمية استثمار الحالة الخاصة للتمييز والعنصرية التي يمر بها أبناء الطائفة العربية الدرزية

هل

أنذرت قيادات الطائفة العربية الدرزية بأنها عازمة على إطلاق احتجاجات يوم الأحد القريب سميت 'بيوم الغضب الدرزي'، وأعلن منتدى الرؤساء في السلطات المحلية، أنه بلغ السيل الزبى، وأنه لا يمكن للطائفه الدرزية الاستمرار في الصمت إزاء مصادرة الأراضي والإجحاف والتمييز الذي تعاني منه في كافة مناحي الحياة منذ عشرات السنين.

ويحمل عنوان هذا المقال العديد من المفارقات والقوالب اللفظية الجاهزة التي يفرضها الواقع والمعجم التاريخي ومصطلحات تطرح نفسها بنفسها كجزء من التساؤل المطروح إلا أنها قد تبدو غريبة في مواضع وسياقات أخرى.

ماذا نحن فاعلون، كأقلية قومية إزاء مطالب عادلة لشريحة واسعة من أبناء شعبنا فرضت عليها الظروف التاريخية العزل والتقوقع كطائفة لا كجزء من شعب وأقلية قومية، وتشربت خطاب الأسرلة والصهينة رغمًا عنها؟ هل نقف جانبًا كي لا نقحم أنفسنا في نضال لا يندرج ضمن النضال المطلبي المبني على العلاقة بين الدولة اليهودية وبين الأقلية العربية الأصلانية كأصحاب الأرض؟ هل نقف جانبا بينما المطالب هي ذات المطالب، والمعاناة هي ذات المعاناة، والعنصرية هي هي تجاه المجتمع العربي بكافة شرائحه، بالرغم من اختلاف الخطاب السياسي الظاهر في احتجاج السلطات المحلية الدرزية، عن خطاب الإجماع للأقلية العربية؟

هذه التساؤولات قد تدخل في 'باب المحرمات' والحذر من إقحام الخطاب الوطني في مطبات خطاب طائفي في ظاهره، لذلك ثمة حاجة ملحة لتوصيف حالة التصرف الجماعي هذه لأبناء الطائفة الدرزية وتفكيكها عبر الموازنة بين كون هذا النضال عادلا من أجل المساواة والعيش الكريم وبين عدم ترسيخ إستراتيجية ونهج السلطة في تشتيت نضال العرب وتحويله إلى مطالب أقليات دينية بهدف الإسهام في تصحيح مسار الخطاب السياسي لهذا النضال ما دامت المطالب تصب في صلب مسيرة الأقلية العربية من أجل المساواة وانتزاع الحقوق. لذلك فمن الضروري أن نقوم بقراءة مجددة لحيثيات التصرف الجماعي لأبناء الطائفة الدرزية، كتصرف انعزالي فرضته عملية سلخ العرب الدروز عن انتمائهم العربي الفلسطيني؛ لا كتصرف انعزالي طائفي.

وقد يقول قائل إن الدروز يتحملون المسؤولية كونهم يرسخون بهذا النهج انعزالهم وغربتهم عن المجتمع العربي الفلسطيني، ويؤججون بهذا الخطاب الطائفي، عندما اختاروا أن يخوضوا النضال وحدهم بهذه الطريقة التي لا تحمل بعدا وطنيا أو قوميا، متناسية بذلك أي سياق لسيطرة دولة اليهود وسياستها تجاه العرب في هذه البلاد، إلا أن هذا الادعاء على ما فيه من صحة، هو ادعاء مترفع عن المسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها أي خطاب أو قائد وطني من أهمية احتواء أبناء الشعب الواحد بعضهم لبعض ومن ضرورة الإسهام في تصحيح مسار النضال، واستثمار حالة السخط الشعبي لفتح ملفات شائكة خاصة بالطائفة العربية الدرزية كملف التجنيد الإجباري، ومشاركة الدروز في لجنة المتابعة والأحزاب الوطنية، علاوة على المناهج الدراسية الخاصة بالدروز، وكونهم الشريحة الأكثر فقرا وتهميشا واضطهادا رغم مزاعم الدولة عن المساواة المشروطة بالواجبات.

على الأقلية العربية، قيادة وشعبًا، أن تعيد التفكير في أهمية استثمار الحالة الخاصة للتمييز والعنصرية التي يمر بها أبناء الطائفة العربية الدرزية، وفتح باب النقاش مع شرائح 'المجتمع الدرزي' لتقريب وجهات النظر والخوض في الأسئلة الصعبة بانتفاح ومن منطلق المسؤولية الوطنية.

التعليقات