07/06/2015 - 16:27

من ينقذنا من أنفسنا؟/ مصطفى ابراهيم

السؤال الذي يكرره الناس كل يوم ولا إجابات وطنية تشفي غليلهم وتوصلهم إلى اليقين، ماذا تريد حركة حماس وماذا تريد الجماعات السلفية، وماذا نريد نحن وماذا يريد الرئيس محمود عباس؟ وأي مشروع وطني نريد؟ وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول إن إسرائي

من ينقذنا من أنفسنا؟/ مصطفى ابراهيم

السؤال الذي يكرره الناس كل يوم ولا إجابات وطنية تشفي غليلهم وتوصلهم إلى اليقين، ماذا تريد حركة حماس وماذا تريد الجماعات السلفية، وماذا نريد نحن وماذا يريد الرئيس محمود عباس؟ وأي مشروع وطني نريد؟ 

وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول إن إسرائيل تعيش حالة من الارتباك، ووضعها الدولي يتدهور من سيئ إلى أسوأ وبشكل سريع، ويشتد الطوق عليها وفقدت القدرة في مواجهة كارثة سياسية واقتصادية، فالحركة العالمية لمقاطعة (BDS)، تشتد وباتت إسرائيل تدرك حجم الخطر عليها.

تحقق حملات المقاطعة نجاحا في تعرية وجه إسرائيل القبيح. وكاد الفلسطينيون ينجحون في طرد إسرائيل من الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' لولا سوء التقدير وخوف السلطة وتراجعها تحت حجج واهية. وكان للتوصية التي قدمتها مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في الصراعات المسلحة، الخبيرة الجزائرية ليلى زروقي، وقع الصاعقة على إسرائيل بوضع الجيش الاسرائيلي على القائمة السوداء للدول والمنظمات المتهمة بالمس المتواصل بالأطفال إلى جانب تنظيمات 'داعش' و'القاعدة' و'طالبان' و 'بوكو حرام' ودول أفريقية.

ولمواجهة التقرير الذي أدركت إسرائيل خطورته على إثر ارتكابها جرائم حرب في العدوان الأخير على القطاع و استشهاد نحو 540 طفلاُ فلسطينيا، حركت ماكينتها السياسية والدبلوماسية والدعائية للضغط على الأمين العام للأمم المتحدة لمنع تضمينه التوصية المشار لها، و شكلت 'خلية عمل' برئاسة بنيامين نتنياهو، وتضم مسؤولين كبار في وزارة الخارجية، ومنسق عمليات الحكومة في المناطق المحتلة، وممثلين عن الجيش ومندوب إسرائيل في الأمم المتحدة. وربما تنجح في منع تضمين التوصية.

إسرائيل تعيش معركة حقيقية وتقوم بكل ما في استطاعتها لمواجهة أي محاولات  نزع الشرعية عنها وتعتبر ذلك تحدياً جاداً للشعب اليهودي والدولة اليهودية كما قال نتنياهو الذي أضاف أن  الحديث لا يدور عن سياسات إسرائيل،  بل يدور الحديث عن حقنا في الوجود كشعب حر.

واستنجدت إسرائيل بالمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة التي هبت للدفاع عنها لمواجهة حملات المقاطعة،وبمبادرة من المليارديران اليهوديان  شلدون أدلسون، وحاييم سابان، بدأت أعمال مؤتمر يهدف إلى بحث سبل التصدي لمقاطعة إسرائيل، تشارك في المؤتمر 50 منظمة يهودية إلى جانب شخصيات مناصرة لإسرائيل.

وماذا عن الفلسطينيين الذين يعيشون صراعاً مريراً ضد أنفسهم ولم يحسموا بعد أمرهم؟ أهو الانقسام والقطيعة أم هناك أمل في وضع حد لهذا الحال البائس على جميع المستويات في الضفة وغزة والمخيمات خارج الوطن؟ مأساة اليرموك ما زالت ماثلة، وغزة تعيش مأساة وكارثة حقيقية والأمر لا يتعلق بإعادة الاعمار والبطالة والفقر وفرض الضرائب من جديد ومشكلة الموظفين وغيرها من القضايا العالقة وعدم تمكن حكومة الوفاق الوطني من عملها وتقصيرها تجاه القطاع، إنما بصراع جديد قديم من نوعه من بعض المجموعات السلفية التي تخوض صراع وجود مع حماس وتعكر حياة الناس يومياً، وشبح الحرب والدمار ما زال ماثلاً أمامهم.

وفي ظل هذه النجاحات والنضال السلمي الذي تحققه حركة المقاطعة وأزمة إسرائيل الجدية، يبقى السؤال والإجابات المفقودة من ينقذنا من انفسنا وماذا يريد الفلسطينيون؟

ماذا تريد حماس هل ستستمر في الإعداد والتسلح وبناء قدرات المقاومة من أجل المواجهة القادمة؟ أم أنها تعد العدة من أجل تحرير فلسطين كما يصرح بعض من مسؤوليها، أم فقط من أجل الدفاع عن القطاع وعن نفسها؟

في نظرة شاملة وبإجابة سريعة تبادرنا الأسئلة القاتلة، ماذا حققنا من المواجهات السابقة سوى القتل والحزن والدمار؟ وهل حماس جادة في تهدئة طويلة الأمد ومفاوضات على فصل غزة نكاية في الرئيس عباس وإقامة إمارة غزة؟

في المقابل، السلطة الفلسطينية تعيش حال من التيه والتخبط وهي لم تستطع تحديد بوصلتها، والرئيس عباس متمسك بموقفه من حركة حماس ويوجه الاتهامات لها ليلا نهارا بالمسؤولية عن تعطيل المصالحة، والتفاوض مع إسرائيل من خلف ظهره وغير مقتنع بأن المشروع الوطني في خطر، ويخشى رد فعل إسرائيل ضده من خطته السياسية الباهتة لإنهاء الاحتلال، كما أن موقف السلطة غير واضح ولم يحسم من نزع الشرعية عن إسرائيل ومقاطعتها وهو تعبير عن حال العجز وعدم مواكبة التطورات المتسارعة في حملة المقاطعة وتقدمها.

على القيادة الفلسطينية أن تتبنى إستراتيجية وطنية واضحة و تخرج من الوهم وحال التخبط  والخوف التي تعيشها والعمل على إعادة الاعتبار للمشروع الوطني بسرعة لتوحيد الصف الفلسطيني من أجل التحرر وتقرير المصير وبشراكة الكل الفلسطيني. كما على حماس الإجابة بواقعية و بشفافية والتعبير عن موقفها بصراحة، وتغليب المصلحة الوطنية والتقدم خطوات نحو المصالحة وليس المحاصصة مع فتح.

التعليقات