21/06/2015 - 15:18

أهمية الوحدة الوطنية لفلسطينيي الداخل/ رياض جمال محاميد

أصبحت الوحدة الوطنية وأسسها جزءا من إستراتيجية بعض الدول المتقدمة وتعتبرها سببا من أسباب التقدم والازدهار في بلادها، لأنها تعتمد على الترابط والتكافل والتآخي بين أبناء المجتمع الواحد المنصهر في بوتقة واحدة، ويعمل من أجل المصلحة العامة للب

أهمية الوحدة الوطنية لفلسطينيي الداخل/ رياض جمال محاميد

أصبحت الوحدة الوطنية وأسسها جزءا من إستراتيجية بعض الدول المتقدمة وتعتبرها سببا من أسباب التقدم والازدهار في بلادها، لأنها تعتمد على الترابط والتكافل والتآخي بين أبناء المجتمع الواحد المنصهر في بوتقة واحدة، ويعمل من أجل المصلحة العامة للبلاد والشعب.

ولم تعد مقومات الوحدة الوطنية شعارات يتغنى بها فقط، بل هي عمل متواصل ومرتبط بالممارسة العملية على الأرض من قبل أفراد المجتمع الواحد. ونظرا لأوضاع الشعب الفلسطيني الخاصة في الداخل، فقد كانت الوحدة الوطنية دائما من الأولويات، وكانت العديد من الأحزاب والحركات السياسية الوطنية تسعى إلى تجسيدها على أرض الواقع، وظهرت في أجمل صورها في العديد من المحطات الوطنية مثل يوم الأرض الخالد وهبة الروحة وأم السحالي وانتفاضة القدس والاقصى، وفي أيام الغضب للتصدي لمخطط برافر التهجيري العنصري.

على الوحدة الوطنية أن تكون ركيزة من ركائز أبناء الشعب الواحد وأحد أسباب تطوره، وعليها أن تلعب الدور الفاعل في نشر المحبة والتعاون بين أبناء الشعب ونبذ العنف ونشر لغة المحبة والتسامح والتكاتف، إذ على الجميع أن يتسم ويتعامل بعقلية التسامح والابتعاد عن الإقصاء والتهميش، لأن كل القيم السامية المذكورة هي جزء مهم من قيمنا الوطنية، وعلينا جميعاً أن نعتمد على لغة الحوار مما يعكس محبتنا لوطننا وقدرتنا على الصمود ومواجهة التحدياتم بالإضافة إلى شعورنا بأن الوطن للجميع ولنا الحق في المشاركة في بنائه والمساهمة في تطويره.

الوحدة الوطنية مصدر الأمن والأمان في المجتمعات، فغياب الوحدة الوطنية يؤدى إلى الاختلاف والنزاع, وهذا يقود للفتنة والاقتتال بين فئات الشعب الواحد، لذلك يجب أن تكون العلاقة بين أبناء الشعب قائمة على التسامح والتعايش والتعددية وصون حقوق الإنسان، والشراكة الوطنية القائمة على التفاهم والوفاق والمسؤولية، لأنها بذلك ستنهى التوتر والشكوك وستتصدى لأي محاولة للعبث بالمجتمع وستمنع التشرذم.

المطلوب من كل طرف سياسي أو جماهيري، أهلي وشعبي أن يقوم بدوره، وأن يدرك بأن عليه دوراً في بناء هذا الوطن والإنسان، وهذا يقتضي حصول نوع من التوافق الوطني والشراكة الحقيقية بين الجميع والابتعاد عن سياسة الإقصاء والتهميش.

ويجب أن يعمل الجميع على أن تترسخ القناعة بأهمية وضرورة هذا التوافق، لأن التوافق الوطني يشكل ركيزة أخرى من ركائز الوحدة الوطنية.

التعليقات