04/08/2015 - 09:13

الإدانات الباهتة: مجزرة شفاعمرو كمثال/ مراد حداد

عشرة أعوام على مجزرة شفاعمرو. حينها أدان الساسة في إسرائيل المجزرة، لتصبح مرة بين مرات قليلة نسمع فيها إدانات إسرائيلية مباشرة لقتل فلسطينيين.

الإدانات الباهتة: مجزرة شفاعمرو كمثال/ مراد حداد

عشرة أعوام على مجزرة شفاعمرو. حينها أدان الساسة في إسرائيل المجزرة، لتصبح مرة بين مرات قليلة نسمع فيها إدانات إسرائيلية مباشرة لقتل فلسطينيين. 

بدأت يومها نقاشات عدة مع عرب امتدحوا الإدانة الإسرائيلية لقتل الفلسطينيين، وأبدوا تفاؤلا من “التغيير في السياسة الرسمية الإسرائيلية”، فيما ذهب بعضهم أبعد من ذلك قليلا ليبشرنا بالاحترام الإسرائيلي الشديد لحقوق الإنسان!

لربما وقتها أدرك المسؤول الإسرائيلي أن الإدانة ما دامت إنشائية، فلا مانع لإدانة أي حادث إجرامي، حتى بدا أن البيانات الإعلامية التي تحمل الإدانات الإسرائيلية جاهزة قبل ساعات من كل جريمة أو اعتداء عنصري على أشخاص عزل أو على أماكن مقدسة، وآخرها الاستنكار الشديد لقتل الطفل الفلسطيني ابن العام ونصف علي دوابشة.

ولا تدين إسرائيل المجازر لتروج نفسها في صفوف الحركة الوطنية وكوادرها وأحزابها، بل أحد أهم أهدافها أن تبقي حيزا يعمل فيه 'العربي الإسرائيلي' ليقنع من حوله بعدالة إسرائيل. ويبقى توسيع  'مكان العمل' للعربي الإسرائيلي ما دامت المجازر ترتكب خارج الحرب، أي خارج إطار الوحدة الوطنية الإسرائيلية. أما في الحرب، يتوحد الإسرائيليون حول الجنود مهما فعلوا ومهما ارتكبت أياديهم.

هنا تظهر أهمية 'الإدانة المليئة” أو الكاملة للمجازر المستمرة بحق شعبنا. والإدانات إذا جاءت هذه المرة من قبل قيادي فلسطيني لمجزرة واحدة فهي تشبه الإدانات الاسرائيلية. 

إنه الوقت المناسب والصحيح للحديث عن المجزرة التي تدينها إسرائيل كعلاقة بين القتل الرسمي في الحروب والقتل 'غير الرسمي' خارج الحرب، ورؤية مجزرة شفاعمرو كاستمرار لسابقتها مثل مجزرة الحرم الإبراهيمي، وكتمهيد لما بعدها كمجزرة قتل الطفل الجميل علي. 

فلتصغ الإدانات جيدا، والأهم أن يعقبها فعل.

اقرأ أيضا | ذكرى مجزرة شفاعمرو: الإرهاب لا يزال يحرق الأطفال

 

التعليقات