16/08/2015 - 22:26

محمد علان يعيد لعسقلان عروبتها… هل من مجيب؟

أعاد محمد علان اليوم لعسقلان عروبتها. حان الوقت أن يعود الشعب الفلسطيني لذاته، الآن الآن وليس غدا… لأن غيبوبة علان قد لا تطول، لا قدر الله، مثل طول غيبوبتنا.

محمد علان يعيد لعسقلان عروبتها… هل من مجيب؟

مظاهرة عسقلان، الأحد (أ ف ب)

لا ندري بماذا “يفكر” الأسير البطل محمد علان وهو في غيبوبته، ولكن من شبه المؤكد لنا أن الهتافات التي أطلقها عشرات الشبان من أجل الأسرى اليوم في عسقلان تسللت إلى أذنيه وسمعها، ونتيح لأنفسنا أن نرسم ابتسامة متخيلة على ملامحه.

فعلان، بإضرابه البطولي لأكثر من ستين يوما عن الطعام، أعاد لمدينة عسقلان روحها العربية الفلسطينية، وفجأة تحول مستشفى برزيلاي إلى مزار ومقر للنشاط الوطني في الأسبوعين الأخيرين. فجأة صدحت العربية في شوارع عسقلان الرئيسية.

عاد أهل البلد إلى شوارعها رغم كل محاولات الشرطة إغلاق مداخلها ومخارجها بمساعدة رعاع اليمين العنصري، الذين كانوا على ما يبدو على علم بتجهيزات الشرطة وانتظروا أهل البلد الأصليين عند مدخلها لتنفيذ اعتداء مبيت.

وهنا يجب استحضار تصريح أحد المهاجرين اليهود إلى عسقلان، الذي شارك بالاعتداء على المتظاهرين، بإنه لن يسمح لهم (للمتظاهرين) بالسيطرة على الدولة ولن يسمح لهم رفع الأعلام الفلسطينية في عسقلان، كما تمنى الموت لعلان. 

هذا التصريح يحمل دلالات جوهرية عن ماهية الصراع. طمس معالم الجريمة بعد التأكد من دفن الضحية. لكن، كل مرة تحدث “المفاجأة”: الضحية حية، الضحية تقاوم.

كما من المجدي الالتفات إلى تصريح مطلعين على قضية علان من يوم أمس، قالوا فيه إن ملف علان نقل من الدوائر الأمنية إلى الدوائر السياسية وتحديدا إلى طاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، وأن حياة علان بين يدي نتنياهو، فهو صاحب الصلاحية بإصدار القرار بإطلاق سراح علان أو الإبقاء على حبسه وهو في غيبوبة.

هذا التصريح، يعني أن قضية علان ليست قضية أمنية بل قضية سياسية قوامها المثابرة بالضغط ثم الضغط ثم الضغط. ويبدو أنه كما كل مرة، فإن الشارع يسبق القيادة، القيادة الفلسطينية، المنهمكة على ما يبدو في صراعات قوة يحملها أيلول.

إسرائيل تتحمل مسؤولية حياة علان، لكن علينا جمعيا “شارع” وقيادة أن نتساءل صباح كل يوم: ماذا قدمنا اليوم من أجل إنقاذ علان؟ هل الزيارات والاتصالات البرتوكولية وبيانات الإدانة كافية. 

أعاد محمد علان اليوم لعسقلان عروبتها. حان الوقت أن يعود الشعب الفلسطيني لذاته، الآن الآن وليس غدا… لأن غيبوبة علان قد لا تطول، لا قدر الله، مثل طول غيبوبتنا.

اقرأ أيضا | اعتقالات واعتداءات على المتظاهرين في عسقلان

التعليقات