01/09/2015 - 19:26

ملاحظات حول ما يسمى إضراب المدارس المسيحية../ رائف زريق

إذا كانت لهذه المدارس رغبه في التحدي الحقيقي فعليها أن تعود للتعاون التام مع الأهل بصفتهم شركاء وعلى الأهل بدورهم أن يعودوا إلى مجتمعاتهم، وعلى هذه المجتمعات بدورها أن تحضن هذه العودة

ملاحظات حول ما يسمى إضراب المدارس المسيحية../ رائف زريق

الملاحظة الأولى وقائية: للمدارس الأهلية الإرسالية كان دور هام ومركزي في تنشئه جيل كامل من الطلاب، وإعدادهم الجيد للدراسات العليا والجامعية، خصوصًا في ظل غياب مدارس حكومية مؤهلة لدور كهذا. إلا أن هذا الدور التاريخي ليس بديلا للمراجعة والنقد والمحاسبة، وهذا هو موضوع الملاحظات التالية:

ثانيا، عن دور الأهل في المدارس الأهلية: ليس تجنيا على الحقيقة إذا قلنا إنه في معظم الأحيان لا أهالي في المدارس الأهلية، ولا دور لهم ولا رأي في معظم القضايا التي تخص المدرسة من توظيفات المعلمين مرورا بسياسات القبول وانتهاءً بالمضامين التدريسية. يحضر الأهل عادة عندما يجري الحديث عن رفع للأقساط المالية أو جمع التبرعات ويغيبون في باقي الأمور. بهذا المعنى فإن هذه المدارس مستقله نسبيا عن المعارف، لكنها مستقلة أيضاً عن الأهل والمجتمع. لا شك أن هذه القطيعة طفت الى السطح في الآونة الأخيرة في المواجهة بين إدارة هذه المدارس وبين وزارة المعارف إذ اتضح أنها تفتقر لسند شعبي.

ثالثا: هناك كل الأسباب للقلق من المواجهة مع وزارة المعارف بدون أي سند من الأهل، وبدون سند شعبي سياسي جماهيري. يتعزز هذا القلق بتغيير التسمية من مدارس أهلية إلى مدارس مسيحية. ومقلق أيضاً عدم التنسيق في موضوع الإضراب مع بقية المدارس والسلطات المحلية العربية. والعتب هنا على هذه المدارس وعلى لجنة المتابعة أو ما تبقى من هذا الجسم الهش. إذ يبدو أن لجنة التابعة رفعت يدها عن موضوع إضراب هذه المدارس. يكفينا تاريخيا موضوع تميز وخصوصية المدارس الدرزية والمناهج الدرزية. لسنا بحاجه للمزيد من التوزيعات الطائفية والنزعات الفئوية وهذه مسؤولية تقع على المجتمع بأسره وليس المدارس الأهلية لوحدها. ما سيذكره التاريخ من هذا الإضراب هو ليس بالضرورة تحدي الحكومة إنما الحقيقة أن الإضراب يقتصر على مجموعه بعينها من المدارس دون غيرها. لا نريد هذا التاريخ أن يتحول إلى عيد ميلاد المناهج المسيحية فيً المدارس.

اقرأ أيضًا| الجديدة المكر: نضال جماهيري لتجهيز المدارس والمفتش يطرد الصحافة

رابعا: هناك ما يدعو للقلق من نوع آخر في المواجهة مع وزارة المعارف حسبما تجري الآن وبموازين القوى الحالية. هناك تخوف -آمل ألا يتحقق- من أن ترهن الوزارة إخراج المدارس من ورطتها المادية بتسديد ثمن سياسي واجتماعي بالمقابل. قد يكون ذلك بإلزام طلاب هذه المدارس بالخدمة المدنية أو أي ثمن سياسي آخر يتفتق عن ذهن وزاره المعارف ووزيرها. إذا كانت لهذه المدارس رغبة في التحدي الحقيقي، فعليها أن تعود للتعاون التام مع الأهل بصفتهم شركاء، وعلى الأهل بدورهم أن يعودوا إلى مجتمعاتهم، وعلى هذه المجتمعات بدورها أن تحضن هذه العودة.

التعليقات