01/09/2015 - 18:21

نضال المدارس الأهلية.. كنموذج لفشلنا../ محمد زيدان*

الطريق لا زالت أمامنا والتحديات القادمة أصعب، ولا بد من تدارك الخلل وتجاوز المحنة ورص الصفوف، قبل أن يصح بحالنا ما قالته العرب: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض

نضال المدارس الأهلية.. كنموذج لفشلنا../ محمد زيدان*

أعتقد أن الاستمرار في إضراب المدارس الأهلية لوحدها، وإلغاء إضراب باقي المدارس العربية، فيه أكثر من رسالة تظهر الضعف الذي نحن فيه. في واقع الحال فالمدارس الأهلية هي مدارس عربية وطلابها 100% عربا!، وهويتها لذلك عربية، رغم كونها 'كاثوليكية وأهلية ومسيحية'!

إذاً فما المانع من أن تكون جزءا من النضال الجمعي لنا؟ ولماذا تعمل هذه المدارس، في نضالها من أجل حقوقها، خارج آليات النضال لمجموع المدارس العربية؟ وحتى وإن كانت مشاكلها وقضاياها مختلفة بعض الشيء عن قضايا باقي المدارس العربية من حيث التسميات والشكل، فإن الجوهر التمييزي واحد ومشترك، وهو التمييز المؤسسي الرسمي والممنهج ضدها، والذي لا يمكن علاجه بمعزل عن مقارعة التمييز ذاته الموجه ضد 'التعليم العربي' والمجتمع الفلسطيني بمجمله داخل الدولة.

اقرأ أيضًا| اتحاد لجان أولياء أمور الطلاب: المدارس الأهلية ليست لوحدها

لنكن واضحين وصريحين مع أنفسنا، من ناحية النتيجة فإن إنهاء الإضراب في المدارس العربية (غير الأهلية) دون ربطه بمطالب المدارس الأهلية، والقبول بفك الإضراب بمعزل عن أي إنجازات لهذه المدارس الأهلية يعني فعلاً، قبول عزل هذه المدارس وإضعاف قوتها بالضغط والتأثير، وبالتالي إضعافها في معركتها. والأهم من ذلك كله القبول بالموقف الذي يحاول عرضها كمؤسسات 'مسيحية الهوية'، تمثلها هيئة كنسية، وبالتالي يعني ذلك إخراج المؤسسات التمثيلية الرسمية (القطرية والمتابعة والمشتركة) من مسؤولية شملها في ملف النضال من أجل الحقوق باعتبارها قضية واحدة!

  1. تتحمل إدارة هذه المدارس والمؤسسات مسؤولية كبيرة في فشلها إحقاق حقوقها، حتى الآن على الأقل، بقرارها أن تعلن الإضراب وحدها، وتطرح مشاكلها وقضيتها العادلة، خارج الإطار العام للنضال من اجل التعليم العربي. ألم يكن الأجدر وضع قضاياها الخاصة كبند أساسي في مجمل المطالب العامة للتعليم العربي؟؛
  2. وتتحمل القيادات السياسية، أحزاب ولجنة متابعة قضايا التعليم ورؤساء مجالس، التي فاوضت الحكومة ووافقت على طرح قضايا التعليم العربي بمعزل عن قضايا المدارس الأهلية، وبالتالي القبول بإنهاء الإضراب دون أن تشمل إنجازاتهم تحقيق ما يضمن الحقوق للمدارس الأهلية؟؛
  3. هذه التجربة بكل أبعادها، تعتبر نتيجة حتمية لغياب التخطيط طويل المدى، ووضع قواعد لضبط العلاقة بين مؤسساتنا، بشكل عام وليس التعليمية فحسب، مقابل مؤسسات الدولة الرسمية؛
  4. يعتبر هذا الإخفاق مثالا للكثير من تلك النضالات التي تحاول تجاوز الأساس الوطني الجمعي دفاعا عن حقوق مطلبيه مدنية! الربط بينها ووجود المرجعيات المترابطة بينها أساس لتدعيم أي نضال مطلبي أو وطني!

وبالمجمل هذه التجربة تعلمنا كيف أن النضال المنفرد، وعدم استعمال الطاقات الكامنة بالوحدة النضالية، لا تؤدي فقط لفشل نضالاتنا المطلبية ولضعفنا أمام التحديات التي تضعها أمامنا مؤسسات الدولة فحسب، بل وتؤدي لترسيخ رسالة الفرقة على أرض الواقع، خاصة تلك الفرقة الطائفية التي لا يستفيد منها سوى تلك القوى التي تعيش وتترعرع في مستنقعات التطرف، وتخدم بشكل مباشر توجهات السلطة، التي تريد دوما زرع ما ينتج الفرقة داخل المجتمع الواحد، مما يسهل عليها تمرير سياساتها على طريقة الاستفراد بنا كمجموعات متفسخة لا كمجموعة موحدة واحدة. ولكن الطريق لا زالت أمامنا والتحديات القادمة أصعب، ولا بد من تدارك الخلل وتجاوز المحنة ورص الصفوف، قبل أن يصح بحالنا ما قالته العرب 'أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض'.

التعليقات