18/11/2015 - 16:38

القرار لا يخص الإسلامية لوحدها../ منيب طربيه

الأوان لكي نتخلى عن كل الحسابات الفئوية، خاصة في ظل سياسة ملاحقات قمعية منقطعة النظير، وأننا يجب أن نعمل جاهدين على بناء جسم وحدوي حقيقي لمواجهة سياسة المؤسسة القمعية

القرار لا يخص الإسلامية لوحدها../ منيب طربيه

تخرج علينا حكومة اليمين المتطرف بقرار إخراج الحركة الإسلامية عن القانون براحة متناهية، وبدون أي تردد. ومثل هذا القرار يتجاوز كونه يخص الحركة الإسلامية فقط، وأنه لن يكون هناك أي تبعات.

في الآونة الاخيرة ظهرت العديد من الحالات المقلقة، ليس ما بدر عن المؤسسة فحسب، بل ما بدر من بعض الأوساط، وبعض الشخصيات من بيننا، ممن نادوا بتمييع النضال واتباع سياسة نضال كجزء من هذه المؤسسة، واعتبار أن كل نضال يتجاوز السقف الذي أعدته لك المؤسسة يعد تطرفا. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، بشكل خاص، تعرضت الحركة الإسلامية والحركة الوطنية لهجمات منقطعة النظير من بعض أبناء جلدتها اتهمتها بالتطرف.

إن المحاولة البائسة لإخراج الحركة الإسلامية عن القانون هي أكثر من كونها حالة منفردة إنما حلقة من سلسلة الملاحقات التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني المحلي. وإذا نظرنا إلى الحالة التي يمر بها فلسطينيو البلاد، وخاصة تلك الأصوات التي تنادي بتمييع النضال، لا يفاجئنا تصرف الحكومة النزق بإخراج أحد مركبات المجتمع الفلسطيني في الداخل عن القانون.

آن الأوان لكي نتخلى عن كل الحسابات الفئوية، خاصة في ظل سياسة ملاحقات قمعية منقطعة النظير، وأننا يجب أن نعمل جاهدين على بناء جسم وحدوي حقيقي لمواجهة سياسة المؤسسة القمعية.

إن ليبرمان ذاب وذاب معه حزبه، ولكن مشروعه الذي بدأه تبنته المؤسسة، فمنذ أن رفعت نسبة الحسم في انتخابات الكنيست بات الهدف المرجو جليا، وهو اختفاء الأحزاب والحركات الصغيرة، طبعا العربية، لدمج 'شخصيات فذة' من 'العرب الجيدين' داخل الأحزاب الصهيونية.

ولكن سرعان ما فهمت قيادتنا أبعاد المكيدة، وكانت القائمة المشتركة الرد المثالي في حينه، الأمر الذي أقض مضجع المؤسسة، وجعلها تبدأ 'مخطط ب'، وملاحقة الحركات والأحزاب العربية كل على انفراد.

إن ما قامت به المؤسسة بقرارها القمعي إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، هو رد مثالي لبعض الهواة من أبناء جلدتنا ممن نادوا بوضع سقف للنضال واتهام البعض بالتطرف الأمر الذي يحفز المؤسسة على التهجم علينا وملاحقتنا.

فها هي المؤسسة بدون أي سابق إنذار وبدون أن 'تتطرف الحركة الإسلامية' تقوم بإخراجها عن القانون وتنتظر الرد حتى إشعار آخر أو حتى إخراج حركة أخرى أو حزب آخر عن القانون.

آن الأوان لوضع إستراتيجية موحدة ذات بوصلة واحدة لأننا أمام ظاهرة غير مسبوقة من الملاحقات القمعية التي لا تحمد عقباها، وعلينا التكاتف والكف عن الانسحاب من ميادين النضال المحلية والتشبث بتحليلات وتنظيرات لا تصب في مصلحة أبناء شعبنا خاصة في ظل هذه الظروف. وإذا مر إخراج الحركة الإسلامية عن القانون فعلى الدنيا السلام والقادم أعظم.

التعليقات