17/02/2016 - 17:47

على مفترق طرق/ نضال محمد وتد

لم تتوقف الحرب على التجمع، التي غذاها أحيانا، اعتدال أطراف عربية وانتهازية، زاد من حدة وضوح مواقف التجمع في القضايا المفصلية والرئيسية: الحق في مقاومة الاحتلال، الحق في الحرية، والحق في تنظيم الفلسطينيين في الداخل قوميا باعتبارهم امتداد

على مفترق طرق/ نضال محمد وتد

لم تتوقف المؤسسة الإسرائيلية، كمؤسسة رسمية، منذ تشكيل التجمع وانطلاقه حاضنة للحركة الوطنية في الداخل، عن التحريض عليه، إعلاميا وسياسيا و'أمنيا' وتشخيصه باعتباره الخطر الأكبر على 'إسرائيل اليهودية' بفعل طرح دولة المواطنين. وكان أول من بدأ الحرب على التجمع منذ العام 98 رئيس الشاباك السابق عامي أيالون في مقابلة حصرية، مع صحيفة كل العرب. وتبع التحريض 'الأمني' ضد التجمع وبناء صورة 'عدو الشعب' سياسيون ولكن أيضا قضائيون من لب المؤسسة الإسرائيلية وقمة هرمها، بما مثله المستشار القضائي السابق للحكومة الإسرائيلية، القاضي في المحكمة العليا لاحقا إليكيم روبنشتاين، لتكتمل الحرب على التجمع منذ تأسيسه من الثالوث الإسرائيلي: الأمن والقضاء وأخيرا السياسة. انتهت المرحلة الأولى في حرب المؤسسة على التجمع بالمنفى القسري للقائد والمفكر عزمي بشارة، في آذار/ مارس 2007.

لم تتوقف الحرب على التجمع، التي غذاها أحيانا، 'اعتدال' أطراف عربية وانتهازية، زاد من حدة وضوح مواقف التجمع في القضايا المفصلية والرئيسية: الحق في مقاومة الاحتلال، الحق في الحرية، والحق في تنظيم الفلسطينيين في الداخل قوميا باعتبارهم امتداد شعب وأمة في وطنهم و”ليسوا أيتاما على موائد اللئام”.

لا بد من العودة لهذا التوصيف الذي كرسه بشارة في أكثر من محاضرة وندوة واجتماع سياسي، فهو عمليا يؤكد تميز التجمع وطرحه، ولكن أيضا أدائه وممارسته على أرض الواقع: التصاق بالهم اليومي دون تنازل في العمل الوطني والقومي، وحمل الوطني والقومي، دون تنازل عن الهم اليومي. هي معادلة مركبة وشائكة أثبت التجمع باستمرار قدرته على حملها وطرحها والقيام بفروضها.

من هنا لا ينبغي أن يكون قرار لجنة 'السلوكيات' في الكنيست بإبعاد نوب التجمع الثلاثة عن جلسات الكنيست مفاجئا لأحد. لأن مثل هذا الأجراء كان متوقعا كرد من دولة احتلال فاشية ليس على اللقاء مع أهالي الشهداء، وإنما على الفكر والمنطق الذين قادا إلى هذا اللقاء: منطق الحق في مقاومة الاحتلال وتأييد هذا الحق مع ما يشتق ويترتب عليه، منطق القول بشعب واحد يرفض تقسيمات الاحتلال. فالسعي لاستعادة جثامين الشهداء، هو في صميم العمل الوطني والواجب الوطني.

اقرأ أيضًا| التجمع في وجه التحريض؛ ما العمل؟.../ ممدوح إغبارية

مع ذلك يضع القرار التجمع، بشكل خاص، والقائمة المشتركة بشكل عام على مفترق طرق، فإما الانكفاء والتراجع عن الموقف الوطني والواجب الإنساني وإما المضي قدما في الطريق الوعر وعدم تبديد الإنجازات التي راكمها شعبنا وحركته الوطنية على طريق الحرية والعدل والاستقلال. 

    

التعليقات