17/05/2016 - 19:33

نحو تعزيز دور الشباب في الهيئات القيادية للتجمع

مهما تباينت الآراء والاجتهادات لا خلاف على دور الشباب في المجتمع وعلى أهمية تربية جيل شاب وطني وواع ومبدع، لا من أجل أن يكمل المشوار ويستلم القيادة في المستقبل فقط، بل لكي يساهم ويشارك ويبدع في رسم السياسة وتنفيذها في الوقت الراهن أيضاً م

نحو تعزيز دور الشباب في الهيئات القيادية للتجمع

حين عقدنا المؤتمر السادس للتجمع الوطني الديمقراطي قبل عدة سنوات تحت شعار “نحن التغيير”، تساءل العديد من الناس آنذاك ما المغزى من هذا الشعار؟ البعض اعتقد أن المقصود من وراء طرح هذا الشعار هو أن التجمع والحركة الوطنية تطرح نفسها كبديل للتغيير في المجتمع عن طريق الكفاح والنضال ومن ثم تحقيق برنامجها السياسي والوطني. والبعض الاخر قرأ فيه أن الجيل الجديد، جيل الشباب هو من سيطرح البديل ويكمل المشوار. ومما يعزز هذا الرأي هو صورة الشباب التي شكلت خلفية لمقولة  "نحن التغيير".

مهما تباينت الآراء والاجتهادات لا خلاف على دور الشباب في المجتمع وعلى أهمية تربية جيل شاب وطني وواع ومبدع، لا من أجل أن يكمل المشوار ويستلم القيادة في المستقبل فقط، بل لكي يساهم ويشارك ويبدع في رسم السياسة وتنفيذها في الوقت الراهن أيضاً مع القيادات الحالية.

من هذا المنطلق، يرى التجمع أهمية ودور الشباب في المجتمع وليس صدفة أن تمنح الأغلبية من الشباب، خاصة من المصوتين الجدد أصواتها في الانتخابات البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي.

ومن الطبيعي أن تكون الهيئات الشبابية في التجمع منتظمة وقوية ونشيطة، فنحن نشهد حركة طلابية منظمة في الجامعات في إطار التجمع الطلابي واتحاد شباب وطني ديمقراطي منظم وقوي على المستويين القطري والمحلي. وقد شاهدنا النشاطات التي بادر لها ونظمها الحراك الشبابي الذي قاد النضال ضد مخطط "برافر" في النقب، هذا المخطط الذي اضطرت المؤسسة الإسرائيلية التراجع عنه نتيجة لهذا النضال الطويل والدؤوب. هذا بالإضافة لمبادرات الحراك الشبابي وتنظيمه  الاحتجاجات إبان الاعتداءات الإسرائيلية على غزة في السنوات الماضية.

لقد حان الوقت ليأخذ جيل الشباب دوره ليس فقط بالمشاركة في النشاطات العامة، بل باتخاذ القرارات الحاسمة في الحزب، والتي تخص نضال جماهيرنا في الداخل. في الآونة الأخيرة كثيرا ما نسمع مقولات أن لجنة المتابعة تحتاج لمن يتابعها، وهذا لا يأتي من فراغ بل بسبب مركبات اللجنة وآلية اتخاذ القرارات فيها وعدم انتخابها مباشرة من فلسطينيي الداخل. وهنا يبرز دور الشباب، فمن أحق من جيل الشباب لمتابعة المتابعة والمشاركة في اتخاذ القرارات فيها؟

عملية التجديد والتغيير في الهيئات الحزبية هي من المبادئ الهامة وهي الضمان لاستمرارية وتطور الحزب. التجديد هو أمر هام، ضروري وحيوي ليس بهدف التغيير فقط، وإنما من أجل خلق وإدخال روح جديدة وحيوية للهيئة القيادية.

لا بد لأي مسؤول في موقع قيادي، مهما كانت قدراته إلا أن يسأم وينهك وتستنفذ قدراته الإبداعية، وبالتالي يضعف أداءه بعد فترة من الزمن.

ولا شك أن بمقدور جيل الشباب أخذ دور مركزي في البناء والتنظيم ومن ثم طرح أجندة وطنية ووضع إستراتيجيات عمل جديدة وإبداعية في مسيرة الحزب. ومن أجل تحقيق ذلك هناك حاجة ماسة لتعزيز تمثيل الشباب في الهيئات المركزية والقيادية في الحزب مع الاستفادة من تجربة القيادات الحالية والإبقاء على جزء منها. فدمج حماس وإبداع الشباب مع تجربة وحكمة القدامى كفيل بخلق قيادة مسؤولة، مبادرة ومبدعة.

اقرأ/ي أيضًا| غطاس لغابسو: سنخلّد محمود درويش في نتسيرت عيليت

التعليقات