22/05/2016 - 18:02

بوعي وشجاعة نرفض كتاب المدنيات العنصري

بعد حملة التّهويد الكبيرة التي تقودها وزارة التّربية والتّعليم من خلال كتاب المدنيّات الجديد المقترح، والذي يلغي وجود شعب فلسطينيّ، ويعتبر الفلسطينيّين طوائف دينيّة لا حقوق قوميّة لها

بوعي وشجاعة نرفض كتاب المدنيات العنصري

بعد حملة التّهويد الكبيرة التي تقودها وزارة التّربية والتّعليم من خلال كتاب المدنيّات الجديد المقترح، والذي  يلغي وجود شعب فلسطينيّ، ويعتبر الفلسطينيّين طوائف دينيّة لا حقوق قوميّة لها، ويعتبر القرى والمدن في الضّفّة الغربيّة والجولان إسرائيليّة، ويهدف إلى تهميش الوجود العربيّ في فلسطين التّاريخيّة، ويضخّم ويبالغ في دور اليهود ووجودهم التّاريخيّ في فلسطين، بهدف الإلغاء والتّزييف، واحتكار  الرّواية التّاريخيّة، أصدر اتّحاد أولياء الأمور برئاسة الأستاذ فؤاد سلطاني، دعوة لمقاطعة كتاب المدنيّات الجديد للمدارس العربيّة.

هذا الموقف هو الموقف السّليم، مقاطعة هذا الكتاب، وعدم القبول بإدخاله إلى مدارسنا، بإمكان الأهالي وقف الوزارة عند حدّها وفرض تغيير هذا الكتاب المزيّف للتاريخ والحقائق التّاريخيّة البسيطة من خلال موقف موحّد وحازم. 

على ضوء هذه التّطوّرات التّجهيليّة العنصريّة ذات المنطلقات الفاشيّة يصبح دور المدرّسين والمديرين والأهالي أكثر أهميّة عن ذي قبل.

لدور المعلم أهميّة حاسمة في تدريس التّاريخ الصّحيح للطلّاب والرّواية التي تخصّ شعبنا، وخصوصًا ما يتعلّق بالنّكبة الفلسطينيّة، كذلك يصبح للبرامج اللامنهجيّة أهميّة أكبر عن ذي قبل في توعية الطّلّاب، وحقنهم بالمناعة والمعرفة في مواجهة هذا الهجوم الفاشيّ على وجودنا كحالة تاريخيّة.

من خلال زياراتي ومشاركاتي في كثير من الفعاليّات في المدارس، أشعر أنّ المعلّمين والمديرين في هذه الأيّام يختلفون جذريًّا عمّا كانوا عليه في السّبعينيات من القرن الماضي، حيث كان الخوف وسيف الفصل مسلّطًا على عنق كلّ من تسوّل له نفسه التّفوّه بكلمة عن النّكبة أو عن موقف أو تاريخ أو شخصيّة قوميّة ووطنيّة نظيفة! لقد كسر معلّمونا حاجز الخوف وباتوا جزءًا لا يتجزّأ من معركة التّربية الوطنيّة للجيل الصّاعد.

من خلال مشاركاتي الكثيرة في لقاءات مع الطّلّاب في المدارس، لاحظت أن المعلّمين والمديرين يشجّعون الطّلّاب على معرفة الرّواية التّاريخيّة الحقيقيّة، خصوصًا عن النّكبة وتداعياتها على شعبنا كلّه.

في هذه اللقاءات اللامنهجيّة، كثيرًا ما تحدثت عن أسر أعرفها شخصيًّا طُردت من بيوتها وصودرت أملاكها وشرّدت في كلّ أصقاع الأرض، ومنها أسرة المرحومة والدتي، وشعرت أنّ هذا لاقى استحسان المعلّمين الذين عبّروا دائمًا عن ارتياحهم لنقل الحقائق التّاريخيّة لطلّابهم، والأهمّ هو تعطّش الطّلّاب لهذه القصص الحقيقيّة التي لا يجدونها في كتب التّدريس، فيستمعون بإصغاء واهتمام وفي دهشة كبيرة.

مطلوب من المعلّمين أن لا يكتفوا بما يعرفونه، فالنّوايا الحسنة يجب أن تتسلّح بالمعرفة،  عليهم أن يطوّروا لغتهم العربيّة الفصيحة وأن يتجنّبوا الكلمات العبريّة والأجنبيّة خلال أحاديثهم مع الطّلبة، وأن يتوسّعوا في المعلومات التّاريخيّة، وخصوصًا ما يتعلّق بقضيّة شعبنا، وتاريخ الصّراع مع الحركة الصّهيونيّة، المعلّمون هم أبناء مجتمعهم، هم آباء وأخوة الطّلّاب والأهالي، ودورهم كبير، وعليهم واجب تعميق دورهم بحيث يكون عصيًّا على الكسر من قبل الوزارات أو المسؤولين.

إلى جانب لجان الآباء والمعلّمين يأتي دور الأهل، فهذه المعركة جماعيّة تهمّ كلّ بيت وأسرة، هي قضيّة شعب، ولا يمكن نجاحها ما لم تذوّت كلّ أسرة خطورة تزييف وعي الأجيال الصّاعدة، على الأهالي تقع مسؤوليّة التّثقيف الذّاتيّ ونقله للأبناء، ودفع أبنائهم إلى المحاضرات والنّشاطات التّثقيفيّة عمومًا والوطنيّة خصوصًا، كذلك دفعهم وعدم عرقلة انضمامهم للأحزاب السّياسيّة الفاعلة، لأنّ الشّباب المنتمي للأحزاب السّياسيّة (العربيّة) والأطر الوطنيّة على اختلاف اتّجاهاتها، هو أكثر فهمًا للواقع من الشّباب الذي ينأى بنفسه عن قضايا شعبه، ظنًّا منه أو من ذويه بأنّ السّياسة قد تسبّب له ضررًا في التّعليم أو في عمله مستقبلًا. كلّنا مطالبون بالتّصدّي لهذه الهجمة المنهجيّة الفاشية الخطيرة على الوعي والتّاريخ والرّواية، بوعي ونشاط وشجاعة ومثابرة وتنظيم والتزام. 

اقرأ/ي أيضًا| زعبي: المطلوب توحيد موقفنا من التعاطي مع كتاب المدنيات

التعليقات