24/05/2016 - 12:00

التجمع، الفكرة والواقع

معًا نحو مؤتمرٍ بصبغة شاببيّة ذات رؤية جديدة ومجددة للانتماء للتجمع فكرةً وواقعًا!

التجمع، الفكرة والواقع

منذ قيام التجمع الوطني الديمقراطي، كحزب يكثف في صفوفه تجربة الحركة الوطنية بالداخل بكل روافدها، ويسعى لتنظيم الأقلية العربية الفلسطينية وتعظيم دورها وأدواتها، ونحن يتملكنا ذاك الشعور العميق بالفخر والاعتزاز بانتمائنا لمشروع وطني سياسي لا يكتفي بتحديد جذور وطبيعة المشاكل والتحديات القائمة فقط، وإنما يعمل على تأسيس وتطوير رؤى وتصورات علمية فعالة لمواجهتها وحلها ضمن معادلة المواطنة المتساوية المتحدية والحفاظ الجذري على الهوية والانتماء الفلسطيني. 

هذا التميز والفرادة في القدرة على المحاربة في الملعب المدني دون المس بالثوابت الوطنية، بل بترسيخها وتعميمها، هو بذاته الأمر الذي جعل من التجمع حزبًا له قاعدة جماهيرية عريضة تمتد على طول البلاد وعرضها، وهو عينه ما شكل دافعًا للرفاق بالتجمع إلى تقديم جل ما يملكون من طاقات وقدرات وتسخيرها في سبيل إبقاء هذا الحزب في الطليعة دائمًا.

لقد شكل التجمع بوصلة واضحة للسلوك الوطني المنضبط والفعال،  وطريقًا واضحًا للخطاب السياسي الإجماعي لشعبنا. لطالما خضنا المعارك تلو المعارك وقوفًا في وجه مخطط الأسرلة وتخريب الوعي من خلال فضح حلقاته السلطوية وأزلامه المندسين بيننا، فضلا عن طرح مشروعنا بحلة واقعية وعرضه كبديل وطني نجحر في شل حركة واعتراض خدعة ما سمي بـ”اليسار الإسرائيلي” حينها كحزب العمل وميرتس وغيرها. كان ذلك كله يتم جنبا إلى جنب مع عملية متسارعة من التثقيف والصراع على جبهة الوعي الاجتماعي لتجاوز الخطاب الرجعي المتمثل بالتعصب للعائلة، البلد والدين.

لقد واجه حزبنا الكثير من الأزمات في السنين الأخيرة، كان النفي القسري للدكتور عزمي بشارة أبرزها، ثم حملة الملاحقة السياسية لنوابنا في الكنيست وقيادات حزبنا،  وترهيب الفئات  الشبابية وجماهير مؤيدينا، مما قوى شكيمة الرفاق وعزز قناعاتهم بأننا نسير في الطريق الصحيح، كل هذا جذر انتمائي لفكر وتنظيم التجمع ودفعني إلى المضي مصمما في تقديم جل طاقاتي، إلى جانب رفاقي الشباب،  لانجاح هذا المشروع  الغالي وعدم التردد باعتبارنا درعًا أمينًا لهذا البيت.

لقد شكل نشاطنا التجمعي في كافة أرجاء الوطن، بجليله ومثلثه ونقبه، وبمنطقة المثلث الجنوبي خصيصًا، سدًا منيعًا في مواجهة عمليات هدم البيوت المستمرة ومحاولات مصادرة الأراضي تحت العديد من المسميات، إضافة إلى عملنا على نشر الخطاب التقدمي النيّر في الكثير من الساحات والذود عن دور المرأة والفكر الديمقراطي الحر عبر كوادنا وفعالياتنا الثقافية والوطنية.

هناك الكثير من الفرص التي يجب علينا، كحركة وطنية، اغتنامها في ظل عنصرية دولة تعاملنا كأعداء،  وغياب المؤسسات المدنية والاجتماعية الوازنة، حيث أننا نمتلك من القدرات والإمكانيات التي تخولنا لفرض البديل الوطني من خلال إعادة تنظيم الكوادر داخل فروعنا وبناء قنوات تواصل مع جمهورنا ورفاقنا الذين انشغلوا بالأمور الحياتية، وحتى أولئك الذين قد يرون أننا قد ابتعدنا جوهريًا عن ثوابت خطنا السياسي.

إن انتشارنا بين جميع شرائح المجتمع، وانخراطنا في اللجان الشعبية والعمل مع الناس، وتبني قضاياها اليومية بعد مأسسة عملنا وإقامة الجمعيات الأهلية، سيمكننا من ترجمة خطابنا إلى حقيقة. ينبغي علينا تعزيز وحدتنا الداخلية وتلاحمنا مع القوى الوطنية الأخرى  واعتبار أن تركنا للمناكفات السياسية مع باقي الأحزاب الناشطة، وتبنّي خطط عمل حديثة ومدروسة تناسب عصرنا وواقعنا، هو فقط ما يزيد من نجاعة نضالنا.

إن تاريخ التجمع وتجاربه العديدة كانت برهانًا على أن خطابنا هو  الأصح والسباق، وهو ينتظر المزيد من الترجمة والتدعيم من خلال ضخ دماء جديدة من قطاع الشباب، واستقطاب فئات ذات طاقات متحفزة للعمل والعطاء، كي ننطلق في عملية التجدد مع الحفاظ على موروثنا الوطني واحترام تاريخ قادتنا النضالي.

معًا نحو مؤتمرٍ بصبغة شاببيّة ذات رؤية جديدة ومجددة للانتماء للتجمع فكرةً وواقعًا!

دمتم ودام التجمّع.

التعليقات