26/05/2016 - 11:53

كتاب المدنيات الجديد: نرى طحنا ولا نرى الطحين

جرت العادة عند العرب القدامى عندما دأب أحد أفراد القوم بالكلام الكثير والفعل القليل بالمقابل، بوصف حالته بالمثل الشعبي 'نرى طحنا ولا نرى الطحين'.

كتاب المدنيات الجديد: نرى طحنا ولا نرى الطحين

 جرت العادة عند العرب القدامى عندما دأب أحد أفراد القوم بالكلام الكثير والفعل القليل بالمقابل، بوصف حالته بالمثل الشعبي 'نرى طحنا ولا نرى الطحين'.

امتلأ فضائنا بالبيانات الاستنكارية والخطابات النارية ضد كتاب المدنيات الجديد. ولكن لم أجد بين هذه البيانات الطريق والطريقة للتصدي لمخطط كي الوعي لطلابنا الثانويين عبر كتاب المدنيات الجديد. يحاول هذا المقال إعطاء بعض الإضاءات للتصدي لهذا المخطط الذي يهدف لتشويش العلاقة بين الطلاب وفلسطينيتهم من جهة وبين مواطنتهم في دولة إسرائيل من جهة أخرى.

نذكر بداية بأن كتاب المدنيات يسعى إلى تذويت الادعاء المغلوط أساسا في جوهره، باشتراط الحقوق بالولاء والواجبات للدولة عند الطلاب. كما يهدف إلى تعزيز يهودية الدولة وتدجين الطلاب ليتصالحوا مع هذا الفكر الإلغائي والعنصري.

أولا، على لجنة المتابعة والقائمة المشتركة الإعلان عن خطة وبرنامج عمل واضح للتصدي لهذه القضية الحارقة. هنا وجب التنويه للسلوك السياسي للقيادات في الفترة الأخيرة حين يتحدث جميعهم عن خطة وبرنامج دون التطرق إلى معالم هذه الخطة ومضمونها.

ثانيا، إشراك اتحاد لجان الآباء القطري ولجان الآباء المحلية في هذه المعركة المصيرية. إشراك هذه الشريحة الرئيسية في المعركة يعطي شرعية للنضال الجماهيري بشكل أوسع ويضمن أن يكون 'نفس طويل' وشرعية جماهيرية لمن يقود هذا النضال، كما أن التشبيك بين المؤسسات المختلفة والمهتمة بالشأن التعليمي للطلاب العرب يرفع من مستوى مهنية العمل ونجاعته بسبب تبادل الخبرات وتوزيع المهام وتخصيص موارد أكبر لخوض هذا النضال الذي سيلاطم فيه الكف المخرز.

ثالثا، تجنيد مجالس الطلاب وتحشيدهم ضد مضمون كتاب المدنيات المضلل، فالطلاب هم جمهور الهدف الرئيسي وعلينا تحويلهم من جزء من المشكلة إلى جزء من الحل، هذا التحول من موقع الضحية إلى موقع الفعل والمبادرة بحاجة إلى رؤية وخطة وأهداف مفصلة. لكن ليكن مبدأنا بالتركيز على العمل مع الطلاب الثانويين والمجالس الطلابية كجمهور الهدف الرئيسي الذي نخوض لأجله المعركة.

رابعا، من المعيب أن لا يكون بحوزتنا كتاب مدنيات بديل يتداوله الطلاب ويطلعون عليه في الأطر غير الرسمية واللا منهجية. الحاجة إلى اقتراح بديل عيني هي حيوية بذات أننا بحاجة لأن نبث للجمهور، الطلاب والآباء مصداقية عالية ومهنية في اقتراحاتنا، حيث أن المصداقية والمهنية أكثر العوامل المطلوبة في النضال الجماهيري لكي تستطيع تجنيد الجماهير حول مطالبك ورؤيتك الواضحة.

اقرأ/ي أيضًا| الأحزاب الأيديولوجية وضرورة النقد الذاتي والتجديد

وأخيرًا، نعول على المعدن الأصيل للمعلمين العرب، فهم الطليعة ورأس الحربة في هذا النضال العادل. عليهم تقع المسؤولية بتوجيه الطلاب نحو المواطنة الكاملة الكريمة والمشتقة من عروبتنا وأصلانيتنا على أرض الوطن، لهم جزيل الشكر على ما فعلوا حتى الآن، لهم كل الدعم والجهوزية النضالية لشعبنا العنيد.

التعليقات