16/06/2016 - 12:40

رسالة إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي

السؤال الذي أطرحه على القيادة الشابة الجديدة هو كيف ستتصرف مع القيادة المؤسسة، والسؤال بالوقت نفسه كيف ستتعامل القيادة المؤسسة مع القيادة الجديدة ومع وضعها الجديد أيضًا؟

رسالة إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي

سعدت وارتحت عندما قرأت نتائج انتخاب اللجنة المركزية للتجمع في مؤتمره السابع الذي عقد في بداية الشهر الحالي. فلم يسبقها أي عمل أو تصريح يشير إلى أن المؤتمر كان المكان لتفجر الخلافات داخله، وعدم القدرة على احتوائها ووضعها في سياقها الصحيح. لكن هذه السعادة ينغصها الخوف والقلق... بسبب السؤال الذي أطرحه على نفسي، حيث واكبت هذا الحزب الفلسطيني الوطني  بعد تأسيسه، وخاصة بعد أن ظهر قائده السابق الدكتور عزمي بشارة، كشخصية وطنية وقومية عربية متميزة على الشاشات العربية يشرح تجربة فلسطينيي الـ48 ونقلها بعمق إلى المواطن العربي. والسؤال: هل سيتمكن التجمع من متابعة مسيرته النضالية وهو متماسك وموحد تنظيمياً على ضوء هذه النتائج؟

ما لفت نظري هو أن انتخابات اللجنة المركزية كرست إرادة التغيير والتجديد لصالح الفئة الأكثر حيوية على العطاء والعمل في المجتمع وهي فئة الشباب، فهم ليس أداة للتغير بقدر ما هم هدفه. وهذا سيبقي التجمع حزب الشباب مثلما كان في فترة التأسيس أكثر حيوية وعطاءً في مختلف المحطات النضالية التي مرّ بها. ومما تابعته عبر كتابات وتصريحات لعدد من قادة الحزب، على مرّ السنين الماضية، عن أهمية دور الشباب، أدرك أن هذا الصعود للشباب في حزب التجمع ليس عفويًا، بل نتيجة تخطيط مسبق من قيادات الحزب تجلى في إقامة منظمة شبابية للحزب والمخيّمات الشبابية والطلابية التثقيفية، وكتابة الكراسات المبسّطة التي تخاطب الشباب، وهو أمر لا نراه في حياة الفصائل الفلسطينية العاجزة عن إحداث التغيير.

السؤال الذي أطرحه على القيادة الشابة الجديدة هو كيف ستتصرف مع القيادة المؤسسة، والسؤال بالوقت نفسه كيف ستتعامل القيادة المؤسسة مع القيادة الجديدة ومع وضعها الجديد أيضًا؟

نعم؛ يسجل للقيادة التي كانت قبل المؤتمر وللمؤسسين أنها قامت بما هو مطلوب منها لعقد المؤتمر ضمن المواصفات المطلوبة، وكذلك تحملت بكل جدارة ومسؤولية استمرارية التجمع ودفعه للأمام، رغم الظروف الصعبة التي اعترضته والتحديات التي واجهته. وهذا من المفترض أن يكون ماثلا أمام القيادة الشابة الجديدة، فكيف ستعبر عن تقديرها واحترامها لهذا الدور الذي قامت به هذه القيادة المؤسسة؟ كيف ستحفظ لها مكانتها ودورها في التجمع من خلال وضعها الجديد؟

بالمقابل؛ كيف ستتصرف القيادة المؤسسة على ضوء المكانة التي احتلتها نتيجة الانتخابات، سواء باتت خارج اللجنة المركزية أو المرتبة التي احتلتها فيها؟ هل ستنكفئ وتتنحى جانباً أم ستضع نفسها تحت تصرف القيادة الجديدة الشابة بكل رضى واحترام لها؟

هذا هو التحدي الذي تواجهه قيادة التجمع، بشقيها الجديدة الشابة والقديمة داخل وخارج اللجنة المركزية.

إن مواجهة هذا التحدي هو مسؤولية القيادة بشقيها الأنفين الذكر.

أرجو المعذرة من قيادة التجمع كوني من خارجه وبعيدا عنه، فما كتبته اعتمدت فيه على قراءاتي، موقع عرب 48 خاصة، وموقع التجمع، وموقع اتحاد الشباب وما كتبه آخرون عن الحزب،  وليس بناءً على معرفتي لما جرى داخل المؤتمر أو تواصلي مع أعضاء فيه. كتبت هذه الرسالة لإدراكي حجم ما تحملته قيادة التجمع حتى تمكنت من إخراجه من المخاطر التي واجهته وهو قوي وأكثر صلابة وأوصلته لهذا المؤتمر. وبنفس الوقت تابعت الدور النضالي لشباب التجمع في الشارع ومواجهة المخططات العنصرية الصهيونية بكل أبعادها دون خوف أو تردد، واجهوها ورؤوسهم مرفوعة وبصوت عالي: نحن أصحاب الأرض وأنتم الغزاة.  كتبت هذا لأنني أتطلع إلى استمرارية التجمع في خطه النضالي ورؤيته السياسية، التي تقوم على وحدة شعبنا الفلسطيني، كقضية وكمصير، فأنا أحد أبناء هذا الشعب، ولاجئ من فلسطين. كلي أمل أن أرى قريباً البسمة والفرحة على وجوه أبناء التجمع كونهم خرجوا من مؤتمرهم أكثر تماسكا وقوة على مواصلة النضال والتحدي للنظام العنصري.

* ناشط في مجموعة عائدون/ مركز حقوق اللاجئين الفلسطينيين (دمشق)

التعليقات