19/07/2016 - 21:08

جنرالات وحاخامات إسرائيل يشرعون القتل ويحللون الاغتصاب

سرعان ما تبدد هذا الاعتقاد بظهور الوجه الآخر للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بكل بشاعته في سلسلة تعيينات وتصريحات ابتدأت بتعيين إيال قريم، الذي حلل للجنود الإسرائيليين وقت الحرب اغتصاب نساء الأغيار حاخاما رئيسيًّا جديدًا للجيش الإسرائيلي

جنرالات وحاخامات إسرائيل يشرعون القتل ويحللون الاغتصاب

لم يعمر طويلا الاعتقاد الذي ساورنا بأن الجيش الإسرائيلي هو الأكثر عقلانية في الفسيفساء المكونة للدولة الصهيونية، وهو اعتقاد بدأ يتبلور مع تصريحات قائد الأركان أيزنكوت التي قال فيها أنه لا يرغب بأن يفرغ جنوده باغة من الرصاص في جسد طفلة تحمل مقصا، مرورا بالمقارنة التي أجراها نائبه غولان بين ما يحدث في إسرائيل اليوم وما حدث في ألمانيا عشية الهولوكوست، وصولا إلى تنصل قيادة الجيش من الجندي الذي أعدم الجريح الفلسطيني في الخليل بدم بارد، وتوطد بالدعم الذي منحه وزير الأمن السابق موشيه يعالون لمواقف القيادة العسكرية آنفة الذكر والتي دفع منصبه الوزاري ثمنا لها.

وسط حالة الفوضى العنصرية البهيمية والتحريض الدموي على قتل الفلسطينيين العرب، ظهرت القيادة العسكرية للوهلة الأولى وكأنها تمسك بزمام المنطق وتلابيب الأخلاق، وبدت في مفارقة غريبة الأكثر اعتدالا من بين مؤسسات دولة اليهود وحكومتها، التي يسكن قسم كبير من وزرائها في مستوطنات الضفة الغربية فعليا بينما يسكن الاستيطان في عقول وقلوب القسم الآخر وعلى رأسهم رئيسها بنيامين نتنياهو.

لكن سرعان ما تبدد هذا الاعتقاد بظهور الوجه الآخر للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بكل بشاعته في سلسلة تعيينات وتصريحات ابتدأت بتعيين إيال قريم، الذي حلل للجنود الإسرائيليين وقت الحرب اغتصاب نساء الأغيار حاخاما رئيسيًّا جديدًا للجيش الإسرائيلي.

المذكور علل تشريع هذا الجرم بالحفاظ على لياقة القتال الخاصّة بالجيش وعلى معنويّات الجنود، التي تجيز اختراق جدران التّواضع وإشباع الغريزة، عبر نكاح نساء الأغيار ممّن يملكن مظهرًا حسنًا، خلافًا لرغبتهنّ، مع الأخذ بعين الاعتبار الصّعوبات التي يواجهها الجنود و"من أجل إنجاح الجميع".

هذا التعيين تزامن مع ترقية الضابط عوفر فينتر، قائد لواء 'غفعاتي' السابق، والذي أمر جنوده أثناء العدوان على غزة في العام 2014 بخوض حرب دينية ضد الفلسطينيين. فينتر الذي ينتمي لتيار الصهيونية الدينية رقي لرتبة عميد وجرى تعيينه قائدا للجبهة الوسطى، المسؤولة عن الضفة الغربية المحتلة.

توج هذا التوجه بتصريحات الحاخام يغئال لفينشطاين، الذي يرأس السنة التحضيرية العسكرية في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، والتي حث فيها الجيش الإسرائيلي على عدم التّهاون مع الفلسطينيّين عمومًا، ومع منفّذي العمليّات على وجه الخصوص، وسخر خلالها من مفهوم "عدم المساس بالأبرياء"، الذي يضعف من قوّة الجيش الاسرائيلي ويعاظم قوّة الفلسطينيّين، معتبرا أن الظاهرة التي بدأت في "الرّصاص المصبوب" وازدادت خطورة في "الجرف الصّامد" تنزع شرعية القتال وهي آخذة في الانتشار كالنّار في الهشيم.

السنة التحضيرية العسكرية المذكورة والتي حصل مؤسسها على جائزة إسرائيل خرجت حتى الآن ألف ضابط على شاكلة عوفر فينتر، وتنتشر مثيلاتها في المستوطنات والأحياء الاستيطانية الكائنة في قلب المدن الفلسطينية حيث تدير جمعية "عطيرت كوهنيم" التي تستوطن في قلب القدس العربية واحدة من هذا النوع، ولذلك فإن فينشطاين ليس حالة شاذة ولا هو عشبة ضالة، على حد تعبير "هآرتس" التي خصصت افتتاحيتها لهذا الموضوع تحت هذا العنوان، وأشارت إلى تسلل ما وصفتها بـ"الصهيونية الحريدية" إلى الجيش وازدياد تأثيرها بين صفوفه.

أما المفارقة الحقيقية والمضحك المبكي في آن، هو أن ما أثار المجتمع الإسرائيلي ونخبه السياسية والإعلامية في تصريحات الحاخامان، هو ليس تشريع اغتصاب النساء الفلسطينيات والعربيات ولا شرعنة قصف المدنيين في غزة وقتل منفذي العمليات بدم بارد، بل إن ما أثارهم تصريحاتهما ضد المثليين والمثليات والنساء، حتى أن رئيس المعارضة والمعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، الذي أدرج ذلك بموجة الكراهية التي تكتنف إسرائيل، على حد قوله، دون أن تسعى الحكومة للجمها، أشار في تصريحه إلى المثليين والنساء والشرقيين ذاكرا العرب على استحياء. ردود فعل تلك تجعل المرء يعتقد أنه لو اقتصر الأمر على العرب لكانت الأمور على ما يرام.     

التعليقات