19/12/2016 - 10:36

عام إسرائيل

ليس لدينا ما يقطع بصحة خبر رعاية القاهرة لمؤتمر للتطبيع مع إسرائيل، لكن توجهات الإدارة الأميركية الجديدة لا تدع مجالا للشك أن العام المقبل سيكون عام إسرائيل، والتجهيزات الجارية الآن لنقل السفارة الأميركية إلى القدس قد تكون أول الغيث.

عام إسرائيل

ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن ثمة اتصالات جارية في الوقت الراهن لعقد مؤتمر إقليمي برعاية مصرية وتنسيق إسرائيلي يهدف إلى تحسين علاقات إسرائيل مع الدول العربية «المعتدلة» دون حل القضية الفلسطينية. الخبر الخطير نشرته الصحيفة العبرية يوم الجمعة الماضي (16/12) في سياق تقرير لها عن زيارة سرية إلى واشنطن قام بها رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» يوسي كوهين، بتكليف من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للقاء طاقم الرئيس الأميركي المنتخب وتبادل الآراء معهم حول خطوات العمل المشترك في ظل الرئاسة الجديدة.

أشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن وفد الموساد ركز في مباحثاته على أربعة عناوين رئيسية، هي البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية والقضية الفلسطينية وتهديدات الإرهاب، أما موضوع المؤتمر الإقليمي الذى يجرى الإعداد له من جانب مصر فقد تم التطرق إليه في سياق إحاطة الإدارة الأميركية الجديدة بالأوضاع التي تنوي إسرائيل ترتيبها في الشرق الأوسط.

الخبر قوبل بصمت محير ومريب. فلا القاهرة صدقته أو كذبته، كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلق عليه بالسلب أو بالإيجاب، مع ذلك فثمة قرائن عدة لا تستبعده منها ما يلي:

● ثمة اهتمام مفاجئ من جانب بعض الدول العربية بإحياء المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام ٢٠٠٢ ثم نسيت بعد ذلك. وجرى الحديث عن إجراء بعض التعديلات بدعوى «تحديثها».

وهو المصطلح الذي استخدم لتفريغها من مضمونها وفتح الباب للتطبيع مع إسرائيل الذي تحدثت عنه المبادرة مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها. و«تصادف» أن تمت في هذه الأجواء زيارة المسؤول السعودي السابق لإسرائيل في أول بادرة معلنة من نوعها.

● ظهور تجمع إقليمي خارج الجامعة العربية باسم الرباعية العربية ضم مصر والأردن والإمارات والسعودية، وهي دول تحتفظ بعلاقات دافئة بدرجة أو أخرى مع إسرائيل، كما أنها تشترك في الانحياز للقيادي الفلسطيني السابق محمد دحلان، الذي ترشحه لخلافة أبو مازن من خلال تقديمه بحسبانه زعيما لتيار الإصلاح الفلسطيني.

● أعلن في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي عن أن الرباعية المذكورة أعدت مشروعا للإصلاح الفلسطيني وإنهاء الانقسام داخل حركة فتح بما يسمح بعودة محمد دحلان إلى قيادة الحركة، وذلك إلى جانب مقترحات أخرى. وطبقا لما نشر آنذاك فإن دول الرباعية لوحت لأبو مازن بأنه في حالة رفض مقترحاتها فإنها سوف تتصرف من جانبها لمعالجة المشكلات العالقة بمعزل عنه.

● تواتر إشارات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتفاظه بعلاقات شخصية مع بعض القادة العرب، وحديثه الدائم على مدى العام عن وقوف إسرائيل إلى جانب الدول العربية «المعتدلة» في مواجهة الإرهاب، وضد تمدد النفوذ الإيراني في العالم العربي.

● الحديث الصريح في بعض الأوساط عن أهمية التحالف الإستراتيجي مع إسرائيل، وهو ما عبر عنه أحد الأكاديميين المصريين المحسوبين على الأجهزة المعنية. ومما له دلالته في هذا الصدد أن الفكرة ذاتها رددها قبل أيام وزير الدفاع الأميركي السابق ورئيس الاستخبارات الأميركية الأسبق، ليون بانيتا، إذ سئل هذا الأسبوع في جلسة للمنتدى الإستراتيجي العربي الذي عقد في دبي عن المنهج الأفضل للتعامل مع إيران، فرد قائلا إن التحالف مع إسرائيل سيحسم الأمر ويحل الإشكال.

ليس لدينا ما يقطع بصحة خبر رعاية القاهرة لمؤتمر للتطبيع مع إسرائيل، لكن توجهات الإدارة الأميركية الجديدة لا تدع مجالا للشك أن العام المقبل سيكون عام إسرائيل، والتجهيزات الجارية الآن لنقل السفارة الأميركية إلى القدس قد تكون أول الغيث.

("الشروق")

التعليقات