07/01/2017 - 09:49

فاشية بلا حدود

كشفت الفاشية الإسرائيلية في رفضها لقرار إدانة الجندي القاتل أليئور أزاريا، الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف، بتهمة القتل غير المتعمد، المخففة، عن أنها لا تقبل بأقل من الإباحة الكاملة لدماء الفلسطينيين أينما كانوا.

فاشية بلا حدود

اجتازت الفاشية الإسرائيلية، هذا الأسبوع، خطاً 'أحمر' جديداً في إسرائيل، بعد أن هدد وكلاؤها في تل أبيب، من المنظمات الفاشية المعروفة في إسرائيل 'لهافاه' و'لافاميليا' علناً، وعلى رؤوس الأشهاد، رئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت، بالقتل معلنين أن (رئيس الوزراء الراحل إسحق) رابين ينتظر في السماء صديقاً ينتقل إليه. 

وكشفت الفاشية الإسرائيلية في رفضها لقرار إدانة الجندي القاتل أليئور أزاريا، الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف، بتهمة القتل غير المتعمد، المخففة، عن أنها لا تقبل بأقل من الإباحة الكاملة لدماء الفلسطينيين أينما كانوا، ولن تتورع حتى عن ذبح 'الإجماع الصهيوني المقدس' لمكانة الجيش وقادته في حال أبدى هؤلاء أي موقف مغاير، حتى، وهذا ما حدث، لو كان الهدف من المحكمة والمحاكمة (كما في حالة الجندي القاتل) تبرئة عشرات ومئات الجنود الذين ارتكبوا جرائم قتل بدم بارد لفلسطينيين.

تتغذّى الفاشية الإسرائيلية، اليوم بشكل علني ومكشوف من تصريحات ساسة إسرائيل من اليمين والوسط، بفعل حالة هوس دائم من فقدان القيادة (في حالة حزب الليكود ونتنياهو) لصالح الصهيونية الدينية المسيحانية التي يمثلها حزب البيت اليهودي بقيادة نفتالي بينيت. مع ذلك تبقى هذه التصريحات بمثابة عامل إضافي، أو ربما محفّز ومسرّع لسيرورات اجتماعية تعيشها إسرائيل اليوم، نتيجة لتغييرات اجتماعية وديمغرافية، من جهة، وبفعل شعور اليمين الإسرائيلي بأنه لم يعد بحاجة إلى قناع لتغطية 'عورات إسرائيل' لدرجة جعلته ممثلاً بـ(رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، لا يأبه بإعلان تأييد للعفو العام عن الجندي القاتل، من جهة ثانية.

لكن إذا كانت جذور الفاشية موجودة في صلب فكر وأيديولوجيا اليمين الإسرائيلي، منذ نشوء الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، فإن حقيقة تأييد 70 في المائة من الإسرائيليين للعفو العام عن الجندي القاتل، كما كشفت الاستطلاعات في اليومين الماضيين، تعني أن الوسط واليسار التقليدي في إسرائيل أيضاً، ليس بريئاً من رعاية هذه الفاشية وتغذيتها منذ أطلق في ثلاثينيات القرن الماضي شعاراته العنصرية، وفي مقدمتها شعار 'العمل العبري' و'إنقاذ الأرض' ومارس سياسات التطهير العرقي في فلسطين، بما يجعل الفاشية الإسرائيلية وهي تبلغ طور البلوغ، ابناً شرعياً للحركة الصهيونية يرفض البقاء في الظلام.

اقرأ/ي أيضًا | ازدواجية المعايير

(العربي الجديد)

التعليقات