03/02/2017 - 09:21

مشروعنا لا مشروعهم

لدينا ما يكفي من المؤسسات والأطر التي نفخر بها، والتي يعول عليها والتي من الممكن أن تشكل سدا منيعا أمام تسلل مثل تلك الظواهر الانهزامية، وتحصن شبابنا من أجندة السلطة التي تستخدم أدواتها بيننا لنشر خطاب الولاء والعجز وانعدام الكرامة الوطني

مشروعنا لا مشروعهم

تخرج علينا في كل محفل أو ميدان، زعاقة جل اهتمامها وأجندتها التهجم على الحركة الوطنية والأحزاب الوطنية وتوصيفها على أنها ظاهرة خطيرة وغير مسؤولة، ولا تتردد هذه "الزعاقات" عن مضاعفة جهودها والجهر بأسلوبها البخس ظنا منها أنها قادرة على المس بالثقة بين قيادة الحركة الوطنية وحاضنتها الشعبية.

ما لم تفلح به المؤسسة وترسانتها وأبواقها على مدار سنوات من ضرب الحركة الوطنية، يحاول بعض من الوصوليين والانتهازيين ممن يتغطون بعباءة البراغماتية ومصلحة الشعب، ببث السموم والتهجم على قيادة الحركة الوطنية وكأنها السبب الرئيسي بنكبة فلسطينيي البلاد.

إن الخطورة الناجمة عن مثل هذه "الزعاقات" لا تعرف الحدود، خاصة وأنهم يمارسون حياتهم اليومية بيننا، يحاولون الظهور على أنهم حريصون على مصير الفلسطينيين ويحاولون إخراجه من القوقعة التي وقع فيها.

يتميز هؤلاء بحياة مرفهة لا علاقة لها بالنضال أو الدفاع عن حقوق الناس، وهم أكثر الناس بعدا عن قضايا شعبهم والشرائح المستضعفة والفقيرة تحديدا، وهم مهوسون بحب الظهور بأي ثمن وتحقيق المصالح الشخصية الضيقة، وأبعد ما يسعون له هو لعب دور "الوكيل" أو "الوسيط" بين الناس والمؤسسة الحاكمة.

إن العبثية التي ولدتها المؤسسة والتي تعمل عليها كأجندة لمحو الهوية العربية الفلسطينية وصهرها داخل المجتمع الاسرائيلي، هي عبثية خطيرة تفسح المجال أمام ضعاف النفوس والانهازميين بين ظهرانينا للعمل على تشويه الهوية.

لكل فرد الحق في الاختيار والعمل على بناء نمط حياة كما يرتئيه، كما يحق للمجموعات الحفاظ على معالمها من عادات وتقاليد وهوية، إلا أنه في بلادنا يأبى البعض ممن يحملون أجندة السلطة إلا أن يكونوا خدما لمشاريع معادية لشعبهم وذلك بطرح شعارات ممجوجة بأن النضال غير مجد وأن العمل السياسي مكلف، وأن "حسن السلوك" يمنع بطش الدولة.

يخرج علينا هؤلاء ويركزون على الحقوق المرتبطة بالواجبات بشكل لا يقبل للتشكيك، متجاهلين الحقوق التاريخية للفلسطينيين على هذه الأرض ومقدراتها، وكأنه لا يكفينا قمع السلطة ومحاصرتها لعرب البلاد، فيخرج علينا بعض الهواة ليقوموا بدور السلطة وتبني مشاريعها التي تجتهد لجذب عرب البلاد وسلخهم عن مجتمعهم وأهلهم.

لكي لا نبكي على الأطلال، ولكي لا نتهم غيرنا ونعفي أنفسنا مِن المسؤولية يجب العمل على بناء مشروع يعني شباب البلاد خاصة، والذي يعمل على خلق بدائل لحمايتهم من مشاريع التشويه السلطوية.

لدينا ما يكفي من المؤسسات والأطر التي نفخر بها، والتي يعول عليها والتي من الممكن أن تشكل سدا منيعا أمام تسلل مثل تلك الظواهر الانهزامية، وتحصن شبابنا من أجندة السلطة التي تستخدم أدواتها بيننا لنشر خطاب الولاء والعجز وانعدام الكرامة الوطنية.

هذا هو دور ومشروع الحركة الوطنية.

التعليقات