07/02/2017 - 14:44

قانون "تسوية الأراضي" بين الدستور و"هاغ"

في الشارع الإسرائيلي وحتى الأكاديميا لن تعدم من يعتبر "قانون التسوية" دستوريا على كل ما يحمل من أسى وغبن للفلسطينيين.

قانون "تسوية الأراضي" بين الدستور و"هاغ"

التوسع الاستيطاني (أ ف ب)

في الشارع الإسرائيلي وحتى الأكاديميا لن تعدم من يعتبر 'قانون التسوية' دستوريا على كل ما يحمل من أسى وغبن للفلسطينيين. هذا القانون اجتاز القراءة الثانية والثالثة وما زال الترقب له حيا وما زال يثير أصداء على الأقل عبر أثير المحطات الإسرائيلية وفوق مسطحاتها الإعلامية.

لعلها الديمقراطية المشتهاة تدهشنا من خلال فصولها الممتدة (أو لا). ها هي الكنيست تقر 'قانون التسوية' وفق التسمية الرسمية التي تجمّل القباحة المرجوة منه وسط تحذير المستشار القانوني للحكومة بعدم استعداده للدفاع عن القانون أمام المحكمة العليا. وهو سيناريو تعد العدة له عدة منظمات يسارية من بينها 'عدالة' و 'السلام الآن'. ومن جانبها تتوعد وزيرة القضاء، آييلت شاكيد، بأن الحكومة لن تعدم الوسيلة وستستخدم محامين لهذا الغرض.

لن أتوقف عند كرامة مندلبليط المهدورة ففي الواقع هو يقف عاجزا أمام قطار الشهوة، شهوة الأرض الموعودة، وهو القطار الذي يتحدث عنه رئيس المعارضة في الكنيست ورئيس حزب 'المعسكر الصهيوني' حيث يقول معقبا على إقرار القانون إن القطار قد انطلق ليتوقف بنهاية المطاف عند أبواب محكمة 'هاغ'. أي فزاعة المعتدين أو المجرمين بحق الشعوب. وأتساءل هل حصل وأرهبت أحدا هذه الفزاعة؟ أو أثنت مجرما عن تنفيذ غيه؟! تلك مسألة أخرى.

وأعود إلى ما دفع بهرتسوغ للجوء إلى فزاعة 'هاغ'. والأرجح أن ذلك نابعا من كيفية قراءته للمشهد أو للقانون، فهرتسوغ أبعد من أن يعبر عن خجله من الفلسطيني المسلوبة أرضه وأبعد من أن يعبر عن حزنه واستيائه من الاعتداءات المتواصلة المشوهة والمعطلة لسيرورة شعب تقاطعت طرقه مع طريق 'شعب الله المختار'، ففقر وبؤس وأحلام الفلسطينيين لا تعنيه مطلقا وإنما جل ما يقلقه هو صورة إسرائيل بين الدول وأمن وحرية حركة وسلامة السياسيين ورجال الأمن فيها.

هرتسوغ لم يحلق أبدا إلى القمة ليرى الأمور كيف تبدو من فوق وليبقى عالقا في الأسفل، في ظلام هاوية السياسىة الرخيصة، من هناك يرى نفسه في المرآة، يرى ظله يتمرد عليه، يتلاعب بصندوق الديمقراطية ويخرج بقرار إقرار قانون تسوية الأراضي أي 'لطشها' من أصحابها.

فمن يوقف هذا القطار الجامح ومتى؟

التعليقات