19/02/2017 - 23:26

دولة الأبرتهايد ليست الدولة الواحدة

سمح بنيامين نتنياهو لنفسه،وسمحوا له في البيت الأبيض، بأن يطلق العنان لمشاريعه العنصرية ولتحريضه ضد الشعب الفلسطيني . وبعد أن أقر برلمانه قانون اللصوصية والسرقة للأراضي الفلسطينية لصالح المستعمرات غير الشرعية، ذهب لواشنطن ليشترط مجددًا

دولة الأبرتهايد ليست الدولة الواحدة

سمح بنيامين نتنياهو لنفسه،وسمحوا له في البيت الأبيض، بأن يطلق العنان لمشاريعه العنصرية ولتحريضه ضد الشعب الفلسطيني . وبعد أن أقر برلمانه قانون اللصوصية والسرقة للأراضي الفلسطينية لصالح المستعمرات غير الشرعية، ذهب لواشنطن ليشترط مجددًا أن أي حل يجب أن يشمل سيطرة إسرائيل وهيمنتها على فلسطين من البحر إلى النهر، والاعتراف بها دولة عنصرية لليهود.

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فبعد أن نصحه بلطف، بضرورة تجنب الاستيطان لفترة قصيرة قليلة، قال إنه يقبل حل الدولة الواحدة أو الدولتين حسب ما يقبله الإسرائيليون والفلسطينيون.

وقبل ذلك خرج ناطق باسم البيت الأبيض، ليعلن أن حل الدولتين ليس الحل الوحيد بالضرورة، وقرأ العالم ذلك، بعد صمت الولايات المتحدة على قانون اللصوصية في الكنيست، بأنه توجه للتخلي عما تبنته الإدارات الأميركية السابقة بالتمسك، بما يسمى "حل الدولتين"، الذي يعني بالطبع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

نحن نشهد بعد 26 عامًا من المفاوضات، و24 عامًا على توقيع اتفاق أوسلو، وبعد خمسين عاماً على احتلال الضفة وغزة، إلقاء اتفاق أوسلو والمفاوضات التي تلته إلى الفناء، وعملية اغتيال لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وذات السيادة.

وما تطرحه حكومة نتنياهو كبديل، ليس سوى دولة أبرتهايد مع ضم وتهويد الضفة الغربية، وبقانونين، واحد لليهود الإسرائيليين وآخر للفلسطينيين المضطهدين، مع فصل منهجي للسكان عن أرضهم، و تكريس لاحتلالهم.

وزير التعليم الإسرائيلي، العنصري نفتالي بينيت، قال بعد الاجتماع إن "هناك دولتان للفلسطينيين، واحدة في غزة وثانية في الأردن ولا مكان لدولة ثالثة". أما الوزير غلعاد إردان، فقال مشيرًا إلى الضفة الغربية والقدس " أرض إسرائيل لنا وتعود فقط للشعب اليهودي".

وقال الوزير الإسرائيلي زيئيف إلكين إنه يوجد "إجماع في الحكومة على عدم الانسحاب إلى حدود عام 67، وعلينا فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة بالتدريج أو دفعة واحدة".

وأتم نتنياهو هذه التصريحات أمام ترامب، بالقول، إن أصل تسمية الشعب اليهودي هو الضفة الغربية  أو " يهودا" كما سماها، وهي تخصهم.

وللأسف، فقد قفز عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية، لتبرير التراجع عن الوعود بالدولة الفلسطينية، بوصف البديل المطروح بأنه "حل الدولة الواحدة".

نظام الاحتلال والأبرتهايد ليس حل الدولة الواحدة. الدولة الواحدة تعني المساواة الكاملة في الحقوق القومية والديمقراطية والمدنية، وتعني أن الدولة لا يمكن أن تكون يهودية أو لليهود فقط. وحل الدولة الواحدة يعنى أن من حق اللاجئين الفلسطينيين أن يعودوا لفلسطين دون قيود، ولا يحصر حق المواطنة باليهود.

حل الدولة الواحدة يعني أن كل الفلسطينيين بمقدورهم أن يعيشوا حيثما أرادوا ليس في الضفة والقدس فحسب، بل وفي يافا وحيفا وعكا وصفد. وهو يعني أن فلسطينيًا يمكن أن يكون رئيس الدولة أو رئيس وزرائها، وأن الحواجز والحكم العسكري والإدارة المدنية والقيود والتصاريح التي تحاصر الفلسطينيين ستلغى، وأن أسراهم سيتحررون، وأرضهم المصادرة ستعاد.

الدولة الواحدة ليست دولة الأبرتهايد التي يروج لها نتنياهو .

هل علينا أن نذكّر أن شعار الفلسطينيين وثورتهم ومنظمتهم الأصلي، كان "دولة ديمقراطية على كل فلسطين يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات"؟ وأن ذلك الهدف قد استبدل بسبب الضغوط والوعود الدولية بهدف الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967. وكان ذلك تنازلا مؤلمًا يعطي الفلسطينيين أقل من نصف ما قررته لهم الأمم المتحدة في مشروع التقسيم عام 1947، والذي أخذت اسرائيل شرعيتها منه.

وبعد مرور25  عامًا على ذلك، يريدون اليوم أن يتخلى الفلسطينيون عن حقهم في دولة مستقلة ويرضخوا لنظام الأبرتهايد. ذلك لن يحدث، فقد ولدنا أحرارًا ولن نموت إلا أحرارًا. ولن يرضخ الشعب الفلسطيني لعبودية الاحتلال والأبرتهايد مهما فعلوا.

إن كان ترامب يقول إنه يقبل حل الدولتين أو الدولة الواحدة فليكن، ولكن يجب أن يكون واضحًا أن الدولة الفلسطينية ستكون ذات سيادة وعاصمتها القدس، ولا وجود لجندي إسرائيلي واحد في أي شبر منها.

وإن كانت دولة واحدة، فلن تكون دولة الأبرتهايد ولا العنصرية ولا الاحتلال والاضطهاد.

نحن نناضل من أجل حقوقنا القومية والإنسانية، ونناضل من أجل الحرية والكرامة والعدالة، ولا تنازل عنها سواء في دولة أو في دولتين.

التعليقات