02/07/2017 - 10:00

على باب السجن: غطاس يوجه رسالة مؤثرة حول مواضيع اجتماعية

رسائل غطاس الثلاث قبل دخوله السجن.

على باب السجن: غطاس يوجه رسالة مؤثرة حول مواضيع اجتماعية

ابناء شعبي الكرام، سأكون بعد قليل وراء هذه الأسوار مع الشرفاء، والأوفياء لقضيّتهم وشعبهم، سأنضمّ إليهم بعد قليلٍ، والنصر صبر ساعة. 

وراء هذه الأسوار وغيرها يقضي الأعزّاء وليد دقة وكريم يونس وأمير مخّول وغيرهم سنوات العمر الجميلة، بعيدًا عن أمهاتٍ تنتظرهم وعائلاتٍ تفتقدهم.

سأنضمّ إليهم بعد قليلٍ، والنصر صبر ساعة.

وراء هذه الأسوار لا زال من لم ولن ينسى أن فلسطين مغتصبة، وأن أرضها مسلوبةً لا تزال، وأن شعبها قدّم من الشهداء والأبرياء ما يعجز عنه اللسان ولمّا ينل حريته ووطنه بعد.

سأنضمّ إليهم بعد قليل، والنصر صبر ساعة.

أحبتي، لا أريد أن أطيل عليكم، سأدخل إلى غياهب السجن، وسنلتقي بعد قليل، بعد عامٍ بعد عامين وجيل.

سنلتقي وسنكمل المسيرة معًا، لنا في هذه الارض حقٌّ. ونحن أصحابها، لنا في هذه الأرض مستقبل، ونحن أصحابُه، لنا في هذه البلاد أولاد نريد أن نحميهم من الضياع، نريد أن نعلّمهم، وأن نطوّرهم، نريدهم مهتمين بقضايا شعبهم، يتسابقون للعلم والتميّز والتفوق والنجاح بكبرياء وبدون تقديم تنازل في أي شيء، كما نريدهم يتسابقون للنضال من أجل الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال.

أعزائي، زملائي، رفاقي، أهلي وناسي، لا أريد أن أودّعكم، ولا أحبّ أن أوصيكم فأنتم أهل لها، ولكن إذا كان من الكلام بدٌّ في هذا المقام فلدي رسائل ثلاث، أما الرسالة الاولى، حاربوا العنف، والجريمة التي تمزقنا من الداخل وتشتّت شملنا، وتحط من شأننا، وتدفع بالسلطة بأن تفرقنا وتسلّط علينا شرطتها اللعينة. المهمة صعبة ولكن لا مفرّ من أن نقوم بذلك مجتمعين كشعب.

أما الرسالة الثانية، لنرفع من شأن المرأة وندافع عن حقوقها ونتصدى للعنف الممارس عليها، ولندعم انخراطها في جميع مناحي الحياة، في السياسة والأحزاب والسلطات المحليّة والجمعيات، فسنبقى مجتمعًا معطوبًا لن يتطوّر ما دام يقصي النساء من الحيّز العام وما دام يرضى بمظاهر التخلّف الاجتماعي.


أما الرسالة الثالثة، العصبيّة الطائفيّة والعائليّة وسائر الانتمائات الضيّقة البغيضة هي مرضٌ خطيرٌ لنتجنّبه قبل أن يتفشّى، فلن تقوم لنا قائمة ما لم نتصرّف كشعب عربي فلسطيني يحترم تعدديّته ويثريها، ويبني مؤسّساته الوطنيّة والاجتماعيّة ويقوّي من عضدها. نستحق أن تكون لنا قيادة منتخبة، وصندوق قومي، وجامعة عربية ومنهاج تعليم وطني غير مشوه.


أخيرًا، لا تنسوا للحظةٍ أن كلّ المواضيع التي ذكرتها على أهميتها يجب ألا تمنعنا ولو للحظة بالتفكر والتدبير الدائم بأن ثمّة وراء هذه الأسوار أسرى، يجب أن يتحرّروا، وأن فلسطين ما زالت محتلّة ولا بدّ أن تتحرّر. شكرًا لكم وأودٌعكم على وعدٍ بلقاءٍ قريب، وبأنّي سأحمل دائمًا وأبدًا حبّكم وحبّ فلسطين في قلبي وبأّنني سأسعى لتحويل ذلك إلى عملٍ ونضالٍ متواصل

دمتم

 

التعليقات