06/07/2017 - 10:54

كشف المستور

الوقت لم يسعفني لقراءة مقال الدكتور باسل غطاس الأخير قبل دخوله السجن "عن المشتركة في السياق الراهن" لعدة أسباب، أولها استيعاب دخول قائد ورفيق كالدكتور باسل إلى السجن وصعوبة استيعاب فكرة البعد والفراق شخصيا، وغيرها من الأسباب، على رأسها قيمة المقالات التي يكتبها الدكتور باسل التي تستدعي ساعات صفاء وتأمل لفهم مضمونها ودورها في السياق الراهن.

كشف المستور

منيب طربيه

الوقت لم يسعفني لقراءة مقال الدكتور باسل غطاس الأخير قبل دخوله السجن 'عن المشتركة في السياق الراهن' لعدة أسباب، أولها استيعاب دخول قائد ورفيق كالدكتور باسل إلى السجن وصعوبة استيعاب فكرة البعد والفراق شخصيا، وغيرها من الأسباب، على رأسها قيمة المقالات التي يكتبها الدكتور باسل التي تستدعي ساعات صفاء وتأمل لفهم مضمونها ودورها في السياق الراهن.

كما لا أخفي عليكم أن ما جذبني أيضا هو الخطيئة التي ارتكبها الدكتور باسل بمقاله، خاصة في ظل الهجمة المسعورة على شخصه من بعض القطعان الضالة، دون التطرق إلى فحوى المقال وتحليل الحالة التي تمر بها المشتركة ودورها الذي تلعبه على الساحة المحلية.

عندما تحدث الدكتور باسل عن أن هناك بعض مركبات المشتركة تلعب دور الوكيل عند بعض الوزارات، لم يأت بهذه الحقيقة من جبل مقلس، والشمس لا تغطى بعباءة، فكلنا شهدنا أن بعض من أعضاء المشتركة يصطادون بعض الفتات من أمام مكاتب 'كحلون' ويهرولون ويتسابقون بعدها إلى بعض أبواق الإعلام وكأنها إنجازات فردية نابعة عن مهارات شخصية، كما أننا نعي جيدا أن شعبنا واع لهذه الحالات ويمقتها، الأمر الذي يؤدي بنهاية المطاف إلى ضعضعة الثقة بين المواطن والمشتركة، وإذا كانت الأمور على هذا الحال، ما المانع من أن يرمي المواطن نفسه مباشرة بأحضان الأحزاب الصهيونية إذا كان هذا هو هدف أعضاء المشتركة؟!

أما عن الحديث حول الخلافات داخل المشتركة والتي يقودها محراك الشر، لا تخفى على أحد، وهل أخطأ الدكتور باسل عندما تحدث عن خلافات؟ فالقاصي والداني يعي جيدا أن الخلافات بين مركبات المشتركة كثيرة، والدكتور باسل حذر من أن تأخذ منأى أشد وطأة ونبات نردد 'أكلنا يوم أكل الثور الأبيض'.

وعندما تحدث الدكتور باسل عن سقف الخطاب وعن محاولة تمييعه، لم يأت بهذا الكلام من بيته، إنما عكس الصورة الحقيقية.

أنا أرى أصلا أن الدكتور باسل حاول، بمقاله، تنبيهنا إلى أهمية المشتركة رغم الشوائب، وركز على إنجازاتها وميع دور الخلافات، فللمشتركة إنجازات تستحق التقدير والمرجو منها مستقبلا أكثر بكثير، كما أوصانا بها والمحافظة عليها وعدم الوقوع في شرك الخطاب المعتدل الخنوع، بل يجب الجهر بالمطالب القومية والوطنية، وأكد على أهمية القومي واليومي، فلا تنازل عن كوننا السكان الأصلانيين بهذه البلاد والعمل على إجبار السلطة على التعامل معنا على هذا الأساس وليس كمجموعة رعايا هامشيين.

نحن لسنا من غزى ولسنا من اعتدى، بل نحن ملح الأرض ويجب أن نعيش على أرضنا مرفوعي الرؤوس، لا نهاب، لا نهون ولا نلين.

لم نتنازل يوما عن مطالبنا ولن نتنازل، هل أخطأ الدكتور باسل عندما حذرنا من الوقوع بهذا المنزلق؟ أليس واضحا أن البعض يحاول المداهنة والعمل على إرضاء المؤسسة ويحاول عكس بعض النضالات المشروعة كالنضال لمساندة الأسرى والنضال للمساواة الكاملة فعليا، على أنه نضال غير مشروع وهو فوق السقف المشروع؟

لنفترض أن الدكتور باسل أخطأ التقدير، أليس حري أن تناقشه وتثبت له عكس ذلك وأنك الداعم الأول والأخير لقضايا شعبنا كلها؟

لم يعد خفيا على أحد أن الدكتور باسل كشف المستور وأحرج بعض المتسلقين وفضح سياسة المداهنة والازدواجية، الأمر الذي جعل هؤلاء القيام بالتهجم والتجريح الصارخ الشخصي والجعجعة، بعيدا عن النقاش السياسي الذي عرضه الدكتور باسل، فمثل هذه المسرحيات اعتدناها في السابق وسئمناها ولم نعد نقوى على المرور عليها.

إن سياسة التجريح الشخصي والتخوين هي من صفات العاجزين مطأطئي الرؤوس في مواجهة السلطة، وهم ذاتهم الذين ينقضون بخبثهم على أبناء جلدتهم كلما قاموا بانتقادهم واحراجهم.

أثنى الدكتور باسل، بغالبية مقاله، على عمل المشتركة وأبرز إنجازاتها، كما أكد على ضرورة استمرارها لمصلحة شعبنا ومشروعه، فما كان من بعض ورثة فكرة الدولة المشتركة محدودة الضمان، إلا وانقضوا على الدكتور باسل لما لاقاه من تأييد واسع وحاضنة شعبية منقطعة النظير، حيث استغل هؤلاء الأزلام كل إمكانية متاحة لمحاولة تشويه صورة القائد الدكتور باسل الذي ضحى بحريته لأجل قضايا شعبنا المقدسة، وفضح نجوميتهم الزائفة التي لم تعد تلقى أي ترحاب في أي ميدان من ميادين النضال.

النجومية والتعلق بشعارات رنانة غير كاف لمواجهة هذه الترسانة، ولا الرومانسية والكلام الثوري الخالي من الفعل والمضمون، والدكتور باسل بات المثال الذي يحتذى به لمواجهة السلطة وأذرعها، وباتت نجوم المسارح والمنصات بلا جمهور ولا مؤيدين.

باتوا يرددون ما تردده السلطة وتبنوا خطاب السلطة وأخذوا دورها لتشويه صورة الدكتور باسل، حتى أن أحد مناضليهم وصف عمل الدتور باسل بانه خطأ، وليس عملا إنسانيا ووطنيا بامتياز!  ونقول لهم نعم الخطأ ويا ليت كل الأخطاء تكون كهذا الخطأ.

أخيرا، أرسل تحياتي الحارة لأسرانا البواسل وبضمنهم أخي وعزيزي باسل.

اقرأ/ي أيضًا | المشتركة إلى أين؟

التعليقات