19/12/2017 - 19:26

أحشفًا وسوء كيلة؟

عول فلسطينيو البلاد كثيرا على القائمة المشتركة وبنوا آمالا كثيرة عليها لما فيها مصلحة لهم ولما بها طاقات لرفعتهم وتعزيز مكانتهم في الداخل، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمرون بها تحت نظام فصل عنصري بامتياز.

أحشفًا وسوء كيلة؟

عول فلسطينيو البلاد كثيرا على القائمة المشتركة وبنوا آمالا كثيرة عليها لما فيها مصلحة لهم ولما بها طاقات لرفعتهم وتعزيز مكانتهم في الداخل، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمرون بها تحت نظام فصل عنصري بامتياز.

كما ولم يثق الجمهور الفلسطيني من ذي قبل كما وثق بالقائمة المشتركة هذه المرة، لإعطاء فرصة لنفسه من جهة ولقيادته من جهة أخرى، وعلى مدار الثلاث سنوات منذ إقامة المشتركة امتنع المواطن الفلسطيني من نقد المشتركة بشكل جدي، وشفع لها حداثة عهدها وإعطائها فرصة أخرى لإثبات نفسها وتعزيز موقفها.

لم يكن سهلا تقريب وجهات النظر بين الإسلامي، الشيوعي، القومي والشخصي، ورغم ذلك نجحت الجهود بإقامة القائمة المشتركة وانطلق الدخان الأبيض.

ولكن والمؤسف جدا أن هناك مركبات كانت مع نوايا مبيتة لقنص الفرصة وسرقة ما لا حق لها به من ناحية، والبعض الآخر محاولا عرض عضلاته للابتزاز في التركيبة المقبلة.

طبعا من أوهم شعبه على مدار عشرات السنوات، لا يعول عليه، ومن ارتبط مشروعه مع المشروع الصهيوني وقام بقمع أبناء جلدته، لا يعول عليه، من فضل مشروعه الحزبي المهزوز على مشروع أبناء وطنه، لا يعول عليه، من يعمل بمنهجية منذ سنوات على تمييع النضال، لا يعول عليه، من لا يرى بنفسه إلا في مقدمة القيادة رغم فقدانه لأبسط مقوماتها، لا يعول عليه، ومن يسرق في وضح النهار ما لا حق له به، لا يعول عليه.

إن الكثير من القيادات والشخصيات السياسية المحلية، التزمت الصمت، ولَم تصرح أي تصريح يذكر، كي لا تعكر الأجواء، على أمل أن يستحي الفاعل ويسترد وعيه، كرامة لجمهوره وشعبه. ولكن إن لم تستح فافعل ما تشاء، ويبدو أن العداء والكراهية العمياء التي يبيتها بعض القناصة لمشروع باقي التيارات وعلى رأسها التجمع عماه عن الخِزي والعار الذي وضع نفسه به.

لا أعرف ماذا سيبيع هؤلاء المدعين بالمسؤولية الوطنية لجمهورهم في الحلقة القادمة، خاصة بعد ان بات واضحا للعيان انهم سارقون وفاقدون لاقل منسوب من الأخلاق.

من لا يؤتمن على مقعد بائس في الكنيست الإسرائيلي، لا يؤتمن على مصير شعب ولا يحق له أن يتموقع كمسؤول عنه، كما وأنه لا يحق له أن يتدافع على قيادته، فلا الصوت العالي، ولا البطش والسرقة في وضح النهار، ولا الادعاءات الفارغة تخول أحدًا على تسيير الشعب نحو مستقبل لا يحمد عقباه.

لقد فرضت القائمة المشتركة على مركباتها العديد من التناقضات، كما وأجبرت البعض تقبل الآخر على الرغم من تعقيداته وعلى الرغم من بعده كل البعد عن المشروع القومي والوطني، وعلى الرغم من وجود بعض المشاريع الشخصية العابرة والتي لا ترتقي لأن تكون ممثلة لشعب كالشعب الفلسطيني في الداخل.

أحشفًا وسوء كيلة؟ ألا تخجلون من أنفسكم؟ ألم يكفيكم أن شعبكم بات يمقتكم؟ ألا يستحق هذا الجمهور أن توفوه حقه؟ إن لم تتمموا المعاملة وتتوصلون إلى الهدف كما وعدتم، فبئس منكم وارجعوا إلى أوكاركم فأنتم أقل من أن تؤتمنوا على مصالحنا وأقل من أن تمثلونا.

فالقنص والسرقة ليست من أخلاقيات الحركة الوطنية ولا من صفات من يدعي المسؤولية الوطنية، لا بل من صفات المافيا والعالم السفلي.

وللانتهازيين منكم نقول، إن مشروعنا أكبر بكثير من انتهازيتكم وبطشكم، فشعبنا ما زال نابضا ويحلم بتحقيق مصيره والحصول على كامل حقوقه بعيدا عن غطرستكم وعهركم.

 

التعليقات