13/01/2018 - 17:37

المخطط الميداني القومي ومظلته الصهيونية بات مكشوفا

يدخل فلسطينيو البلاد كل خمس سنوات إلى دوامة الانتخابات للسلطات المحلية، حيث يتنافس مرشحون على مقاعد رئاسة السلطة وعلى عضويتها في تركيبة المجلس البلدي، على أمل أن يصبحوا بوضعية اتخاذ القرار للنهوض بمجتمعهم وتطويره، ومنهم من يصبو إلى رفعة مكانته

المخطط الميداني القومي ومظلته الصهيونية بات مكشوفا

يدخل فلسطينيو البلاد كل خمس سنوات إلى دوامة الانتخابات للسلطات المحلية، حيث يتنافس مرشحون على مقاعد رئاسة السلطة وعلى عضويتها في تركيبة المجلس البلدي، على أمل أن يصبحوا بوضعية اتخاذ القرار للنهوض بمجتمعهم وتطويره، ومنهم من يصبو إلى رفعة مكانته وتطويرها.

يعيش المواطن الفلسطيني تحت وطأة نظام أبرتهايد كولونيالي بغيض، حيث يعمل ليل نهار على تهميش المواطن الفلسطيني وإخراجه من الساحة السياسية العامة، حيث لا تأثير يذكر على السياسة العامة لأن الأقلية المضطهدة من فلسطينيي البلاد باتت تمقت السلطة وتفضل أن تتحرك وتتطور بعيدا عن نهج ومخطط حكومات المؤسسة الإسرائيلية المتعاقبة. وليس عبثا ترى المواطن الفلسطيني في هذه البلاد بعيدا كل البعد عن محاولة التأثير على سياسة المؤسسة العامة، وحتى أنه يفضل عدم الاشتراك في انتخابات البرلمان حيث بات يرى به لا يمثله وبعيدا كل البعد عنه وعن مفاهيمه واحتياجاته اليومية وعن همومه القومية.

كما وأن لجنة المتابعة العربية خذلت الجماهير التي عولت عليها كثيرا، حيث حاول المواطن الفلسطيني تعزيز مكانة لجنة المتابعة وتحويلها إلى هيئة تمثيلية منتخبة تجسد المرجعية الشرعية لفلسطينيي البلاد، إلا أنه، ورغم المحاولات العديدة، من وصل إلى رئاستها أناس يسيرون على غير مراد ويخططون بعيدا عن مشروع فلسطينيي البلاد الذي طالما حلموا به. والأنكى من ذلك أن رئيسها المنتخب من مركبات المشتركة، لا يقوى أو لا يريد الخروج من القوقعة التي وضعته بها المؤسسة الإسرائيلية وبات يتناغم مع برنامجها تلقائيا وبشكل مؤسساتي نخبوي كما تدار الأمور بالسلطة الفلسطينية على أساس هيئة خدماتية كالتأمين الوطني أو كصندوق المرضى، ولكنها بدون خدمات ولا صلاحيات ولا حتى ميزانيات، وبات عملها موسمي في المناسبات الوطنية بلا صدى صوت وبلا تأثير يذكر.

ما بين السلطة وسياستها القمعية وبين لجنة المتابعة وهوانها، وجد المواطن الفلسطيني نفسه جنديا أشوسا يحارب على صعيد الانتخابات المحلية متناسيا أنها مؤسسة خدماتية ولا تتعدى ذلك، إلا أن المواطن يصر على أنها سلطة وقوة يحاول عن طريقها إثبات ذاته ومجموعته.

ما يحدث مؤخرا على صعيد محلي في البلدات العربية ليس عبثا، إنما نتيجة لتصرف غير مسؤول من بعض القيادات وبعض الأحزاب التي فضلت ذاتها وحزبها على قضية فلسطينيي البلاد، بلعبها دور مركزي على مدار سنوات من تمويه وتزييف للحقائق والتاريخ مستغلة سذاجة وبساطة المواطن الفلسطيني في البلاد خاصة وجودة مقموعا تحت وطأة المؤسسة الإسرائيلية.

عندما تأسست لجنة المتابعة، عول فلسطينيو البلاد عليها كثيرا ورأوا بها مرجعية حقيقية من الممكن أن تنهض بفلسطينيي البلاد وتحمل همهم، خاصة بعد أن خذلتهم المؤسسة الإسرائيلية وبرلمانها، إلا أن التيار الذي حسب نفسه مركزيا وحاملا لهموم شعبه، لم يرتدع عن التهجم على لجنة المتابعة وتهميش دورها واعتبارها "خيانة وطنية" على مدار سنوات حتى ترأسها، حينها أصبحت شرعية صوريًا، ولكن بات واضحا أن من يرأس لجنة المتابعة اليوم يعمل ليل نهار على تفكيكها وإضعافها وتهميشها بعيدا عن مشرعه الإسرائيلي وحتى الصهيوني.

لم تنجح الجبهة على مدار عقود على تمييع النضال ورص صفوف فلسطينيي البلاد تحت المظلة الصهيونية لوجود حركة وطنية قوية تصدت دائما للحزب الشيوعي ومشاريعه الوهمية والمشبوهة، لذا وجدت نفسها أمام تيار قوي لا تستطيع مواجهته فقامت بتبني مشروع الحركة الوطنية صوريًا وحاربته من الداخل كحصان طروادة، إلا أنها لم تفلح بذلك لأن شعب الجبارين لا يمكن إيهامه بالشعارات الرنانة وحتى أنه بات يمقت هذا النهج المتعجرف الموبوء.

عملت الأحزاب والحركات الوطنية الفاعلة على الساحة السياسية المحلية على توحيد التيارات السياسية العربية المحلية وكانت الجبهة رأس الحربة في إجهاض مشروع الوحدة، حتى وجدت نفسها خارج الإجماع لدى فلسطينيي البلاد ووجدت نفسها خارج المؤسسات وعلى رأسها السلطات المحلية، لم تر غير إقامة القائمة المشتركة لإنقاذها من الزوال، مستغلة تعطش الشارع ومستغلة تحريض المؤسسة الدائم على الحركة الوطنية وعلى رأسها التجمع ومستغلة تحريضها على الحركة الإسلامية وعلى شقها الشمالي بشكل خاص.

أتت التيارات السياسية المحلية إلى المفاوضات لإقامة المشتركة منهكة من ملاحقة المؤسسة الإسرائيلية وتحريضها لتواجه ترسانة وبطش وعنجهية الحزب الشيوعي الإسرائيلي مقنعا بالجبهة، وبذلك فرضت الجبهة رأيها وشروطها في ظل تراجع بعض القيادات خاصة المنهكة من ملاحقات السلطة، وحتى اللحظة وعلى الرغم من عدم شرعية وجود التمثيل الشيوعي بتركيبة المجلس البلدي، إلا أنهم يستمرون ببطشهم الميداني في ظل حماية جوية صهيونية.

إن لم تستح فافعل ما تشاء، وكذلك هو الحزب الشيوعي يحتمي بالشرعية الإسرائيلية ويتهجّم على هامة كالأسير باسل غطاس ويتهمه الإسرائيليون بأنه قام بعمل غير شرعي وكما عاقبته إسرائيل كذلك عاقبت حزبه الستالينية الحديثة بحرمانه من المقعد الرابع وسرقته بوضح النهار بادعاءات باطلة ومجحفة، ومن شدة عهرهم وبؤسهم ما زالوا يدعون المسؤولية ويدعون أنهم حماة الوحدة وهم أول من يبطش بها ليل نهار لتسهل لهم الهرولة وراء المشروع الصهيوني غايتهم بأحضان هرتسوغ وبورغ وأشكالهم فالطيور على أشكالها تقع.

فليذهب ورثة ميكونيس إلى حيث ينتمون وحيث بيئتهم الخصبة وحيث مشروعهم وليتركونا وحدنا ومشروعنا لننفضه من غبارهم الموبوء ولتبدأ مشاريع الصحوة الفلسطينية والتنصل من مشاريعهم الرخيصة والمميعة للعمل الوطني.

أصدقهم كان شارلي بيطون الذي لم يعيش الكذبة كثيرا وسرعان ما هرول وراء اليمين الإسرائيلي حامي حمى المشروع الصهيوني حيث ينتمي وترك رفاقه يختبئون وراء كذبهم وتقلباتهم.

ليس كل من نطق الضاد يعي هول قيمتها وقيمة أهلها، لذا حان الوقت لقذف القاذورات من بيننا ولننهض بمشروعنا الفلسطيني بمنأى عن بعض الانتهازيين والمتسلقين ممن يدعون أنهم حماة الوطن وينخرون بمجتمعنا رويدا رويدا.

 

التعليقات