24/01/2018 - 09:55

بروباغاندا اليمين وفرية التجمع

تميز النصف الأول من القرن العشرين بإعلامه الانتقائي، الاستعلائي والهجومي لإدارة شؤون دولة أمام مثيلاتها في حالات السلم، تفاديا لمواجهة وحرب مستقبلية، ففي الوقت الذي كانت تلملم ألمانيا جراحها من الحرب العالمية الأولى، أبدعت دول الحلفاء بتشويه صورة

بروباغاندا اليمين وفرية التجمع

تميز النصف الأول من القرن العشرين بإعلامه الانتقائي، الاستعلائي والهجومي لإدارة شؤون دولة أمام مثيلاتها في حالات السلم، تفاديا لمواجهة وحرب مستقبلية، ففي الوقت الذي كانت تلملم ألمانيا جراحها من الحرب العالمية الأولى، أبدعت دول الحلفاء بتشويه صورة ألمانيا من ناحية، وبث علامات نصر الحق على الباطل أمام الشعوب المتحررة من ناحية ثانية.

ففي الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، وجدت ألمانيا نفسها في مأزق وخزي من فرساي، واستسلمت وسلمت نفسها لشخصية مضطربة لتدير شؤونها، والذي ما أن بدأ بتسلق السلم، ليصل إلى قمته وتسلم مقاليد الحكم، لم يتوان عن تبني بروباغاندا مدروسة ومبرمجة تبث تعابيرا لتعزيز انتماء أبناء الشعب الألماني وإحباط شعوب دول الأعداء وإرهابها مع إخفاء الضعف وحالة الدمار التي تمر بها ألمانيا.

خرجت ألمانيا من أزمة فرساي، وبعد فترة تخبط واعتماد الكذب على الشعب وعلى العالم، عادت إلى حضيضها من جديد، ولولا حكمة من قادها بعد ذلك لبقيت في الحضيض.

وبعد انتهاء الحرب، عاد العالم وأصيب بوباء البروباغاندا، حيث اتبع قطبي العالم البروباغاندا للتهجم على الآخر من ناحية، ولتعزيز موقفه من ناحية اخرى.

وهنا أيضا خرج شقا البرتقالة منهكين من حالة الصراع وتراشق الاتهامات، لحالة عبثية ومحاولة بناء من جديد يتخبط العالم فيها مرة تلو الاخرى حتى يومنا هذا.

فالنتيجة الواحدة التي يصل إليها كل من يتبنى البروباغاندا ويستغل أبواق إعلامه للكذب على جمهوره وعلى العالم، هي فقط استغلال للوقت، وتأجيل الأزمة لوقت لاحق دون أي حلول جذرية حقيقية تذكر.

حاول الكثير من المحللين تشخيص الحالة التي تجعل بعض القادة في العالم تبني مثل هذه الاستراتيجيات فتبين ان من يجند ابواقه الإعلامية بلا أسس وقواعد تذكر، يمر بازمتين، أولها أزمة شخصية نفسية وأنانية مفرطة على حساب العام وثانيها أزمة ثقة بين القيادة والشعب ويحاول القائد لتهميش الأزمة، بتبني استراتيجية كاذبة وبروباغاندا إعلامية بتوجيه غضب الشارع على عدو وهمي داخلي أو خارجي لتوطيد وتعزيز مكانته متجاهلا الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الشعب.

هذا هو حال اليمين الحاكم في إسرائيل، والذي يقوم ببث الكذب والتمويه وتبني بروباغاندا رخيصة ضد كل من لا يتماهى وسياسته الاستعلائية.

آخر ملوك اسرائيل يعاني من اضطراب نتيجة لملاحقة الشرطة وتحقيقاتها له بتهم الغش والخداع والرشوة وغيرها من التهم، وفِي كل مرة يقوم قسم التحقيقات بنبش قضية نتنياهو ومغامراته الكثيرة الملطخة بالغش والخداع، يقوم هو وأبواقه ببروباغاندا رخيصة لبث التهم والتحريض على الجمهور العربي وعلى رأسه التجمع.

ألم يتعلم نتنياهو أن هذه الألاعيب مكشوفة، وحتى أن أبسط المواطنين يفهمونها ولا يمكن ان ينجح بتمويه الجمهور ومغالطته.

الغريب في الأمر، أن الإعلام الإسرائيلي لا يتوانى عن خدمة جلاده، حتى لو كان على غير حق، حيث الخبر يخدم أجندة الحاكم حتى ولو كانت آنية، خاصة امام الجمهور اليميني.

ليعرف نتنياهو وأبواقه أن ما يقوم به يذكرنا ليس بالماضي البعيد، حيث أوصل التحريض الرخيص على مركب آخر من المجتمع إلى حالات من الملاحقات العبثية والحرق والمطاردة وحتى القتل.

هل ينتظر نتنياهو أن تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، لمجرد أنه يريد أن يخفف من نسبة الاحتقان ضده وضد مغامراته المشبوهة؟ نحن شعب نحترم قياداتنا ونعتز بانتمائنا العروبي ولن نتخلى عن قياداتنا لا الحزبية الوطنية ولا غيرها، فمحاولة محاصرة التجمع والحركة الإسلامية باتت معالمها واضحة ولا يمكن السكوت عليها بعد.

شاء نتنياهو أم أبى، ومهما حاولت بروباغانداته الرخيصة الممنهجة ضد الجماهير العربية لتعزيز مكانته، سنبقى صامدين في وجهه وترسانته، ولن يسعفه حشد وتجميع الاحقاد ضد فلسطينيي البلاد الأصلانيين الذين لا تهزهم زلة هنا أو هناك، ولا اَي تحريض لا من أبواقه ولا منه شخصيا.

يكفيك تلاعبا رخيصا، فألعابك باتت مكشوفة ورخيصة، واتركنا وشأننا ننهض بشعبنا حتى التحرير، فالبروباغاندا لم تسعف أسلافك، وقطعا لن تسعفك ولن نستوحش طريق الحق حتى لو قل سالكوها.

التعليقات