24/04/2016 - 11:40

مصر: اضغط "لايك" لإمداد قرى فقيرة بالمياه

كانت "أعز منهم" تضطر في الماضي إلى طرق باب جيرانها عشر مرات يوميا للحصول على دلو مياه، اليوم، بفضل مبادرة أطلقها شابان على الإنترنت، صار لديها أخيرا صنبور ماء في فناء منزلها بقرية الجنداية، جنوبي القاهرة.

مصر: اضغط "لايك" لإمداد قرى فقيرة بالمياه

أعز منهم، وصنبور المياه الجديد (أ ف ب)

كانت 'أعز منهم' تضطر في الماضي إلى طرق باب جيرانها عشر مرات يوميا للحصول على دلو مياه، اليوم، بفضل مبادرة أطلقها شابان على الإنترنت، صار لديها أخيرا صنبور ماء في فناء منزلها بقرية الجنداية، جنوبي القاهرة.

وصار بوسع هذه الأم الشابة، ذات الجسد النحيل، إعداد الطعام وغسل الملابس من دون أن تضطر إلى حمل أوعية ثقيلة من الماء مرات عدة يوميا، بفضل الـ'كليك فاندينغ' أو 'التمويل عبر الضغط' على إشارتي 'لايك' أو 'شير' على الإنترنت، وهي مبادرة مبتكرة أطلقتها في مصر شركة جديدة أسسها شابان وأطلقا عليها اسم 'بسيطة'.

وتعتمد الشركة آلية بسيطة تماما مثل اسمها، لتمويل مشروع يخدم المحتاجين في بلد دخل الإنترنت إلى 40% من منازله، تطلق الشركة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تلقى رواجا كبيرا وهي عبارة عن صور أو شريط فيديو قصير لمشروع تنموي، وكل المطلوب من زوار الإنترنت هو أن يضغطوا 'لايك' أو 'شير' أو أن يضعوه على حسابهم على 'تويتر' للمساهمة في إيجاد رعاة يقدمون تمويلا للمشروع.

وتقول 'أعز منهم' بفرح، جالسة في منزلها المكون من غرفة واحدة فيها أثاث بسيط، وتقطن فيها مع ابنها وابنتها وشقيقتها وأولادها الخمسة، 'أنها نعمة من عند ربنا'.

وتضم 'أعز منهم' يديها بحماس تحت الصنبور الموجود الآن في فناء منزلها الترابي، لتعطي رشفة ماء لابنها عاطف (5 سنوات) وأخرى لابنتها ندى (6 سنوات)، وتقول الأم التي تضع مثل قريناتها من الريفيات منديلا ملونا على رأسها 'كانا يستحمان كل أربعة أيام من قبل، ولكنهما الآن يستطيعان الاستحمام كل يوم'.

ويقول موقع 'بسيطة' على الإنترنت 'أنتم على بعد ضغطة واحدة من تغيير العالم'.

وأسس الشركة في العام 2014 الشابان ألبان دومينونفيل وسالم مصالحة، وهما في الثلاثينات، وقد قدما من فرنسا ويقيمان منذ سنوات في القاهرة.

ويهدف الشابان إلى إحداث 'ثورة' في طرق الدعاية على الإنترنت، والاستفادة من البرامج الاجتماعية للشركات التجارية لتوفير تمويل لمشروعات تنموية.

ويشرح دومينونفيل أن رئيس أي شركة، 'إذا كان يريد أن ينشر إعلانا لشركته على فيسبوك ليراه ملايين الأشخاص، سيدفع ثمنا لذلك'.

ويتابع أن 'بسيطة' تعرض على الشركات المساهمة في تمويل مشروعات تنموية بدلا من دفع أموال لفيسبوك، مقابل أن تحصل هذه الشركات على دعاية 'من خلال زوار الإنترنت أنفسهم'.

ويلخص مصالحة، وهو فرنسي من أصل مصري، قائلا 'أننا نقول لزوار الإنترنت ببساطة أنهم يقومون بعمل خيري'، مضيفا 'على حد علمنا، ليس هناك مثيل حتى الآن لما نقوم به'.

 تصدير الفكرة

وتفخر 'بسيطة' بتحقيق نجاحات عدة في مجالات متنوعة.

ففي نهاية 2014، شاركت مع محل لبيع النظارات في القاهرة بحملة لتمويل ألف نظارة لعاملات متخصصات في التطريز في الفيوم، وهي منطقة فقيرة جنوب غرب القاهرة.

وفي شباط/فبراير الماضي، تم توفير المياه لمنزل 'أعز منهم' من خلال مشروع تنفذه منظمة يونيسف، وقامت بتمويله شركات تجارية راعية للحملة التي نظمتها 'بسيطة' على الإنترنت.

ويهدف المشروع إلى تزويد ألف منزل بمياه الشرب في جنوب مصر، في بلد ما يزال 7,5 مليونا من سكانه يعانون من عدم توافر المياه العذبة لديهم.

وعلى مدى ثلاثة أيام، شاهد مليونا شخص على 'فيسبوك' شريط فيديو للممثل المصري ماجد الكدواني مصحوبا بوسم '#الكليك_يوصل_المياه'، وينتهي بوضع أسماء الشركات الراعية التي تمول المشروع على الشاشة، وتقول اليونيسيف أنه تم توصيل المياه إلى مئة منزل منذ منتصف آذار/مارس في إطار هذا المشروع.

ويؤكد ممثل يونيسف في مصر برونو مايس أنه 'خلال ستة شهور سيتم توصيل المياه لألف أسرة في أربع محافظات'، مشيدا بـ'آلية جديدة للتمويل ابتدعتها (بسيطة)'.

وحصلت 'بسيطة' على جوائز عدة، بينها جائزة 'أورنج' المخصصة لرواد الأعمال الذين يقدمون خدمات اجتماعية في أفريقيا، ويحلم مؤسساها الآن بفتح مكتب في باريس لتصدير الفكرة.

اقرأ/ي أيضًا | #أنا_منتخبتش_السيسي يتصدر 'تويتر'

ويقول دومينونفيل بحماس 'أوروبا بحاجة إلى مشروعات بيئية بينما تحتاج أفريقيا أكثر إلى مشروعات في مجالي الصحة والنقل، ولكنه نموذج واحد يطبق لمعالجة كل هذه المشكلات'.

التعليقات