11/06/2016 - 11:08

خلعته الثورة وأعادته التاسعة... بن علي ضيفًا رمضانيًا!

كل ذلك بدا عاديًا، إلى أن فوجئ السياسي التونسي إبراهيم القصاصي، خلال استضافته ضمن برنامج "ألو... جدّة" المعروض على قناة التاسعة، حيث استضاف المذيع التونسي العائد من بي بي سي عربي، مكي هلال، بن علي من جدّة السعوديّة التي لاذ بالفرار إليها.

خلعته الثورة وأعادته التاسعة... بن علي ضيفًا رمضانيًا!

انقطع الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، زمنًا طويلًا عن الإعلام التونسي والعربي، وتحديدًا منذ خطابه الأخير في الثالث عشر من كانون الثاني/يناير من العام 2011، الذي اشتهر بجملته "أنا فهمتكم"، حينها أعلن بن علي حريّة الإعلام وذهاب الرقابة الحكوميّة إلى غير رجعة، بيد أن الشعب التونسيّ لم يأبه لخطابه، وأكمل ثورته، التي انتصرت يومًا بعد ذلك، أي في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2011، حين أعلن الشعب التونسي في الشوارع والأزقة أن "بن علي هرب".

انشغل الرأي العام التونسي في أوّل أيام انتصار الثورة بإحصاء ثروة بن علي وعائلته وأنسبائه وأقربائه، وتحديدًا عائلة الطرابلسي المتنفّذة في كل مناحي الحياة الاقتصادية التونسيّة، ليترك بن علي إلى جدل سياسي لا زال مستمرًا حتى الآن بين الثورة والثورة المضادة، نالت فيه النهضة والاغتيالات التي شهدتها البلاد، الحيّز الأكبر من انشغال الإعلام.

كل ذلك بدا عاديًا، إلى أن فوجئ السياسي التونسي إبراهيم القصاصي، خلال استضافته ضمن برنامج "ألو... جدّة" المعروض على قناة التاسعة، حيث استضاف المذيع التونسي العائد من بي بي سي عربي، مكي هلال، بن علي من جدّة السعوديّة التي لاذ بالفرار إليها.

فور بدء حديثه عبر سكايب، تبدأ الصورة بالتلاشي تدريجيًا نتيجة لـ "عطل فنّي"، فتذهب صورة المخلوع، ليبقى بعد ذلك صوته فقط، لكن، في مقابل هذا التذبذب في الصورة، بدأ التذبذب في المواقف السياسيّة، كذلك، إذ كشف اللقاء المفترض بين المخلوع والضيوف عن نوايا حقيقيّة كان يخفيها بعض السياسيين التونسيين، وصولًا إلى المطالبة بعودته إلى تونس!

وفي نهاية الحلقة، وبعد سجال عنيف، يعلن مذيع الحلقة، الذي أخذته الجديّة طوالها، أن الحلقة ليست إلا مقلبًا من مقالب "الكاميرا الخفيّة"!

ويضطلع الكوميدي وسيم الحريصي بتقليد صوت بن علي، بدرجة عالية من الدقة، حتى أن الضيف لا يستطيع التشكيك في شخص محدثه، ويدخل معه في نقاش مطول، إلى أن يتم الكشف في نهاية الحلقة على أنها كاميرا خفية.

ولقي برنامج '' ألو جدة'' متابعة هامة من التونسيين حين يبث مع موعد الإفطار، وشارك فيه سياسيون ويتواصل طيلة الشهر الفضيل.

البرنامج، الذي عملت قناة "التاسعة" التونسية على الترويج له مطولًا قبل رمضان، بحصولها على سبق صحافي بإجراء حوار مع المخلوع، اتضح أنه ليس إلا كاميرا خفيّة جديدة من نوعها في إعلام الوطن العربيّ بأسره، بعيدًا عن العنف والترهيب والتخويف، كما في الإعلام المصري، الذي يواجه نقدًا شديدًا للعنف المفرط في برنامج "رامز بيلعب بالنار" لرامز جلال (إم بي سي)، مستكملًا رباعية من مقالب العنف والتخويف، وكذلك برنامج "ميني داعش" المعروض على قناة النهار، الذي واجه نقدًا لاذعًا صحيفة ديلي ميل البريطانيّة، واصفة إياه بـ "أبشع برنامج تلفزيوني في التاريخ"، حيث تدور فكرة البرنامج حول مجموعة من الملثمين الذين يرتدون ملابس تنظيم داعش، ويوهمون الضيف بأنه مختطف من قبلهم، ويأمر أعضاء التنظيم الضيف بالقيام بأعمال إرهابية.

بن علي غاضب

البرنامج الذي أخرج بن عللي الافتراضي عن الصمت، أخرج، كذلك، بن علي المخلوع عن الصمت، حيث أعلن محاميه، منير بن صالحة، أن موكله طلب برفع دعوى قضية من أجل إيقاف بث برنامج تلفزيوني يتم فيه تقليد صوته.

وكان المحامي منير بن صالحة كتب على موقعه الشخصي بفيسبوك، أمس الجمعة، "بطلب من موكلي زين العابدين بن علي قمت برفع قضية استعجالية في إيقاف برنامج " ألو جدة"، وبشكوى للهيئة العليا للإعلام السمعي والبصري، وبعد ذلك تم الاتصال بنا لإجراء صلح".

التعليقات