18/06/2016 - 21:40

مواقع التواصل "تغتال" كبرى المؤسسات الإعلامية

دراسة أعدتها مؤسسة "رويترز" لدراسة الصحافة، ونقلتها صحيفة "ذا غارديان"، اليوم، تظهر هيمنة مواقع التواصل وعلى رئسها "فيسبوك" على نشر وتوصيل المحتوى الإخبار، وتراجع مستمر للتلفزيون، ولكبرى المؤسسات الإعلامية.

مواقع التواصل "تغتال" كبرى المؤسسات الإعلامية

أظهرت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة 'رويترز' لدراسة الصحافة، ونقلتها صحيفة 'ذا غارديان'، اليوم، السبت، أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل 'فيسبوك' و'تويتر' باتت المصدر الإخباري الأول للشباب، وبحسب التقرير، فإن منصات التواصل غدت الحائل الأبرز بين كبرى المؤسسات الإعلامية وجنيها المال مما تنتجه من أخبار.

وخلصت الدراسة التي أعدها المعهد، والتي شملت 26 بلدًا، إلى أن 50% من مستخدمي الشبكة العنكبوتية، يستقون الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت أعداد متزايدة من المستخدمين المشتركين في الدراسة أن مواقع التواصل مصدرهم الأول والرئيسي للأخبار.

وحذرت الدراسة أنه بربط مواقع كبرى المؤسسات الإعلامية نفسها بـ'فيسبوك' وجوجل' لنشر أخبارها، صارت هذه المواقع الوجهة الأولى للإطلاع على الأخبار والتزود بها.

واستعرضت مقدمة تقرير 'رويترز' الأوضاع الراهنة للمؤسسات الصحافية والاضطربات غير المسبوقة التي تعصف بها، والتحدّي الكبير الذي تواجهه في نماذج العمل ونوعيته، في ظل الصعود المتواصل لمواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار الهواتف الذكية، وتفشي الإعلانات على الإنترنت.
 
وجاء في الدراسة أن الشباب الذين تدنو أعمارهم من 45 عام، قالوا إن مواقع التواصل مصدر أخبار يفوق في أهميته التلفزيون، المؤشر الذي يؤكد على التراجع المتواصل للأداة التي كانت، وحتى وقت قريب، المصدر الإخباري الأول والأقوى.

وواصل 'فيسبوك' تقدمه في المضمار الإعلامي، حيث قال 28% من الشباب الذين تم استجوابهم في الدراسة، إن مواقع التواصل هي مصدرهم الرئيسي للأخبار، وحوالي 44% من الأشخاص الذين شملهم البحث قالوا أنهم يلجئون إلى 'فيسبوك' للقراء ومشاهدة أو المشاركة أو التعليق على الأخبار كل أسبوع، بينما 24%، قالوا إن التلفزيون هو المصدر الرئيس.

وكشفت الدراسة عن القفزات الهائلة التي تحققها نسب  استخدام الهواتف الذكية لتصفح الأخبار، فبعد ما كانت النسبة تعادل 37% من المستخدمين قبل حوالي العامين، صارت تفوق الـ53%، حسب التقرير.

وكشفت الدراسة أن 24%المستجوبين، فقط، يحبذون الأخبار عبر الفيديو، لأن القراءة تعتبر الطريقة الأسرع، على حد تعبيرهم.

وعلى سبيل المثال، فإن القصص الخبرية للمؤسسات، في بلدان مثل كندا وبريطانيا، تحظى بمتابعة أكثر دقة عند نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي اليابان وكوريا الجنوبية، اللتان يعتبر التوزيع الأخبار فيهما أكثر انتشارا، بات ربع المحتوى فقط يتمّ تصفّحه عبر الموقع، بينما يفضل القراء مواقع التواصل للوصول إليها.

وفي هذا السياق، قال مدير الأبحاث في معهد 'رويترز' لدراسة الصحافة، راسموس كليس نيلسون، للصحيفة البريطانية، 'ذا غارديان'،إن 'الانتقال إلى فضاء أرحب للتوزيع يمنح المؤسسات الإعلامية فرصاً أكبر للانتشار'.

واستدرك نيلسون قائلًا، إن 'المستخدمين صاروا يلجون إلى الأخبار أكثر فأكثر عبر طرف ثالث، هذا ما يصعب على المؤسسات الصحافية البروز بين الحشد، والاتصال مباشرة بالمستخدمين، وكسب المال، هذا التطور سينتج عنه بعض الرابحين، وكثير من الخاسرين'.

اقرأ/ي أيضًا | فيسبوك يشارك بالتحقيق في هجوم باريس

ولا يزال معظم المستخدمون يفضلون الحصول على الأخبار بصورة 'مجانية'، حيث لم تتجاوز نسبة المشتركين 10% من مجموع المتصفحين، ورجح التقرير أن ذلك يعود بالأساس إلى المنافسة الشديدة في المحتوى المجاني.

التعليقات