25/07/2016 - 12:14

عندما تبحث "بي بي سي" عن أتراك ينتقدون بلادهم!

تحت عنوان "أنا وبي بي سي نبحث عن طرفي نقيض"، كتبت الصحافية التركية، أكن دينجر، المقيمة في لندن، مقالا تروى فيه أحداث قصتها مع أحد منتجي البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الذي اجتهد باحثا عن مواطنين أتراك ينتقدون حكومة بلادهم.

عندما تبحث "بي بي سي" عن أتراك ينتقدون بلادهم!

أسقط الانقلاب الفاشل في تركيا 'قناع' المهنية عن الكثير من الوسائل الإعلامية العربية والعالمية، فما أن انتشرت آليات الانقلابيين العسكرية في شوارع تركيا، وبث الانقلابيون بيانهم على قناة TRT التركية الرسمية بعد أن قاموا باحتلالها، انفلت لجام المهنية عن عنق الكثير من الوسائل الإعلامية المعروفة، ضاربةً بالأخلاق المهنية وبعقل المتلقي وحقه في معرفة الحقيقة كما هي عرض الحائط.

وفي هذا السياق، وتحت عنوان 'أنا وبي بي سي نبحث عن طرفي نقيض'، كتبت الصحافية التركية، أكن دينجر، المقيمة في لندن، مقالا في وكالة الأناضول التركية الرسمية تروي فيه أحداث قصتها مع أحد منتجي البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي'، الذي اجتهد باحثا عن مواطنين أتراك ينتقدون حكومة بلادهم، تقدم فيه نموذجا لعدم الحياد الإعلامي، الذي يُسخّر جهده على نقل أجندته الخاصة بدلا من بذله في تحري الحقائق.

وكتبت دينجر أنه 'بعد يوم جمعة حافل وطويل تلقيت بريدًا إلكترونيًّا من صحافي زميل يعمل في صحيفة مقرها لندن، نقل إلي فيه رغبة أحد منتجي البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' العالمية في العثور على أتراك ينتقدون حكومة بلادهم. ويذكر المنتج في رسالته أنه 'يبذل جهدًا كبيرًا للعثور على البعض ممن ينتقدون الحكومة التركية...'.

وتابعت: عندما قرأت الرسالة لم أتمالك نفسي من الضحك لأني أعرف تمامًا ما يعانيه؛ فنحن الاثنان كنا نبحث عن طرفي نقيض؛ 'بي بي سي' تبحث عمن يهاجم الديمقراطية، أما أنا فكنت أبذل جهدي للعثور على بريطانيين يدافعون عن الديمقراطية. ويبدو أن لا أحد في الغرب يكترث لتلك اللحظات، التي أطلق فيها العسكر النار على المدنيين العزل، أو التي سحقت فيها الدبابات المتظاهرين السلميين، لا أحد يبالي بتضحية الناس بأنفسهم من أجل الديمقراطية، وبتصويب الأسلحة إلى الصحافيين من أجل إسكاتهم. جل ما كانوا يحتاجونه هو 'العثور على من ينتقد إجراءات الحكومة التركية'.

وأضافته الكاتبة أنه 'كنت أود لو كان باستطاعتي القول إن موقف الإعلام الغربي مختلف عما ذكرت، لكن موقف الإعلام هذا، الخاطئ وغير المحايد واللامسؤول، هو السبب في موقف الغرب المخيب للآمال إزاء المحاولة الانقلابية في تركيا. فـ'بي بي سي' وضعت كلمة 'انقلاب' بين قوسين في أول خبر لها عن المحاولة. ثم بدأت تتساءل 'من يمكن أن يكون وراء الانقلاب في تركيا؟'. وبعد ذلك ألمحت إلى أن المحاولة 'مسرحية'، واتهمت إردوغان بإعداد مسرحية انقلابية لكسب المزيد من القوة'.

وقالت إنه 'اختارت بي بي سي نشر فيديو يزعم أن هناك الملايين من أنصار منظمة فتح الله غولن الإرهابية. كما أنها تواصل بث برامج تنتقد إردوغان في مسعى لتشويه صورته...  وبينما يواصل الملايين اعتصاماتهم في الشوارع للدفاع عن الديمقراطية في تركيا، تنشر 'بي بي سي' أخبارًا تحت عناوين من قبيل 'البلاد مقسمة'، و'الحشود تهاجم الجيش' و'رجب طيب إردوغان: الرئيس التركي الظالم''.

اقرأ/ي أيضًا | الإعلام المصري... إعلام من كوكب آخر

وخلصت الكاتبة إلى أنه 'اليوم.. أريد إخبار منتج البرامج في 'بي بي سي'، الساعي للعثور على تركي ينتقد حكومة بلاده، أن السبب في عدم عثوره على ضالته هو وجود جميع الأتراك، من كل الآراء والأديان والمذاهب والأعراق، في الشارع حتى اليوم. أقول له اذهب إلى تركيا وحاول الحديث مع الناس المعتصمين في الشوارع طوال الليل. سترى أن الجميع يد واحدة في مواجهة الأخطار المحدقة ببلادهم'.

التعليقات