25/08/2016 - 17:18

النظام السوري يغلق عددًا من قنواته

لم يشهد الإعلام السوري طفرةً في أدائه وبرمجته، على الأقل منذ اندلاع الثورة السوريّة، كما كان متوقعًا، فبقي على حاله "يكذب حتّى في حالة الطقس" كما قال أكثر من معارض سوريّ.

النظام السوري يغلق عددًا من قنواته

لم يشهد الإعلام السوري طفرةً في أدائه وبرمجته، على الأقل منذ اندلاع الثورة السوريّة، كما كان متوقعًا، فبقي على حاله 'يكذب حتّى في حالة الطقس' كما قال أكثر من معارض سوريّ، ينقل الأخبار، حتى تلك المهمّة والخاصّة متأخرًا يومًا، لدرجة أن قنوات أخرى، حليفة للنظام السوريّ، تنقل ما يحدث في سورية قبله.

سقطات كبيرة وقع فيها الإعلام السوريّ، خصوصًا القناة الرسميّة والإخباريّة السوريّة، بدأت، أيّامَ الثورة الأولى، حين قالت القناة إن المتظاهرين في دمشق خرجوا للاستجمام بطقس الشام الجميل في حين اخترقت بنادق النظام أجساد ضحايا الثورة، ولا تنتهي تلك السقطات بتغطيّة الأوضاع الهزلية الكوميدية الساخرة في تركيا، من محاولة الانقلاب الفاشلة حتى الأمس، فحين تقدّمت القوّات التركيّة داخل الأراضي السوريّة برًا وجوًا، وسيطرت على مدينة جرابلس وحولها، كان التلفزيون السوري يبث وثائقيًا عن فوائد الزنجبيل في علاج الزكام.

ولا تقتصر تغطية التلفزيون السوري على السقطات أو الهفوات، فقد تجاوزت ذلك إلى جرائم أخلاقيّة مقززة، منها قيام مراسلة قناة سما (الدنيا سابقًا) شبه الرسميّة، بالتقاط صورة إلى جانب جثث عدد من المعارضين السوريّين، في نيسان/أبريل الماضي.

دفع هذا الكم الهائل من الأخطاء، التي باتت تشكّل عبئًا ماديًا على النظام المتهالك إلى إعادة 'تشكيل' المشهد الإعلامي السوري من جديد، عبر إغلاق قنوات صغيرة تتبع له، مع الإبقاء على القنوات 'الكبرى'، فقد نقلت وسائل إعلام عربيّة مقرّبة من النظام السوري أنباء عن قرب إغلاق بث قناتي 'تلاقي' و'الشرق الأوسط'، التي تبث تقارير باللغة الإنجليزية عبر الإنترنت.

وفي تصريحات لموظفين في القناة إلى صحيفة لبنانيّة، أكّدوا جدّية الخبر وحالة التخبّط التي تسيطر على عشرات الموظفين غير المثبّتين في 'هيئة الإذاعة والتلفزيون»' وبالتالي فإنّهم سيرمون خارج عملهم من دون تعويضات أو ضمانات.

وأفاد الموظّفون بأنّهم كانوا قد اعتادوا الأزمة المالية منذ انطلاقهم قبل ثلاثة أعوام، حيث لم تكن تصل رواتبهم إلا مرّة كل ستة أشهر!

اقرأ/ي أيضًا | إعلام النظام السوري يكشف زيفه: متى صلى الأسد العيد؟

سقطات متتالية في الإعلام السوريّ، عمرها قرون من الزمان، لن تصلحها إغلاق قناة هنا أو أخرى هنا، طالما لم يغيّر أسلوبه وينحاز إلى الناس البسطاء وأحلامهم.

التعليقات