19/09/2016 - 19:27

الصحافيون الفلسطينيون... ملاحقة مزدوجة

في الأول من أيلول/ سبتمبر، اقتحم نحو ستة من أفراد الأمن التابعين لحركة حماس، منزل محمد عثمان الصحافي الشاب المقيم في غزة، الذي كتب عددا من التحقيقات الاستقصائية. صادر رجال الأمن جهازي كمبيوتر محمول وهاتفين واقتادا عثمان لاستجوابه.

الصحافيون الفلسطينيون... ملاحقة مزدوجة

من الأرشيف

في الأول من أيلول/ سبتمبر، اقتحم نحو ستة من أفراد الأمن التابعين لحركة حماس، منزل محمد عثمان الصحافي الشاب المقيم في غزة، الذي كتب عددا من التحقيقات الاستقصائية. صادر رجال الأمن جهازي كمبيوتر محمول وهاتفين واقتادا عثمان لاستجوابه.

بعد 24 ساعة، عقب ما وصفه باستجواب مكثف، أطلق سراح الشاب البالغ من العمر 29 عاما، لكن ليس قبل أن يطلب منه أن يوقع على وثيقة يتعهد فيها بعدم انتقاد حماس أو قواتها الأمنية، وقال عثمان إنه رفض.

وقال عثمان، بعد يوم من إطلاق سراحه، "كانوا يقولون لي أشياء بغرض تخويفي والتأثير علي"، مشيرا إلى أنه تعرض للصفع أكثر من مرة.

وأضاف قائلا "لقد اكتشفت بأن الواقع أسوأ مما كنت أظن".

وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الخاضع لإدارة حماس، إن الأمن الداخلي اعتقل عثمان بناء على مذكرة أصدرها مكتب الادعاء، ونفى أن يكون تعرض لإساءة معاملة.

الصحافي الأسير حسن صفدي

وقال سلام معروف رئيس المكتب في تصريح له، "لدينا احترام كبير لحقوق الصحافيين في العمل بكل حرية وفي أن يكتبوا في كل المواضيع".

وأوضح قائلا "السياسة العامة تقوم على السماح للصحافيين بالعمل بحرية ودون أن تمس حقوقهم".

ورغم ذلك تقول جماعات تراقب الإعلام وحقوق الإنسان، إن حرية الصحافة تتعرض لتهديدات في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل قلق حماس وحركة فتح، التي تدير الضفة الغربية من الصحافيين والمدونين الذين يميلون للانتقاد أو يسعون لفضح الممارسات الخاطئة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتشـ في تقرير، الشهر الماضي، "(إنهم) يعتقلون ويسيئون معاملة ويوجهون تهما جنائية للصحافيين والنشطاء الذين يوجهون انتقادات سلمية للسلطات".

وجاء في التقرير "الحكومتان الفلسطينيتان اللتان تعملان بشكل منفصل، استخدمتا على ما يبدو طرقا مشابهة في المضايقة والترهيب والانتهاك البدني لأي شخص يجرأ على الانتقاد".

وذكرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، أن 24 شخصا في الضفة الغربية و21 في قطاع غزة، اعتقلوا في 2015، لانتقاد السلطات الفلسطينية أو كتابة مقالات عن موضوعات ممنوعة.

>> التضييق على الإعلام

يقول صحافيون فلسطينيون مخضرمون، إن الموقف يزداد سوءا، وظل خوفهم الأكبر طوال سنين، من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي احتل الضفة الغربية عام 1967، وأغلق في العام الماضي محطتين إذاعيتين في الخليل، لكن الخوف الآن بالإضافة من ممارسات الاحتلال، هو من التضييق الذي تمارسه السلطات الفلسطينية على الإعلام.

وقال عماد سعادة (50 عاما)، الذي يعمل في جريدة القدس اليومية، منذ نحو 25 عاما، "كان الأمل معقودا على انتعاش الحريات الإعلامية، لكن الانتهاكات والتضييق على حرية الصحافة تواصل بشكل أو بآخر، وبذلك أصبحت الصحافة تعاني من تهدي مزدوج في آن واحد الاحتلال والسلطة".

ويقول صحافيون، إن النتيجة هي قدر متزايد من الرقابة الذاتية، وفي ظل اعتقال صحافيين ومدونين لأسابيع، وتعرض بعضهم إلى أذى بدني، يفكر غيرهم أكثر من مرة بشأن ما سيكتبون.

صورة أرشيفية

وقال مراسل صحيفة الحياة اللندنية في غزة، فتحي صباح، "أصبح الرقيب الذاتي كرجل أمن يجلس في عقل الصحافي، يقول له ما يكتب وما لا يكتب، أصبح هناك حيطة وحذر لدى الكثير من الصحافيين والمدونين".

وفي غزة، التي تعاني من حصار تفرضه إسرائيل ومصر منذ نحو عشرة أعوام، يقول صحافيون إن حماس باتت أكثر تململا من الانتقادات منذ سيطرتها الكاملة على القطاع في 2007.

وفي الضفة الغربية تقول جماعات حقوقية، إن المضايقات ضد صحافيين أكثر عددا، واعتقل رغيد طبيسة الصحافي البالغ من العمر 23 عاما بشبكة القدس الإخبارية وشبكة فلسطين بوست، 18 يوما، الشهر الماضي، بعد وقت قصير من نشره تقريرا بشأن انقطاع الكهرباء في قلقيلية.

وقال طبيسة، إنه "احتجز في زنزانة انفرادية معظم الفترة المذكورة وخضع لاستجواب دام ثلاث ساعات فقط، وعند سؤاله كيف أثر ذلك على عمله رد قائلا "التأثير إما بكون إن الواحد يبطل يكتب، أو بكون تأثيره عكسي بعطي الواحد دافع للإنسان بما أنه مؤمن بما يقوم به".

اقرأ/ي أيضًا | 22 صحافيًا فلسطينيا في سجون الاحتلال

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد الصحافيين الموقوفين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية، 22 معتقلا

التعليقات