26/10/2016 - 12:00

ما بين ترودو والسيسي

يعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، نفسه شابًا رغم أنه تجاوز الستين عامًا، ربما لأنه يقارن نفسه بالرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، الذي قارب التسعين عامًا، أو لأنه يحيط نفسه بهالة من العجائز مثل رئيس وزراء مصر الأسبق، كمال الجنزوري.

ما بين ترودو والسيسي

السيسي وترودو (وكالات)

يعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، نفسه شابًا رغم أنه تجاوز الستين عامًا، ربما لأنه يقارن نفسه بالرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، الذي قارب التسعين عامًا، أو لأنه يحيط نفسه بهالة من العجائز مثل رئيس وزراء مصر الأسبق، كمال الجنزوري (86 عامًا)، الذي ظهر إلى جانبه في "مؤتمر الشباب"، وأول رئيس وزراء من اختيار السيسي، حازم الببلاوي (80 عامًا).

وفي محاولة لحثّ الشباب المصريّ على الإبداع، قال السيسي خلال جلسة "التعليم المدمج... رؤية جديدة للتعليم المصري" إنه "مش عايز 1+1= 2 عايز يكون 3 أو 5 أو 7 أو 9 ومش هكون ساعتها تقليدي خالص".

وفي إطار دعمه "المعنوي" للشباب للتغلب على الأوضاع الاقتصاديّة السيّئة، قال "والله العظيم أنا قعدت 10 سنين ثلاجتي كان فيها مية بس، ومحدش سمع صوتي، وأنا من أسرة غنية جدًا، وأنا آسف أنني أقول ذلك عن نفسي، ولكن هي عزة النفس وعفة النفس، أمر لا يأتي بالسهل، أن تعتمد على نفسك فقط، أمر ليس بالسهل"، الأمر الذي أثار استهجانًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا أن السيسي خدم طوال حياته في السلك العسكري بعد معاهدة كامب دافيد وطفرة المصانع المدنية التي يديرها الجيش والأموال التي يملكها ضباطه.

ليس من الخطأ مقارنة الرئيس المصري بآخر شاب فعلًا، هو رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، الذي تحدّث بطلاقة فائقة خلال زيارته لمعهد حوسبة في بلاده، منتصف العام الجاري، لدعمه ماديًا المعهد وطلابه (السيسي اكتفى بتقديم "الدعم" المعنوي، عن طريق الإحباط لا الدفع)، حول موضوع فيزياء الكم شارحًا للصحافيين الأهداف منه والجدوى الاقتصادية والفائدة المرجوة من المعهد خلال مدة زمنية لا تتجاوز الدقيقة ونصف الدقيقة، الأمر الذي أبهر الصحافة العالمية لطلاقة الرجل ومعرفته العميقة بأدق تفاصيل الأماكن التي يزورها.

فأيهم يحتاج شباب الوطن العربي؟ دعم مادي مع شرح وافٍ على إيجازه للمشاريع المزمع تنفيذها، أم دعم معنوي لمشاريع غير مفهومة ترافقها أحاديث مبهمة؟

التعليقات