28/12/2016 - 21:12

الإعلام المصري يتوجس من ظهور البرادعي على شاشة "العربي"

يبدو أن إدارة الانقلاب في مصر بدأت تضيق ذرعًا بكل الأصوات النشاز، والتي تبتعد عن تغريد السرب، الذي يتلقى أوامره من مكاتب المخابرات المصرية والتي تدير عمل الإعلام الخاص والحكومي في مصر، من وراء ستار.

الإعلام المصري يتوجس من ظهور البرادعي على شاشة "العربي"

يبدو أن إدارة الانقلاب في مصر بدأت تضيق ذرعًا بكل الأصوات النشاز، والتي تبتعد عن تغريد السرب، الذي يتلقى أوامره من مكاتب المخابرات المصرية والتي تدير عمل الإعلام الخاص والحكومي في مصر، من وراء ستار، بات كاشفًا لكل الممارسات الفاضحة الذي يوجه بها جهاز الأمن المصري جوقة التطبيل والتحريض والكلمة الواحدة الصادرة من الجهة نفسها.

إذ شنت الأذرع الإعلامية لنظام السيسي حملة على شبكة 'التلفزيون العربي'، الصادرة من العاصمة البريطانية لندن، ضمن حملة كم الأفواه التي يتبعها الإعلام المصري لشيطنة وتجريم كل الأصوات التي تتعالى لتقديم الواقع بصورة يرتؤونها مهنية من جهة ولا يروق لها النظام المصري من جهة أخرى.

بدأت الحملة من مجلس النواب المصري، عندما حذّر رئيس المجلس، علي عبد العال، أعضاء برلمانه، الذي خرج عن الدائرة الطبيعية للعمل البرلماني المتعارف عليها دوليًا من وضع التشريعات والقوانين وحل مشاكل الجمهور المنتخب، إلى مؤسسة أخرى خاضعة لرغبات الرئيس ومتطلباته، من الظهور أو الإدلاء بمداخلات إلى شبكة التلفزيون العربي، وعلل ذلك بأن 'القناة تأخذ موقفًا ضد الدولة المصرية لصالح دول وجهات معينة'، والتي لم يسمها طبعًا.

كان ذلك في مستهل جلست يوم الإثنين قبل الماضي، عندما أعلمه بعض النواب أن القناة على اتصال بهم لتقديم بعض المداخلات الهاتفية، فقال عبد العال، 'أردت أن أحيطكم علمًا بهذه القناة، وألفت نظركم إلى خطورتها'.

ليفتح الباب بذلك إلى دخول ذراع إعلامية مخابراتية جديدة على الخط، إذ شن الإعلامي أحمد موسى، هجومًا حادًا على شبكة التلفزيون العربي ومدير وكالة الطاقة الذرية السابق، الدكتور محمد البرادعي، بمجرد بث الشبكة لبرومو إعلاني لسلسلة من اللقاءات مع البرادعي، والذي لم تعلن بعد عن موعد بثها، واصفًا إياه بأنه 'غراب وعراب التخريب في مصر'.

وسخر موسى، خلال تقديمه برنامج 'على مسؤوليتي'، المذاع عبر فضائية صدى البلد، من صورة البرومو الخاصة بالحوار على شبكة التلفزيون العربي قائلا، 'البرادعي شبه عم شكشك فى الصورة'، متهمًا إياه أنه 'عميل أميركا ويعمل ضد الدولة المصرية.'

كما نشرت صحيفة اليوم السابع الخاصة، والمملوكة لرجال أعمال موالون للسيسي، والتي يترأس تحريرها خالد صلاح أحد رجال نظام المخلوع حسني مبارك، وأحد الإعلامين الذي تعددت الشواهد التي تشير إلى قربه من أجهزة المخابرات، خبر تقول فيه إنها اطلعت على تفاصيل حوار التلفزيون العربي مع البرادعي، وانتقدت القناة لمحاولتها بحث مسائل تتعلق بالملف الاقتصادي والسياسي والأوضاع الراهنة في المنطقة العربية، قبيل ذكرى 25 يناير، وانتقاد أداء مؤسسات الدولة المصرية وتحريض الشارع للخروج بتظاهرات كانون الثاني/ يناير المقبل، رغم أن الأوضاع في الشارع المصري لا تحتاج لتحريض في ظل الأوضاع المعيشية الصعب والضغط الذي يتعرض له المواطن المصري.

وكانت شبكة التلفزيون العربي عن أعربت أسفها من جراء تصريحات رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، ورفضت الشبكة هذه التصريحات والادعاءات التي ليس لها أساس من الصحة، كما جاء في بيان لها، مؤكّدة التزامها القواعد والواجبات المهنية والأخلاقية في أداء رسالتها الإعلامية، سواء في مصر أو في غيرها من الدول العربية. وأشارت الشبكة، في البيان، إلى أنّ مثل هذه التصريحات تضرّ بمستوى الحريات الإعلامية والصحافية في جمهورية مصر العربية، معتبرةً أنّه 'من الغريب أن تصدر مثل هذه التصريحات عن رئيس مجلس النواب الذي من المفترض أن يكون المدافع الأول عن حق المواطن المصري في التعبير عن رأيه، فضلاً عن أعضاء مجلس النواب'.

التعليقات