06/01/2017 - 11:18

قانون "فيسبوك" لملاحقة الفلسطينيين: احتلال إلكتروني وقمع للحريات

نقابة الصحافيين ستضع الاتحاد الدولي للصحفيين، وكل المؤسسات الحقوقية والمدافعة عن الحريات في حيثيات القانون الإسرائيلي، الذي من شأنه التضييق على حرية التعبير أو حتى اعتقال أي صحافي أو مواطن بتهمة "التحريض”. وقال: "القانون عبارة عن شرعنة لت

قانون

أثار إقرار الكنيست، الثلاثاء الماضي، بالقراءة الأولى، لمشروع قانون يسمح للمحاكم الإسرائيلية، بإصدار أوامر بحذف منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، تعتبرها إسرائيل تحريضية، قلق الفلسطينيين، الذين يعتبرون أنفسهم المستهدفين منه.

ويقول المحامي فريد الأطرش، مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في منطقة جنوب الضفة الغربية، إن الهدف من "القانون" تقييد حرية الرأي والتعبير.

وأضاف الأطرش: "في حال إقرار هذا القانون سيكون سيفا مسلطا على حرية الرأي والتعبير، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى القيادات الفلسطينية، وعلى القيادات الميدانية الفلسطينية، وعلى الكتّاب، فالجميع سيكون مستهدفا من هذا القانون في حال صدوره”.

وتكمن خطورة مشروع القرار الإسرائيلي بحسب الأطرش، كونه يمس حرية الرأي والتعبير التي كفلتها القوانين الدولية.

ومضى الأطرش بقوله: "نأمل أن يكون هناك ضغط دولي من أجل وقف هذه القرارات التي تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني، فمثل هذه القرارات تهدف لمزيد من الانتهاكات بحقه، ومزيد من تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني ووضع القوانين العنصرية”.

وبحسب الأطرش، فإن إسرائيل اعتقلت أكثر من 150 فلسطينيا على خلفية الكتابة على صفحاتهم الشخصية عبر موقع فيس بوك، خلال السنوات الماضية.

وأضاف: "حسب إحصائيات هيئة شؤون الأسرى (حكومية)، ونادي الأسير (أهلي)، فإن محاكم إسرائيلية قضت بسجن فلسطينيين مدة تتراوح بين شهر إلى حوالي ثلاث سنوات، بتهمة التحريض، حيث تعتبرها إسرائيل جنحة”.

وتابع: "إسرائيل لا تعتبر المعتقلين الفلسطينيين أسرى حرب، وتتعامل معهم بأنهم مجرمون، استنادا لقوانين العقوبات واستنادا لأوامر عسكرية إسرائيلية، وليسوا كمناضلين من أجل الحرية”.

من جانبه، يقول نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، إن مشروع القانون، هو بمثابة "فضيحة جديدة لإسرائيل التي تدعي الديمقراطية”.

وأضاف: "إسرائيل باتت تخشى الصحافي الفلسطيني ووسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في كشف حقيقة الاحتلال أمام العالم”.

وبيّن أن نقابة الصحافيين ستضع الاتحاد الدولي للصحفيين، وكل المؤسسات الحقوقية والمدافعة عن الحريات في حيثيات القانون الإسرائيلي، الذي من شأنه التضييق على حرية التعبير أو حتى اعتقال أي صحافي أو مواطن بتهمة "التحريض”. وقال: "القانون عبارة عن شرعنة لتقييد الحريات”.

ولفت "نقيب الصحافيين" إلى أن الإعلام الفلسطيني "يتعرض لانتهاكات خطيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تتمثل بتقييد حرية الحركة، واعتقال الصحفيين وإغلاق مكاتب وإذاعات فلسطينية، وملاحقة ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى التحريض”.

وكانت وزيرة العدل من حزب "البيت اليهودي"، الموالي للمستوطنين، أياليت شاكيد، قد بادرت إلى طرح مشروع القانون، بهدف إجازة شطب محتويات ينشرها فلسطينيون على شبكات التواصل وتعتبرها إسرائيل تحريضية. وسبق أن أعلنت إسرائيل تشكيل طاقم لمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية حوالي 150 فلسطينيا في الأشهر الماضية، بزعم نشر مضامين تحريضية على شبكات التواصل.

ويعد الصحافي الفلسطيني، سامي الساعي، واحد من عشرات الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية، بدعوى ممارسة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحكمت محكمة سالم العسكرية الإسرائيلية على الساعي الذي اعتقل مطلع شباط/فبراير 2015، في حينه بالسجن الفعلي لتسعة شهور.

ويقول الساعي لوكالة الأناضول: “اعتقلت بتهمة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كل ما فعلته نشر بعض صور الضحايا الفلسطينيين ومنفذي عمليات ضد الجانب الإسرائيلي، وحتى نشر بعض الأخبار الصحفية عبر صفحتي على موقع (فيسبوك)”.

وأضاف: “القانون طبق قبل أن يقر في الكنيست الإسرائيلي”.

وتابع: “هذا خطير، ويشكل رقابة ذاتية قوية، وأي صحفي أو فلسطيني معرض للاعتقال بتهمة التحريض”.

ويعمل الساعي، مراسلا في تلفزيون "الفجر الجديد"، المحلي في مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية.

وعد، محمود حريبات، الصحافي الفلسطيني المختص بالإعلام الاجتماعي، القانون بمحاولة إسرائيلية "لاحتلال الفضاء الإلكتروني، وكبت الحريات العامة”.

وأضاف: “الفلسطيني اليوم أمام لجوء الكتروني، إسرائيل تلاحقه على الأرض واليوم عبر الفضاء الإلكتروني”.

وتابع: “إسرائيل نجحت منذ اندلاع الهبة الشعبية في تشرين الأول/أكتوبر 2015، بقمع الفلسطينيين الكترونيا، اعتقلت عدد منهم بتهمة التحريض، وأغلقت عدد من الصفحات لناشطين فلسطينيين من قبل إدارة مواقع التواصل الاجتماعي بضغوط إسرائيلية”.

وبين حريبات أن القانون خصص للفلسطينيين فقط دون الإسرائيليين، مشيرا إلى أن الإسرائيلي يمارس التحريض بكل الأشكال دون أن يسجل محاسبة شخص واحد.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق، الثلاثاء الماضي، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح للمحاكم الإسرائيلية، بإصدار أوامر بحذف منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، تعتبرها إسرائيل تحريضية.

التعليقات