12/02/2017 - 14:54

972: نزاع عمل أم "صراع قومي"؟

تبحث محكمة العمل اللوائية في تل أبيب يوم غد الإثنين في الدعوى التي قدمتها الصحافية سوسن خليفة ضد جمعية 972، التي كانت تديرها حتى نهاية العام المنصرم، في أعقاب إقالتها من منصبها دون مبرر وبشكل غير قانوني، حسب الدعوى،

972: نزاع عمل أم "صراع قومي"؟

تبحث محكمة العمل اللوائية في تل أبيب يوم غد الإثنين في الدعوى التي قدمتها الصحافية سوسن خليفة ضد جمعية 972، التي كانت تديرها حتى نهاية العام المنصرم، في أعقاب إقالتها من منصبها دون مبرر وبشكل غير قانوني، حسب الدعوى، وبعد أن توجهت لإدارة الجمعية بشكوى رسمية عن استخدام تعابير عنصرية في إحدى المراسلات، فيما تنفي إدارة الجمعية هذه الادعاءات جملة وتفصيلا.

وجمعية 972 هي مؤسسة إسرائيلية صحافية مستقلة تشغل موقع 972 باللغة الإنجليزية وموقع 'سيحاه مكوميت' بالعبرية، وتولت خليفة إدارتها حتى يوم 11.12.2016.

وتطالب خليفة بالدعوى التي قدمها المحامي غياث ناصر بإعادتها إلى منصبها وتعويضها على التعامل المهين والعنصري الذي واجهته في الفترة الأخيرة من عملها.

موقع 'سيحاه مكوميت'

وجاء في الدعوى أن خليفة أقيلت من منصبها كمديرة عامة للجمعية بشكل غير قانوني ودون مبرر، وأن 'خطيئتها' الوحيدة كانت بأنها قدمت شكوى خطية للمسؤولين عنها في اللجنة الإدارية والهيئة العامة للجمعية بشأن المعاملة المهينة والمميزة ضدها والعنصرية خلال عملها في الفترة التي سبقت إقالتها. والشكوى الخطية الأولى كانت يوم 22.10.2016.

وأضافت خليفة في الدعوى أنه في أعقاب الشكوى المقدمة وبدلا من معالجتها ووقف المعاملة السيئة تجاهها، قامت اللجنة الإدارية بالمباشرة بإجراءات سريعة لإقالتها، إذ قامت اللجنة الإدارية بتجميد جميع مهامها الرئيسية يوم 3.11.2016، أي بعد 10 أيام من شكواها، ومن ثم جددت نشاطها لإجراء جلسة استماع لها لإقالتها بشكل رسمي.

خلفية 'الصراع'

ومن المعلومات التي اطلع عليها 'عرب 48'، فإن الخلفية لـ'الصراع' بدأت مع قرار الهيئة العامة للجمعية يوم 22.06.2016، بتعيين محرر فلسطيني بالموقع الذي تشغله الجمعية باللغة الإنجليزية (موقع 972)، ليعمل إلى جانب خمسة محررين إسرائيليين، ولم يكن من بينهم أي محرر عربي أو فلسطيني، على الرغم من أن من بين أهداف الجمعية المعلنة هو العمل على النشر باللغة العربية، لكن حتى ذلك الوقت لم يعين محرر عربي.

وتقول خليفة في الدعوى إنه جرى اختيار 3 مرشحين لهذا المنصب، وإن ممولين أبدوا استعدادا مبدئيا لتمويل هذه الوظيفة، لكن إجراءات اختيار محرر فلسطيني توقفت، بحسب الدعوى، بعدما عممت بروتوكول جلسة الهيئة العامة التي قررت فيها البحث عن مرشح لوظيفة محرر، فقامت إحدى المحررات الإسرائيليات في الموقع بالرد: 'لماذا نحن بحاجة لموظفة فلسطينية أخرى؟ يكيفنا أن الموظفة الأخيرة كانت فلسطينية'، في إشارة إلى خليفة. ومنذ تلك اللحظة توترت الأجواء في طاقم الجمعية.

وبحسب خليفة فإنها كانت قد عقدت في السابق جلسة مع مديرة اللجنة الإدارية للجمعية، دالية شايندلين، بخصوص سلوك هذه الموظفة، التي تدعي خليفة بأنها لم تتقبل أن تكون مديرتها فلسطينية، وأنها واجهت معاملة عنصرية من قبلها مرارا.

وبحسب الدعوى، عقدت جلسة يوم 29.9.2016 شاركت فيها خليفة والمحررة الإسرائيلية ومديرتها في مكان عملها الآخر الذي يمول الجمعية، لبحث القضية. رفضت المحررة الإسرائيلية، بحسب الدعوى، التراجع عن موقفها وقالت 'نعم أقوم بعد رؤوس الفلسطينيين في المنظمة، وليست هناك مشكلة في عد رؤوس الفلسطينيين'، بحسب الدعوى، كما كررت المحررة المذكورة تعاملها العنصري والمهين بنظر خليفة.

وتقول خليفة في الدعوى، إن اللجنة الإدارية حاولت تصوير الخلاف على أنه بسبب الطرفين، وجرت محاولة إجبارها على تحمل مسؤولية الخلاف، وهو ما رفضته.

وبعد فترة وجيزة تقرر تجميد قرار تعيين محرر فلسطيني من قبل اللجنة الإدارية بذريعة توتر الأجواء، بحسب خليفة، على الرغم من قرار الهيئة العامة، وهو ما فسرته خليفة على أنه نتيجة الاعتراض على تعيين موظف فلسطيني آخر في الجمعية، على خلفية قومية، وفي أعقاب شكوتها. وهو ما رفضته ونفته كليا إدارة الجمعية في تعقيبها لموقع 'عرب 48'.

يجب التنويه مرة أخرى أن المحررة الإسرائيلية تعمل لدى جهة ممولة وشريكة في جمعية 972، أي أن إقالتها ستكون غير سهلة، على الرغم من إدعاء اللجنة الإدارية بأنها أتاحت المجال لخليفة إقالة المحررة الإسرائيلية.

تعقيب الجمعية

عقبت مديرة اللجنة الإدارية للجمعية، شايندلين، لـ'عرب 48' بالقول إن 'جمعية 972 هي جسم إعلامي مستقل وملتزم بالديمقراطية، ومعارضة الاحتلال والشفافية. تسعى الجمعية إلى منح التمثيل لكافة القطاعات التي تتشارك مع هذه المبادئ. ومنذ تأسيس الجمعية، اثنان من أصل سبعة أعضاء في اللجنة الإدارية هما فلسطينيان، وعشرة كتاب هم فلسطينيون والمديرة العامة فلسطينية، بالإضافة لمحرر فلسطيني بوظيفة جزئية، وننوي توظيف محرر إضافي بوظيفة كاملة خلال العام وبدعم كافة أعضاء المنظمة'.

وأضافت أن دوافع إقالة خليفة هي 'مهنية بالكامل. كانت لدينا آمال كبيرة عندما اخترناها للوظيفة. استثمرنا جهودا في تأهيلها ورغبنا بنجاحها. لأسفنا، خليفة لم تستوف متطلبات الوظيفة، الإدارة والعلاقات الإشكالية مع الشركاء والممولين والطاقم. المنظمة تدهورت إلى حد الخطر على وجودها'.

تعابير عنصرية؟

لا تنفي شايندلين المراسلات التي استخدمت فيها إحدى المحررات تعابير إشكالية تحمل أبعادا عنصرية، وقالت إن 'الرسالة الإلكترونية المذكورة كانت جزءا من نقاش داخل الطاقم حول أولوليات تمثيل المجموعات المختلفة في المجتمع (تشمل الفلسطينيين والشرقيين والنساء والمثليين وغيرها...)، والتي ذكر فيها أن مديرة المنظمة فلسطينية. لم تكن أبدا معارضة بأن يكون المحرر الجديد في الطاقم ناطق بالعربية أو فلسطيني'.

10 موظفين... فلسطينيان 

لم تكن إجابة شايندلين واضحة إذا كان الكتاب الفلسطينيين العشرة يتقاضون أجرا من الجمعية، وعندما استوضحنا الأمر مجددا، تبيّن لنا أن العاملين الذين يتقاضون أجرا في الجمعية هم 10 أشخاص منهم فلسطينيان فقط،، محرر بوظيفة جزئية ومترجمة.

ملاحظات مهنية

في أعقاب تعقيب شايندلين بأن قرار الإقالة جاء بدوافع مهنية، قمنا بمراجعة الميزانية التي جندتها الجمعية لنشاطها في العام 2016، مقارنة بالأعوام السابقة، وهي أرقام منشورة في موقع الجمعية:

في العام 2014 كان دخل الجمعية نحو 226.800 دولار وفي العام 2016 ارتفع الدخل إلى 260.200 دولار أي ارتفاع بنسبة 14% تقريبا، وأوضحت الجمعية أن ميزانية العام 2016 جندت قبلها بعام، أي عام 2015.

التعليقات