17/02/2017 - 14:38

التكنولوجيا والتغطية الصحافية: معارك تدور على شاشات الهواتف

عد هذا الصراع هو الأول من نوعه الذي يتم توثيقه بشكل دقيق ويتم مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتبين لك عند البحث عن كلمة "سورية" على موقع يوتيوب وجود ما يقرب من 4.9 مليون نتيجة للبحث.

التكنولوجيا والتغطية الصحافية: معارك تدور على شاشات الهواتف

من خلال مقاطع الفيديو التي تظهر عمليات الهجوم بالغاز، إلى صور المركبات العسكرية المتحركة الملتقطة بالأقمار الصناعية، تسمح مواقع التواصل الاجتماعي مثل 'فيسبوك' و'يوتيوب'، للعالم، بأن يصبح شاهد عيان على الحروب.

ونظرا لأن هذا الفيض من المعلومات له مخاطره أيضا، فإن التطبيقات الإلكترونيه الجديدة تكشف عن دورها في مد يد العون وتقديم المساعدة.

إن الحصول على معلومات، يعد تحديا للصحافي الذي يغطي أخبار الحرب، فيما تستمر الصراعات في الكثير من المناطق في العالم، مما يجعل من الصعب، بل من المستحيل، بالنسبة للمدنيين الوصول إلى تلك الأماكن وإرسال التقارير الإخبارية.

ولكن هناك معضلة أخرى، وهي المأزق العكسي، ألا وهو وجود الكثير من المعلومات.

وقد تمخضت الصراعات مثل الحرب السورية عن طوفان من مقاطع الفيديوعلى موقع 'يوتيوب'،والتغريدات على 'تويتر' والمنشورات على 'فيسبوك'، يمكنها، إذا ما تم تصفيتها وتنقيتها بقدر من التركيز، أن تقدم رؤى نادرة.

ولكن الحجم الكبير من العروض يمكن أن يكون هائلا. وقد تم الآن تطوير أدوات جديدة يمكن أن تساعد الصحافيين.

ويقول مقطع فيديو لـ 'جيجسو' وهي إحدى تقنيات جوجل الحديثة، إن 'إعادة تشغيل مقاطع الفيديو التي تم تصويرها عن الحرب السورية سوف تستمر لفترة أطول من زمن الصراع نفسه'. ويقوم الثوار والناشطون والمدنيون، وكذلك عناصر تنظيم 'داعش' الإرهابي، والنظام السورية وجماعات أخرى، برفع تلك التسجيلات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

ويعد هذا الصراع هو الأول من نوعه الذي يتم توثيقه بشكل دقيق ويتم مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتبين لك عند البحث عن كلمة 'سورية' على موقع يوتيوب وجود ما يقرب من 4.9 مليون نتيجة للبحث.

ولتمكين الصحافيين والمحللين من التفاوض والاستخدام الفعال لكميات المقاطع المصورة على موقع 'يوتيوب' وهو أيضا تابع لجوجل، طورت تقنية 'جيجسو' تطبيق المونتاج على الإنترنت.

ويسمح هذا التطبيق للمستخدمين، بوضع علامات على مقاطع الفيديو تشمل معلومات محددة مثل التاريخ والمكان وتفاصيل المحتوى لتسجيلات الأشخاص. وباستخدام هذه العلامات، يمكن ترتيب مقاطع الفيديو وتجميعها لاسترجاعها في وقت لاحق ولمشاركتها أيضا في المشاريع.

ويعد صحافي التحقيقات البريطاني، إليوت هيجينز، واحدا من العديدين الذين تحولوا إلى استخدام هذا التطبيق. ويقوم هيجنز بأبحاثه بشكل رئيسي باستخدام مصادر يمكن الوصول إليها بحرية، بعد ظهوره المميز كخبير في دور الأسلحة في الصراعات.

ويقول هيجنز إنه قبل أربع سنوات لم يكن يعرف شيئا عن الأسلحة، ولم يتواجد البته في منطقة حرب، بل ولم تكن لديه خبرة كمراسل.

وأثناء قراءته لتغطية للصراع السوري، أصبح مهتما بأنواع الأسلحة التي تستخدم هناك، ولكن وسائل الإعلام لم تتناول سوى القليل جدا عن هذا الجانب.

ومع ذلك، كان هناك الكثير من مقاطع الفيديو القتالية على موقع يوتيوب، التي تمكن من دراستها أثناء بحثه كذلك على الإنترنت ومقارنته للأسلحة في مقاطع الفيديو مع المعلومات على شبكة الإنترنت، قبل أن يكتب استنتاجاته.

وأصبحت مدونة هيجنز، 'براون موزيز'، واحدة من أهم المصادر العالمية للمعلومات عن الحرب. وينشر اليوم، هو وغيره من المدونين والصحافيين مقالات حول سورية وأوكرانيا وليبيا عبر موقع 'بيلنج كات' الجماهيري على الإنترنت.

وعلى سبيل المثال، كتب فريقه تقارير تحمل القوات العسكرية الروسية مسؤولية إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية، رحلة 'إم إتش 17' فوق أوكرانيا عام 2014، على أساس، من بين أمور أخرى، الصور المستقاه من شبكات التواصل الاجتماعي.

ويقول هيجنز: 'إن التحدي الكبير هو أن تكون قادرا على التعامل مع حجم المعلومات'.

ويتم كل يوم رفع ما بين 100 إلى 300 مقطع فيديو، للصراع السوري على موقع يوتيوب. ويقول هيجنز إنه في السابق كان يقوم بنسخ الروابط الفردية في جدول أمامه لتجميع وتصنيف هذه المقاطع، وإنها كانت مهمة شاقة وغير واضحة، ولكن استخدام أدوات المونتاج لتقنية 'جيجسو' ساهم في إسراع وتبسيط العملية.

وقال الباحث، إن التطبيق أيضا كان بمثابة عون كبير له لجمع كل التقارير المتاحة في الهجمات بالغاز على منطقة الغوطة السورية في آب/ أغسطس عام .2013

وقد تم رفع المئات من مقاطع الفيديو، وكان الوضع مربكا، مع تناقض العديد من التقارير مع بعضها البعض.

ولا تزال الأدوات تعمل فقط مع مقاطع الفيديو بموقع يوتيوب، مما يحد من نطاق المشاريع.

ووفقا لهيجنز، فإن هناك ثروة من المعلومات حول النزاع في شرق أوكرانيا يتم نشرها على شبكة 'في كيه دوت كوم'، وهو موقع روسي على غرار 'فيسبوك'.

وتوجد أدوات أخرى، على غرار التطبيق، تبسط عملية البحث على شبكة الإنترنت: مثل موقع البحث عن الأماكن 'أتشوسيك' الذي يسمح بالبحث الجغرافي لإدخالات وسائل التواصل الاجتماعي مع الإحداثيات.

ويمكنك أيضا البحث عن منشورات في فيسبوك وتويتر في منطقة معينة، في حين يسمح 'جوجل إيرث' بالوصول إلى صور الأقمار الصناعية.

ويسمح ' تشيك ديسك' للمستخدمين بالتحقق من تغريدات بعضهم البعض على موقع تويتر، والمنشورات على فيسبوك وغيرها من المعلومات.

وقد استخدم مراسلو موقع 'بيلينج كات' مزيجا من كل ما سبق لتتبع حركة المركبات العسكرية من روسيا إلى أوكرانيا، حيث لا تزال موسكو تنفي إرسال قوات أو معدات لمساعدة الانفصاليين الذين يقاتلون الحكومة.

ولكن الوضع كما يذكر فريدريك ريختر، من غرفة أخبار التحقيقات الصحفية الألمانية (غير ربحية)، 'كورريكتيف': 'أنه لسبب وجيه يقول الناس إن ' الضحية الأولى للحرب هي الحقيقة'.

وينطبق هذا أيضا على البيانات والمعلومات غير محددة المصدر من وسائل التواصل الاجتماعي.

ويمكن في حالة النزاعات المسلحة، التلاعب بمثل هذه المنتديات من قبل أي طرف، والتحقق منها أمر صعب.

التعليقات