08/04/2017 - 13:36

ماذا تفعل صورة ترامب في بيروت؟

أكثر ما شغل اللبنانيين هو صورة معدّلة على الفوتوشوب للرئيس الأميركي ترامب في ساحة ساسين وسط بيروت.

ماذا تفعل صورة ترامب في بيروت؟

تفاعلت الضربة الأميركية على القاعدة العسكرية السورية في حمص لبنانيًا، أكثر مما تفاعلته في مكان آخر، فالبلد الذي يرزح تحت وطأة انقسام سياسي حادّ يعود إلى سنوات طويلة خلت، وجد في العدوان الأميركي مادّة زخمة لنقاش سياسي طال جدًا وصل حدّ الاشتباك الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن أكثر ما شغل اللبنانيين هو صورة معدّلة على الفوتوشوب للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ساحة ساسين وسط بيروت، من إعداد الصحافي اللبناني جاد شحرور، إذ انطلقت، بعد أقل من ساعة على نشره الصورة، التحليلات والاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي لتيار المستقبل والقوّات اللبنانية (حزب جعجع)، بـأنهم فرحوا بالعدوان الأميركي على سورية.

أمّا أكثر المنشورات رواجًا، فهو 'بيروت التي دمّرها شارون وحماها الجيش العربي السوري... انظروا إلى صورة ترامب ترفع في ساحة ساسين بعد العدوان على سورية عرفانًا بالجميل'، إذ شاركها عشرات الناشطين كما هي ودون تأكّد، مضيفين عليها الشتائم واللعنات والاتهامات بالعمال.

الغريب، في هذا السياق، أن أحد من شاركوا الصورة كتب على صفحته مقتنعًا، قبل يومين، أن صور الهجوم الكيماوي في خان شيخون بإدلب مفبركة، بينما جزم معتقدًا أن صورة في بيروت، لا تبعد عن مكان سكنه أكثر من ساعة، حقيقيّة وهي بالأصل مفبركة وتعود للرئيس اللبناني ميشال عون.

بالعودة إلى جاد شحرور، فقد كتب على صفحته، بعد انتشار الصورة والتعليقات عليها، حيثيّات ما حدث:  'بمعرض اختبار بسيط حول 'صحة' ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعاد نشره على مواقع الإخبارية من دون التحقق من المصدر. كما حصل بالأمس... نشرت صورة معدلة على برنامج الفوتوشوب، وخلال أقل من ساعة، انتشرت هذه الصورة على العديد من المواقع الإخبارية'.

وأضاف 'وذهبت المواقع الى أبعد من ذلك، باستخدام مصطلحات مثل 'شوهدت'، 'رُفعت في الشوارع'... من دون التأكد من صحة الصورة. لا بل ربطوا الموضوع بحملات وصور مفبركة أخرى وتم صياغتها على شكل تحقيق صحافي! وهذه ليست المرّة الأولى، التي تنشر مواقع إخبارية أخبارًا من دون التأكد من مصدرها'.

وانتهى إلى القول 'ما أودّ قوله، التحقق من الخبر والمصدر أولًا. ثم صياغة الخبر ثم النشر ثم التداول... إن لم نكن متأكدين من مصدر معلوماتنا، لا يحق لنا نشر أي خبر... الأخبار الكاذبة ونشر البلاء، مسؤول عنها المواقع غير المهنية التي تنشر أخبارها من دون حرفية، أو أقله 'ألف باء' الصحافة. سؤال يطرح نفسه، من أين تستقي المواقع الإخبارية معلوماتها وما هي المنهجية التي تعتمدها في نشر الأخبار. وهذا جزء من دراسة بحثية أعمل عليها بشكل فردي، حول موضوع 'انتشار الأخبار الكاذبة وتداولها من دون التحقق من المصدر''.

التعليقات