01/06/2017 - 14:44

"حبس المفطر": بين مؤيد ومعارض تحت "سلطة القانون"

أثار القرار الذي صدر عن النيابة العامة الفلسطينية، الإثنين الماضي، بحبس كلّ من يفطر في نهار رمضان جهرًا، بالحبس لمدة شهر، ردود أفعال واسعة بين مستخدمي التواصل الاجتماعي.

"حبس المفطر": بين مؤيد ومعارض تحت "سلطة القانون"

أثار القرار الذي صدر عن النيابة العامة الفلسطينية، الإثنين الماضي، بحبس كلّ من يفطر في نهار رمضان جهرًا، بالحبس لمدة شهر، ردود أفعال واسعة بين مستخدمي التواصل الاجتماعي.

وسيتم تطبيق القانون في جميع مدن الضفة الغربية، على يد رجال الشرطة، حيث سيتم توقيف كل شخص يثبت عليه ذلك والتحقيق معه، بحسب وكيل نيابة رام الله، علاء التميمي.

وقانون 'حبس المفطر' الذي تم تفعيله مؤخرًا في مدن الضفة الغربية، مأخوذ من قانون العقوبات الأردني، والذي ينص على الحبس لمدة شهر وغرامة مالية بقيمة 25 ديناراً لمَن يفطر علناً في رمضان.

وتطبق العديد من الدول العربية والإسلامية هذا القانون، في تفاوت بين مدة الحبس والغرامات، من بينها الأردن واليمن والكويت والإمارات.

وبين مؤيد ومعارض للقانون وتطبيقه، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالآراء، ما أثار جدلًا واسعًا، بين ضرورة تطبيق القانون، أو الاستغناء عنه، وسط تساؤلات عديدة عن مدى جدوى القانون.

وقال وسيم كريم، عبر موقع 'فيسبوك'، مستشهدًا بآية قرآنية، 'إذا بليتم فاستتروا'، وأضاف 'على الأقل أيها الأخ المفطر، قليلا من مراعاة الشهر الكريم الفضيل ومشاعر الصائمين، قليلا من الحياء والمروءة والذوق'.

ومن جهته، قال عامر بدران، عبر موقع 'فيسبوك'، مفندًا فكرة 'مراعاة المشاعر'، 'مراعاة الشعور هي عملية يقوم بها من يريد ويستطيع، تجاه من يريد ولا يستطيع، ولا معنى لمراعاة شعور شخص يستطيع، لكنه لا يريد'.

وأضاف 'انطلاقًا من هذا التعريف، ما الأكثر أخلاقية: مراعاة المفطر لشعور الصائم الذي يستطيع الصيام ويريده بمحض إرادته، أم مراعاة الجالس للإفطار مساءً لشعور من يريدون الأكل ولا يستطيعون شراءه... رمضان لم يعد شهر تعبد ولا شهر صيام، إنه شهر أكل ومسلسلات واستفزاز لشعور الفقراء فقط، والأدهى أنّ المستفزّ بكسر الفاء، هو من يشتكي دومًا ويطالب بمراعاة شعوره'.

وقال هيثم أخرس، على موقع 'فيسبوك'، 'في سورية هناك قانون قديم ولم يلغى ويمكن تفعيله في أي وقت، وهو حبس المفطر العلني، سواء أكان المفطر مسلم أم مسيحي طيلة شهر رمضان، ولا يخلى سبيل الموقوف حتى بعد عيد الفطر'.

وقال معن قعدان، 'بالنسبة لقرار حبس المفطر في رمضان شهرًا كاملًا، أنا مع هذا القرار، فهو ليس للمفطر بحد ذاته، وإنما للذي يجاهر ويتواقح بالإفطار أمام الناس، حرمة الشهر الفضيل يجب أن تصان، ومن أمن العقوبة أساء الأدب'.

وقال حساب متيم، واصفًا الواقع 'في وطني يبحثون عن المفطر ليعاقبوه ولا يبحثون عن الجائع ليطعموه'.

وقال محمد عبد الفتاح، 'كان ناقص أن تجلدوا المفطر في رمضان على دوار الساعة في رام الله بدل حبسه شهر، يا حيف أين وصلت الثورة الفلسطينية التي كانت تعنى بالانفتاح على الثقافة والفكر، يا حبذا لو حاكمتم الفاسدين'.

وقال عبد الله الهواري، 'ألا يخجل الشباب المفطر من نفسه حين يرى طفلًا صائمًا؟ بدكم تفطروا توكلوش بالشارع أمام الصائمين'.

وقال دوجانا أبو الروب، اليوم حبس المفطر بالشارع بحجة انتهاك حرمة رمضان، ومبارح طرد يوسف صديق من الجامعة الأميركية بحجة نشر الإلحاد، وأول امبارح جلد شخص في مخيم قلنديا بحجة قذف المحصنات'.

وأضاف ساخرًا، 'أهلًا بكم مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني العلماني الإخواني الشيوعي السلفي الديني اللاديني المسيحي الإسلامي الشعبوي النخبوي - فتح'.

ومن جهتها، قالت جنان سمير، 'بعد حبس المفطر في نهار رمضان بالسجن شهرًا كاملًا في الضفة الغربية، قريبا... هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتضرب الناس للذهاب للصلاة على دوار المنارة'.

وقال خالد وليد، 'بما إنو قرار حبس المفطر تم تصديقه، وبدنا نكون مصرين على ربط الدين بالدولة ونحاسب المفطرين، اقتراحي أن يتم محاسبة كل من لا يصلي فروضه وصلاته يوميا، وكل من لا يتمم واجباته الدينية في المساجد والجوامع والكنائس'.

وانطلقت دعوات شبابية، من ناشطين وناشطات فلسطينيين، لإجراء إفطار علني في نهار رمضان في فلسطين وعدد من المدن العربية، مثل مصر والأردن، كما أعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، نشر خبر مقتل رجل في عمان، عام 2015، إثر ضربه من قبل الناس بعد أن شرب الماء في نهار رمضان، ليتضح بعد ذلك، أنّه كان مريضًا وأخذ دواءه.

وفي ذلك الوقت، حمّل ناشطون وناشطات السلطات الأردنية مسؤولية مقتله، وذلك بعد تطبيق قوانين 'تسبب 'الفرقة الطائفية''، على حدّ تعبيرهم.

التعليقات