02/07/2017 - 13:40

ماذا لو رضخت "الجزيرة" لمطالب دول الحصار؟

أما برنامج "الاتجاه المعاكس"، الذي يحظى بنسب مشاهدة عالية، فسيتغيّر إلى "الاتجاه الموافق"، الذي سيناقش مواضيعَ مثل: "ألم يحذّر الزعيم المفدّى مواطنيه من أزمة البطالة؟ ألم تدعوهم الحكومة إلى البحث عن فرص عمل في الخارج؟

ماذا لو رضخت

كواليس برنامج مرآة الصحافة (فيسبوك)

تنتهي، مساء اليوم، الأحد، المهلة التي حدّدتها دول حصار قطر للدوحة من أجل الاستجابة لمطالبها ومن ضمنها إغلاق شبكة "الجزيرة" الفضائيّة وتسريح كافة العاملين فيها، بالإضافة إلى وسائل إعلام أخرى رائدة، وهو مطلب تؤكد الدوحة أنه غير قابل للنقاش حتّى، فضلًا عن الاستجابة له.

لكن قناة "الجزيرة" لم تغفل عن مطلب دور الحصار وعن تشديدها على تنفيذه، فراحت، خلال الأسبوع الماضي، تحضّر لدورة برمجيّة جديدة، ساخرة، تعرض ما تصبو إليه دور الحصار وما تريده من خصي للإعلام، تم بثّها خلال الحلقة الأخيرة من برنامج "فوق السلطة"، أوّل من أمس، الجمعة.

وخلال الحلقة، قال مقدّم البرنامج، الإعلامي اللبناني نزيه الأحدب، إن أكثر ما يزعج حكومات الحصار هو نشرة أخبار "الجزيرة" التي تتطرّق إلى البطالة والفقر، معلنًا أنها تغيّرت إلى: "السلام على زعيم البلاد المفدّى وأسرته وبطانته ومن تبعه من المشاهدين إلى أبد الآبدين، أهلا بكم والبداية بالعناوين: احتفالات بمناسبة ختان المولود الجديد لزعيم البلاد المفدّى".

وتضيف النشرة المفترضة "الزعيم المفدّى يتلقى سيلا من برقيات التهنئة من زعماء العالم بمناسبة ختان مولوده الجديد" وأيضًا "الزعيم المفدّى يبرق إلى زعماء العالم شاكرًا تهانيهم له بمناسبة ختان مولوده الجديد" وفي الختام "لقاءٌ مع المفكّر شاعر بلاطي حول الغموض المقدّس في الفكر المبهم والملهم للزعيم المفدّى".

أما برنامج "الاتجاه المعاكس"، الذي يحظى بنسب مشاهدة عالية، فسيتغيّر إلى "الاتجاه الموافق"، الذي سيناقش مواضيعَ مثل: "ألم يحذّر الزعيم المفدّى مواطنيه من أزمة البطالة؟ ألم تدعوهم الحكومة إلى البحث عن فرص عمل في الخارج؟ لكن، في المقابل، ألا يجب أن يدفع المواطنون الضريبة؟ "اشتغلوا أو ستّين عمركو ما تشتغلوا""، وأكمل برومو "الاتجاه الموافق" بصوت معلق "الجزيرة" الشهير، فاروق القاسم، إن البرنامج برعاية "بطاقة المخابرات المسبقة الدفع – مخبركو".

أمّا برنامج "بلا حدود" الذي سيتغيّر اسمه إلى "بالحدود" فسيستضيف "العالم الروحاني الهندي بولاي، ويبحث معه توقعاته لنتائج الانتخابات الرئاسية في عربستان".

في حين سيتحوّل اسم برنامج "فوق السلطة" إلى "بوق السلطة" بعد إبدال الفاء باءً، وسيصبح البرومو خاصته هو "عندما يتجاوز الشعب خنوعه، يراقبه المخبر، يعاقبه الضابط، يرعبه الحكام... وعندما تخفق كل هذه السلطات، لا بد من بوق معها، نحنُ بوقُ السلطة".

صحيح أن الحلقة ساخرة من حلقات البرنامج الجديد، الذي يلاقي منذ انطلاقه في تشرين ثانٍ/نوفمبر الماضي جماهيريّة واسعة، إلا أنها قد تكون صورةً لما يصبو إليه حكّام العرب من تحريض على وسائل إعلام رائدة، وأخرى جديدة نسبيًا، مثل "العربي الجديد"، الذي تتصدّر المشهد الإعلامي العربي، متجاوزة في جماهيريّتها صحفًا "رائدة" أخرى تتجاوز أعمارها عقودًا وأكثر، وهو أمر استدعى حظرها، ثم التحريض عليها، حتى من قبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسسي(!)، وحين فشلوا في تحطيمها.... سعوا إلى أقفالها.

التعليقات